عندما يقوم رئيس نادٍ بشخصية سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال صاحب التاريخ والشعبية الجارفة، ليعلن عن مبادرته الكبيرة وخطوته الهامة، وإعلانه عن الحضور لاستاد الملك فهد الدولي مساء اليوم لمساندة ممثل الوطن الفريق الشبابي في مواجهته الحاسمة والمهمة في دوري أبطال آسيا أمام باختاكور الأوزبكي، وإن كانت تلك البادرة غير مستغربة من سموه أو وليدة اليوم ف(شاعر الإنسانية) ومنذ دخوله الوسط الرياضي والخوض في رحى منافساته، إلاّ أنّ ذلك لم يثنه عن الإحساس بالمسئولية والتي تجلّت قمة الشعور بها والمواطنة الحقة بالتأكيد والتأصيل على علاقات الأندية فيما بينها، خاصة وأنه من خلال تلك البادرة بمساندته للفريق الشبابي يؤكد سعيه واهتمامه في تعزيز التواجد السعودي في دور ال16 من البطولة ولضمان وجود فريقين سعوديين في الاستحقاق الآسيوي، وبالتاكيد إنه يتمناها ونتمناها ثلاثاً.
ولعل الأجمل أن يكون ذلك متزامناً مع وصوله لأرض الوطن مما يعطي تأكيداً آخر على أنه وبالرغم من غيابه بجسده عن المشهد الرياضي، إلاّ أنه حاضراً ذهنياً وملماً بكل ما يدور في الساحة الرياضية هنا، وهو ما يعني أن شبيه الريح سنّ سنّة حسنة لتعطي صورة حية وواضحة للنقلة النوعية في العلاقات بين الأندية، وهو يضرب أروع الأمثلة الحية للمعنى الحقيقي للمواطنة والروح الرياضية ليكون الأنموذج الأمثل في ملاعبنا السعودية الذي يحاول الجميع أن يحذو حذوه ويقلده فيما عمله، ليتوافق مع المنظومة الاحترافية التي تعيشها الرياضة السعودية.. ليرسخ اسمه في قلوب الرياضيين بأعماله قبل أفعاله، وهو يؤدي الرسالة الرياضية الصادقة بنواياه الطيبة وأخلاقياته ومثاليته التي عُرفت عنه، وتعزيزه للمثالية وعدم التعامل مع الآخرين بالمثل.
وعندما نقف عند هذا، فإننا لابد أن نرجع إلى الوراء قليلاً ونعدِّد المواقف الإيجابية لسموه لتضاف إلى بادرته الأخيرة، فهناك مواقف مماثلة بوقوفه مع النصر في قضية (زعبيل) وإعلانه وقوفه التام معه قلباً وقالباً في بادرة أخرى سبق فيها رؤساء الأندية رامياً خلف ظهره ورافضاً كل الانتماءات والألوان، ليكون اللون الأخضر (لون الوطن) في تلك القضية هو اللون الوحيد، ليعلنوا بعد ذلك ومع تلك الخطوة الكبيرة وقوفهم مع النصر أسوة بما أقدم عليه الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
وليس تلك فحسب، بل سبقها إعلانه الوقوف مع الشباب في مبارياته الآسيوية والمباراة الأهم في تلك المنافسات أمام العين الإماراتي، ووقوف رابطة مشجعي نادي الهلال جنباً إلى جنب مع الشباب في تلك المهمة الصعبة.. وقبل ذلك عند تهنئته للفريق الاتحادي بعد فوزه المهم أمام الوحدة الإماراتي آسيوياً والذي أحيا به الأمل للفريق الاتحادي من جديد للعودة للمنافسة، بعد أن كاد يفتقدها.
مواقف عدة شهدت بمثالية ومواطنة شبيه الريح الحقة، وغيرته على وطنيته دون النظر إلى ألوان الأندية وانتماءاتها، رغم أنه يقف على رأس الهرم لزعيم الأندية وصاحب الشعبية الأكبر في الخليج.
وعلى الجانب الآخر يجب أن نشيد بموقف رئيس نادي الشباب النبيل والمثالي، فإن كان الشباب يستحق من يقف معه كونه نادياً نموذجياً وراقياً، إلاّ أن ما قام به رئيس الشباب الأستاذ خالد البلطان يُعَد هو الآخر تأصيلاً لتلك المواطنة والنقلة النوعية في العلاقات بين الأندية عندما قدم شكره لرئيس الهلال على خطوته تلك وإعلانه هو أيضاً وقوفه مع الهلال في مباراته القادمة في دور الـ16 وإعلانه الحضور للاستاد والمساندة، وكذلك حضور رابطة مشجعي النادي لمساندة الهلال في مهمته الوطنية كممثل له.
تلك المواقف المتبادلة تجعلنا أكثر فخراً بوجود شخصيات ورجالات ذي فكر ودراية وحكمة، مما يؤكد بأن رياضتنا تعيش نقلة كبيرة من خلال تلك العلاقات والوفاق بين أنديتنا الكبيرة بإداراتها المثالية والحكيمة، ولا غرابة في أن تكون تلك الأندية الكبار متواجدة في الساحتين المحلية والدولية، مادامت تسيّرها تلك العقول النيّرة وفكرها الجم وأخلاقياتها العالية.
فهل تتواصل الأندية فيما بينها ويكون التنافس محصوراً داخل المستطيل الأخضر مستقبلاً، وتختفي لغة التحديات الممقوتة التي نطالعها الآن، وتتجلّى لغة واحدة فقط هي لغة الانتماء الحقيقي للوطن، وإذا ما تحققت حينها سنقف لها جميعاً احتراماً وتقديراً ونتفاخر برؤساء أنديتنا.. لأننا بالفعل لابد أن نكون يداً واحدة في المحافل الدولية بلون واحد هو انتماؤنا الحقيقي لهذا الوطن دون النظر إلى انتماءاتنا.
فهكذا نريد أن نكون فقط.. فلنرمِ خلف ظهورنا ما يعكِّر صفو منافساتنا الشريفة التي ننشدها لنبقى مثاليين حقاً..!!
nnabeel33@hotmail.com