عنيزة - عطاالله الجروان
جامعيون وخريجون من الكليات التقنية والمعاهد المهنية وشباب ذوو كفاءات ومهارات تقنية مختلفة يعملون في العديد من الجمعيات الخيرية بمختلف المجالات، وفي الغالب لا يستمرون في أعمالهم ويستقيلون أو يفصلون، والقاسم المشترك بينهم تدني الرواتب وارتفاع كبير في المهام الوظيفية ودوام على فترتين وأحياناً يشمل يوم الخميس، وتسبب ذلك في قصور أعمال تلك الجمعيات وتعثر بعض منها وبطء واضح في مسيرتها التنموية أدى ذلك إلى ضعف في التبرعات والهبات لأن المحسنين يريدون عملاً منظماً ودقيقاً وسريعاً لإيصال تبرعاتهم للمحتاجين لها. عبد الله ذكر قصته مع جمعية خيرية في عنيزة، وقال: تجربة مرة خضتها خلال فترة عملي في الجمعية، فالراتب لم يتجاوز خلال ثلاث السنوات ألفاً وثمانمائة ريال، والدوام على فترتين صباحية ومسائية وتدقيق ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة وأعمال إضافية بلا حوافز أو عوائد مشجعة للاستمرار في العمل، وأضاف أحمل شهادة جامعية في علم الاجتماع وكنت أرغب في أن أعمل بوظيفية باحث اجتماعي ولكن مدير الجمعية رشحني لوظيفية إدارية لم أفهم طبيعة العمل فيها إلا قبل أن استقيل بعدة أشهر لأنه في كل يوم يخرج لي عمل جديد، أما الضغوط الإدارية والنفسية فهي أكبر من أن أتحدث عنها في لقاء قصير.
ويرى الشاب سليمان العثمان بأن منسوبي الجمعيات من مديرين وأمناء يرضون لأنفسهم برواتب ضخمة تتجاوز في بعض الأحيان عشرين ألف ريال ويأتون من وظائف أخرى بنظام الإعارة أو الإجازة الاستثنائية وأوضاعهم المادية ممتازة ومع ذلك يمنحون صغار الموظفين رواتب ضعيفة جداً ويكلفونهم بأعمال ومهام كثيرة، وعبر (الجزيرة) ناشد سليمان أصحاب القرار في الجمعيات أن يعاملوا صغار الموظفين كفقراء يتسوّلون ولكن بنظام يكفل لهم العفة، حيث إنهم يعملون لديها ورغم ذلك يحتاجون العون والمساعدة.