الجزيرة - سعود الشيباني
تنعقد الندوة الإقليمية الأولى وتبادل المعلومات واطلاق الحملة الإعلامية التي تستمر ثلاثة أشهر على جميع مناطق المملكة.
ويشارك في الندوة متخصصون من (26) دولة عربية وإسلامية وأجنبية وعدد من الخبراء الدوليين من مختلف دول العالم.
وتأتي الندوة في ظل استشعار المديرية العامة لمكافحة المخدرات وخبراء مكافحة المخدرات والمختصون بخطورة هذه المعضلة على كل الشعوب والمجتمعات ومدى ارتباطها بالجريمة والجريمة المنظمة وقضايا غسل الأموال وشبكات الإرهاب، وتؤكد المؤشرات الإحصائية والأرقام مدى خطورة هذه الآفة وازدياد تجارتها وتدميرها للمجتمعات واقتصاديات الدول وأضرارها على الأفراد والأسر والأمراض التي استشرت نتيجة هذه السموم الفتاكة.
وقد وصل عدد مدمني المخدرات في العالم ممن تم تنويمهم في المستشفيات والمصحات العلاجية خلال عام (2008م) أكثر من (5) ملايين شخص ومثلهم (500) ضعف لم يتم تنويمهم من بينهم نسبة (10%) أطفال، كما يشير التقرير الدولي الصادر من الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام (2008م) أن هناك (3) ملايين مدمن على المخدرات توفوا نتيجة إصابتهم بمرض الإيدز جراء تعاطيهم الهيروين عن طريق الإبر.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذل في مكافحة المخدرات والوقاية منها في المملكة ولا سيما ما يتم من جهود أمنية ووقائية وعلاجية وتأهيلية إلا أن المتابع يلحظ انتشار تعاطي المخدرات والتعاطي له أشكال كثيرة منها الثقافي ومنها الفعلي في المجتمع ويرد ذلك لكون المملكة إحدى الدول المستهدفة في عقيدتها وثرواتها، ولعل مما يؤكد استهداف المملكة من مهربي ومروجي المخدرات إحباط الأجهزة الأمنية مؤخرا العديد من محاولات تهريب وترويج المخدرات.
وتهدف الندوة إلى إبراز الدور الإيجابي والمتميز في مجال مكافحة المخدرات والاطلاع على الاستراتيجيات التطبيقية العالمية في مجال تعاطي ومكافحة المخدرات وتوفير البيئة المحفزة للمشاركين لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة المخدرات وتعزيز أطر التعاون بين الدول المشاركة في تعيل الاتفاقيات الدولية والعمل على تحسين مستوى الأداء في تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين الدول المشاركة في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات.
وتنظم المديرية العامة لمكافحة المخدرات حملة إعلامية مصاحبة للندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، وتتضمن الحملة التي تستخدم مختلف أنماط ووسائل الاتصال برامج وفعاليات توعوية شاملة على مستوى المملكة بهدف الإسهام في الجهود الوطنية للوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات حيث تستمر لمدة ثلاثة أشهر تعقب افتتاح الندوة، وتعد الندوة والحملة واجبا وطنيا يحتم على مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية للإسهام في إطار مسؤوليتها الاجتماعية في الجهود الهادفة للوقاية من المخدرات.
وتستهدف الندوة والحملة الإعلامية النشء من طلاب وطالبات المدارس والجامعات وأولياء الأمور والمختصين والمختصات العاملون في دور الرعاية الصحية والنفسية.
كذلك تهدف الندوة إلى تبادل المعلومات والخبرات للاستفادة من تجارب الدول المشاركة في ميدان مكافحة تهريب المخدرات ودعم الجهود الدولية المبذولة لحماية أرواح الناس من ضرر المخدرات، وذلك بعدما أثبتته قوى المكافحة من تميز وتقدم في تجربة المملكة في التصدي لهذا الخطر الجسيم.
وبعد أن قضية المخدرات لا يمكن معالجتها إلا من خلال العمل المشترك والتحرك السريع مع دول العالم إزاء مكافحة المخدرات والتبادل المعلوماتي وتطبيق وتفعيل الاتفاقيات الدولية. فقد تم وضع حملة إعلامية وإقامة الندوة الإقليمية الأولى للمساهمة في حل هذه المعضلة الخطيرة على المجتمعات.