في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا والتي تحتفل الجامعة فيها بتخريج الدفعة الـ54 من طلاب الجامعة تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض - حفظه الله - يطيب لنا أن نرحب بتشريف سموه الكريم والضيوف الكرام.
فمن دواعي الغبطة والسرور أن يكون اهتمام ولاة الأمر في بلادنا الغالية منصبا وبشكل كبير نحو تأهيل وتوجيه أفراد المجتمع ومشاركتهم فرحتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ولبنات صالحة تخدم هذا البلد المبارك، وهذا ما يلمسه الجميع في هذا الحدث بتشريف ورعاية سموه الكريم لهذا الحفل والذي يشهد تخرج كوكبة من حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم والبكالوريوس في مختلف التخصصات من شرعية وعربية واجتماعية وطبيعية.
إن اهتمام الدولة بأبنائها واقع حي وملموس يعيشه الجميع ويظهر بوضوح رؤية ولاة أمر هذه البلاد المباركة وهم يصرفون جهدهم واهتمامهم ويبذلون كل غال ونفيس ويجندون المقدرات المادية والمعنوية وفق تخطيط وتفكير سليم، من أجل إسعاد وراحة وخدمة أفراد هذا الوطن، وتحقيق الأمن العقدي والفكري والمادي والوظيفي لهم والممتزج بمحبة الوطن والولاء لقادته وحكامه والتعاون معهم على كل ما فيه تحقيق مصلحة الجميع. وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ليواصل المسيرة من بعده أبناؤه البررة الميامين وسار من بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - ليتابعوا الخطى بالدعم والبذل السخي ويخصصون الحوافز والجوائز تشجيعا لكل مخلص وحريص على مصلحة الوطن والمواطن.
إن مما يسعد الجميع في كل عام أن مظاهر الفرح والسرور مرتسمة على وجوه الخريجين الذين حظوا بتشريف سموه الكريم لحفلهم. ومشاعرهم كانت واضحة وكلماتهم تنبع من صدق وإحساس بالمسؤولية.
إنني أدعو أبنائي وإخواني الخريجين أن يسعوا إلى رد الجميل لوطنهم وأن يساهموا في البناء والتطوير وخدمة الدين والوطن وفي ميادين العمل بالجد والإخلاص في ذلك مستشعرين حمل الأمانة وثقل المسؤولية كما عهدناهم جادين في مقاعد الدراسة، بعيداً عن دعاة السوء والضلال وأرباب الجماعات المنحرفة الذين يهدفون إلى تمزيق أواصر المحبة والألفة التي تجمع وتربط أبناء هذا الوطن ليكونوا أعضاء مساهمين في الرقي برفعة الوطن والمواطن.
إننا نحمد الله ونعظم شكرنا وحمدنا له فإننا في هذه البلاد المباركة نسير على هدي من الشريعة الغراء، حيث منَّ الله علينا بكرمه، وفضله، ورزقنا قيادة صالحة مباركة وولاة أمر مخلصين جعلوا الشريعة منهجاً، والعلم غايةً وخدموا العلم بتقديم الدعم اللامحدود له. وفي هذا اليوم يقطف كل متخرج ثمرة جهده وصبره وعطائه.
إن الأمم ترتقي في معارج الفضل بدرجة تحصيلها من العلم، وتصعد سلم العز بقدر تمسكها بدين الله، التمسك المبني على كتاب الله العزيز وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وفق منهج سلامة العقيدة والوسطية والاعتدال بعيداً عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط ويقاس مجد الأمم وازدهارها بقدر تطورها و إبداعها وتميزها في ميادين العلم وخدمة المجتمع والبشرية عامة.
وختاماً فإنني أشكر الله عز وجل على ما أنعم وتفضل ثم أشكر ولاة الأمر حفظهم الله على الدعم والمساندة والمؤازرة التي نقطف ثمارها اليوم وفي كل يوم يشرق فيه محيا أميرنا الغالي سلمان بن عبد العزيز آل سعود على هذه الجامعة المباركة.
ويشرفني بهذه المناسبة أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني - حفظهم الله - أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان على ما تلقاه الجامعة ومنسوبيها من الرعاية الكريمة والعناية الفائقة مما هيأ لها بعد توفيق الله السير في طريقها المرسوم وتحقيق الأهداف المنوطة بها.
كما أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على رعايته الكريمة لهذا الحفل وعلى دعمه الدائم والمستمر للجامعة كما أشكر صاحب المعالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه شكر المحبين وثناء العارفين المقدرين لمواقفهم الكريمة ومؤازرتهم ورعايتهم الحميمة. كما أشكر جميع من ساهم أو شارك في التجهيز والإعداد لهذا الحفل.
وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يثيب العاملين ويجزل أجر المخلصين وأن يحفظ بلادنا عزيزة كريمة وقيادتنا مؤيدة منصورة إنه سميع مجيب.
مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية