- مكانة ومنزلة صلاة الجماعة.. لا يجهلها أحد.. منزلة يعرفها كل مسلم..
- ونحن بفضل الله في هذا البلد.. نتعلم هذه الأمور في المدرسة منذ السنة الدراسية الأولى.. ونتعلمها في المسجد ونتعلمها من مشائخنا في كل مكان.. ونتعلمها من وسائل الإعلام المختلفة ولا نجهل أبداً.. مكانة ومنزلة صلاة الجماعة.
- والأدلة الشرعية على وجوب وفرضية صلاة الجماعة كثيرة.. وقد بيّنها وساقها الفقهاء.. والأمور هنا.. واضحة جداً.. لا تحتاج إلى من يُعقب أو يضيف عليها أو يشرحها ولكن.. لو قلنا بأن صلاة الجماعة والصلاة في المنزل لهما نفس المنزلة والمكانة.. فكأننا نقول.. إن المساجد لا لزوم لها.. وأن تشييد المساجد أساساً.. كان فوق المطلوب.. وأنه كان اجتهاداً ليس في مكانه.. غير أننا كلنا.. ندرك مكانة صلاة الجماعة وفضلها ووجوبها.
- سماحة المفتي العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.. خطب يوم الجمعة قبل الماضي متحدثاً عن صلاة الجماعة.. وقد أفاض في المسألة وبيّن كل شيء يتعلق بصلاة الجماعة.. وكانت خطبة مؤثرة بالفعل.. وكانت الأمور فيها واضحة.
- وهكذا أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء.. بياناً واضحاً بيّن أهمية وفضل صلاة الجماعة.
- فالمسألة هنا.. لا لبس فيها ولا غموض.. والأمور هنا.. واضحة فوق وضوحها السابق ونحن قد نشأنا بفضل الله على هذه الأمور وعرفناها وتوارثناها وأدركنا أهميتها.
- الأمور هنا.. ليست خافية علينا.. ولعلي هنا أيضاً.. أتحدث عن صلاة الفجر التي هجرها البعض وضيّعها الكثير.. ونام عنها الكسالى وضعيفو الإيمان.
- هذه الفريضة.. وهذا الركن العظيم.. فرّط فيه البعض وآثر النوم على صلاة الفجر في الجماعة.. فالبعض للأسف.. يضبط ساعته.. ويضبط المنبّه على موعد بداية التزاماته اليومية حتى لو كانت الساعة العاشرة صباحاً.. فإذا استيقظ ضُحى أو ظهر ذلك اليوم.. صلّى ركعتين على استعجال شديد.
- المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صلى البردين دخل الجنة) وهما.. الفجر والعصر.
- والمشكلة.. أن البعض للأسف يسهر طوال الليل.. إما أمام التلفاز أو مع «البشكة» أو في أي «صارف» آخر يصرفه عن النوم.. في استراحة أو ما شابهها.. حتى إذا اقترب الفجر.. خلد للنوم.. ومن الطبيعي أن يعجز عن القيام لصلاة الفجر.. ذلك أن جسمه مثقل.. والنوم يغلب عليه.. وحتى لو تحامل على نفسه واستيقظ.. فإنه لا يُركز ولا يقدر حتى على متابعة الإمام.. فهو في وضع صعب.. وضع مزعج.. وضع لا يتناسب مع قدسية ومكانة الصلاة.. ولا يُمكنه من الخشوع وأداء الركن كما يجب.
- إنه من المؤلم حقاً.. أن يكون هناك استهتار وتغافل عن أداء صلاة الجماعة.. وعن الاهتمام بصلاة الفجر بالذات.. حيث لا تجد في هذه الصلاة سوى ربع الموجودين في الصلوات الأخرى أو ربما أقل.
- يجب أن ندرك.. أن عمر الإنسان مهما طال.. فهو قصير.. وأنها كلها أيام معدودة ولن يبقى له.. سوى ما قدم من أعمال صالحة فعلينا أن ندرك أهمية هذا الركن العظيم.. الذي هو عمود الدين.. والركن الثاني من أركان الإسلام.. الذي جاء بعد الشهادتين.