المدينة المنورة - علي الأحمدي - تصوير - سامي الجهني
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة مساء أمس الأول انطلاق فعاليات ملتقى العقيق الثقافي الرابع تحت عنوان (الحركة الأدبية بالمدينة المنورة في العصر الحديث)، وذلك بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة.
وقد افتتح سموه المعرض المصاحب للملتقى، قبل أن يبدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة المدينة المنورة لرعايته هذا الملتقى ولمساندته الدائمة للحركة الثقافية في المنطقة، كما خاطب معاليه المشاركين في الملتقى بقوله: هاأنا ذا أجدد العهد بكم في هذا الملتقى الأدبي الكريم منتدى العقيق في رحاب المدينة المنورة، لنعمل معا على تأصيل كلمة بانية أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولنضيف لبنة جديدة في صرح الأدب والثقافة في بلادنا عبر هذا التنوع الثقافي والأدبي الذي يعبر عن المدى الثري الذي بلغته الثقافة والأدب في المملكة العربية السعودية.
ونوّه الدكتور خوجة بما توليه الدولة من رعاية للعلوم والثقافة والآداب، وقال معاليه (إن المدينة المنورة التي شرفها الله تبارك وتعالى بهجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أنموذج فذّ للمدينة ذات الشخصية، لكونها الأرض الطيبة المباركة التي تمتعت منذ نشأتها الأولى بخصائص هي في علم الجغرافيا معبرة عن شخصية فريدة كفلت لها أن تكون منذ القدم طريقا لالتقاء الحضارات، ومركزاً تجارياً مهماً، ثم خصها الباري عزَّ وجلَّ بأن احتضن أهلها الطيبون الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأصبحت من يومها يثرب هي المدينة المنورة وتحولت بنور الإسلام من قرية إلى مدينة وتكونت عبر الأيام والسنين معالم تلك الشخصية المدينية الباهرة التي أثرت في الشعوب المسلمة تأثيراً كبيراً).
وأضاف الدكتور خوجة قائلاً (إن شخصية المكان أثرت في الثقافة والعلم والأدب باستلهام أنموذج من نور المسجد النبوي الشريف» الذي كانت أروقته ملاذا للعلماء الربانيين الذين قلما يجود الزمان بهم وكانت تلك الحلقات العلمية مقصدا لطلبة العلم من كافة الأقطار الإسلامية، وبهذا تكون إلى جوار المسجد النبوي الشريف أدبا رائعا يستذكر مبدعوه هذه القيم الروحية التي بثها هذا المسجد العظيم في أفئدة أولئك الأدباء والشعراء أصالة وعذوبة وعفة وتحولت أمكنة أولئك الشعراء إلى رموز روحية في الشعر العربي ومن أبرزها وادي العقيق).
وبارك معاليه تجربة نادي المدينة المنورة، مؤكداً على أنها ستسهم في صناعة منهج جاد لدراسة الأدب والثقافة والفكر في هذه الأرض الطيبة، فالحياة الأدبية والثقافية في المدينة المنورة تتميز بالوفرة والمتانة والأصالة وأثرها بلغ مساحات شاسعة في الثقافة الإسلامية طيلة حقب التاريخ.
وأكد معاليه حرصه على ما ستسفر عنه أبحاث الملتقى من كشوف جديدة لواقع الأدب والثقافة المدنية في العصر الحديث، وقال (أتطلع لما ستسفر عنه أبحاث هذا الملتقى من كشوف جديدة لواقع الأدب والثقافة المدنية في العصر الحديث، فالمدينة المنورة تتميز بثراء أدبي كبير في الشعر والنثر والتأليف وأنجبت أرضها الطيبة أدباء مبدعين لا يقصر إبداعهم عما نراه في كثير من البلدان العربية وأهم ما يميزهم هو مشاركتهم المبكرة في أدب النهضة العربية الحديثة واهتمامهم المبكر بالجمعيات والأندية الأدبية).
وأعرب معالي الدكتور خوجة في ختام كلمته عن أمله في أن ينصف ملتقى العقيق الثقافي أدباء في الذاكرة، متمنيا لهذا الملتقى النجاح والتوفيق.
ثم ألقى رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة الدكتور عبدالله عسيلان كلمة وصف فيها سمو الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز ب (أمير المحبة والإخلاص والوفاء والتفاني) في سبيل نهوض مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ثم ألقى محمد القشعمي كلمة نيابة عن المشاركين، أعرب فيها عن شكره للنادي الأدبي بالمدينة المنورة على إتاحة الفرصة للتحدث والتوثيق بشأن الحركة الأدبية بالمدينة المنورة لإعطاء كل ذي حق حقه، وتكريم كل من له واجب التكريم.
ومن جانبه أعرب الدكتور عاصم حمدان، الذي ألقى كلمة المكرمين، عن الشكر لسمو أمير منطقة المدينة المنورة لرعايته الكريمة للملتقى، كما شكر معالي وزير الثقافة والإعلام ورئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة، ثم تحدث الدكتور حمدان عن تاريخ الشعر في المدينة المنورة، مشيرا إلى أن المدينة المنورة عرفت المنتديات الأدبية منذ القرن الرابع عشر الهجري.
ثم ألقى الشاعر بشير سالم الصاعدي قصيدة بعنوان «العقيق».
وفي نهاية الحفل تفضل سمو أمير منطقة المدينة المنورة بتكريم عدد من الشخصيات المدينية الثقافية التي أثرت المشهد الثقافي في المدينة المنورة وخارجها، وهم المربي الجليل حبيب محمود رحمه الله والدكتور عاصم حمدان عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز وأحمد سعيد بن سلم والدكتور نايف الدعيس، فيما تسلم سموه هدية تذكارية من رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة، كما تسلم معالي وزير الثقافة والإعلام هدية مماثلة.