(الجزيرة) - سعود الشيباني:
طالب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني مسؤولي الجهات الحكومية بسعة الصدر للانتقاد الموضوعي من قِبل وسائل الإعلام لأداء أجهزتهم؛ لأن من شأن ذلك مساعدتهم في تفعيل الرقابة على أجهزتهم ومعرفة أوجه القصور فيها، على حد تعبيره. وجاء تصريح الدكتور القحطاني بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تحتفل به دول العالم هذا اليوم.
وأضاف القحطاني: قطعنا جزءا كبيرا في طريق حرية الصحافة، ولكن الطريق ما زال طويلاً، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تطالب بمزيد من الشفافية والانفتاح الإعلامي، فما تحقق إلى الآن جيد، ونأمل أن يؤخذ هذا التقدم الملحوظ في حرية الصحافة المحلية في الاعتبار في التقارير الدولية التي تصدر بشأن حرية الصحافة في العالم، ومع ذلك فهناك خطوات أخرى يجب منحها للصحافة لتكون بالفعل مرآة تعكس واقع المجتمع ومشكلاته واحتياجاته، وصورة حقيقية لآمال الناس وآلامهم، وصوتاً عالياً يعبر عن إرادة المجتمع وتطلعاته. آملين أن تكون الصحافة رقيباً شريفاً وحقيقياً على جميع الأجهزة المكلفة بموجب الأنظمة بالرفع من مقومات الوطن وتقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين.
مؤكداً أن حرية التعبير عامة، ومنها حرية الصحافة، قد احترمها الإسلام وشجَّعها منذ بزوغ فجر أيامه الأولى، ودعمها النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفوس أصحابه، وسار على دربة الخلفاء الراشدون فوطدوها في عقول الناس. وبلغت الحرية مبلغها حين فرض عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قانونا يحرم غلاء المهور، لتقف امرأة من بين جموع الناس معترضة على ما أصدره خليفة المسلمين قائله: أيعطينا الله وتمنعنا أنت؟ فيقول الخليفة الراشد الذي أيده الوحي مرات عدة: لقد أصابت امرأة واخطأ عمر. فهذه هي حرية التعبير في أجمل صورها، واحترام رأي الآخرين في أبها حللها.