إن قيام الموظف سواء كان في جهة حكومية أو في مؤسسة أهلية بأداء مهام وظيفته بالدقة والأمانة والنزاهة والإخلاص والانضباط يعتبر أمراً واجباً عليه خدمة لوطنه ومواطنيه.

وأنظمة الخدمة المدنية ونظام العمل في بلادنا أبرزت أهمية هذا الواجب وحدوث صور الأداء المطلوبة من الموظف للقيام بعمله والتي تتمثل في عدة جوانب منها:

الانضباط في وقت الدوام بأن يحضر في الوقت المحدد للحضور وينصرف في الوقت المحدد للانصراف ولا يخرج وقت الدوام إلا في حالات الضرورة وأن يتم الخروج لمدة معقولة وبعد الحصول على موافقة جهة عمله.

تأدية الموظف لعمله بالدقة والأمانة والنزاهة والإخلاص والعدالة والمساواة بحيث لا يفرق من حيث العناية والاهتمام بين معاملة وأخرى، وأن ينجز أعماله في الوقت المحدد وألا يؤخرها بدون أسباب مشروعة.

أن يستقبل المراجعين بوجه طلق وبأسلوب جيد من دون تفرقة بين مراجع وآخر وسواء كان يعرف المراجع أو لا يعرفه.

ولكن مما يؤسف له أنه يوجد في التطبيق بعض الحالات السلبية في هذا المجال ومن ذلك:

عدم التزام بعضهم بوقت الدوام حضوراً أو انصرافاً والخروج خلاله بدون إذن أو بإذن ولكن ليس للضرورة ولكن ربما لقضاء أمور خاصة يمكن أن تقضى خارج وقت الدوام.

عدم النظر في المعاملات الموجودة لديهم بعناية أو إخلاص بل يمررون المعاملات وبأي طريقة وإذا لم يحصل وأن تصرفوا في المعاملات بهذه الطريقة فهم يؤخرونها وبدون سبب سوى الإهمال والكسل وعدم المبالاة.

استقبال مراجعيهم بعبوس وأساليب جافة، فعندما يدخل المراجع على أحدهم يبدر إلى ذهنه كيف يتصرف لصد هذا المراجع وبأي طريقة، فبعضهم يطلب من المراجع فورياً أن يقوم بالمراجعة في اليوم التالي بدون سبب وبعضهم يقول: إن معاملتك ليست من اختصاصي قبل أن يقوم بقراءتها وبعضهم يطلب من المراجع إحضار بعض الوثائق مع أنها إما أن تكون موجودة في المعاملة أو يمكنه الحصول عليها من ملفه.

يؤدون أعمالهم وكأنهم يتفضلون على مراجعيهم بما يقدمونه لهم من خدمات منقوصة متناسين بأن خدمة المواطن والمراجع إنما هي واجب على الموظف وليست منّة أو تفضلا منه.

وإذا كان ما تقدم من مبادئ وأفكار وواجبات تخص الموظف فإن على المراجع واجبات أيضاً عندما يقوم بمراجعة معاملته في إحدى الأجهزة الإدارية ومن ذلك:

استشعار صلته بالموظف فكلاهما مواطنان مطلوب من كل منهما خدمة المواطن من زاويته الخاصة.

أن يستشعر المراجع بأن الموظف ليس مخصصاً له فقط بل لكل مواطن له مصلحة لديه.

أن يتحلى المراجع أيضاً بالأخلاق الفاضلة مع الموظف وأن يخاطبه بأسلوب أخوي ورقيق وليس بأسلوب الطلب والأمر أو الألفاظ النابية.

ألا يطالب المراجع الموظف بما لا يستطيع أو يخرج عن طاقته أو يؤدي لمخالفة الأنظمة أو يطالبه بحق على حساب حق مواطن آخر فالمراجع أيضاً ينبغي أن يكون حريصاً على تطبيق الأنظمة التي وجدت من أجل مصلحة الجميع.