ا لكويت - عبدالله الجعيدي
تواصلت فعاليات الملتقى الإعلامي العربي السابع الذي حمل شعار الإعلام.. التكنولوجيا والاتصال، واستهل يومه الثاني بندوة الإعلام سماء الحرية وسقف المسؤولية، وتركزت محاور الجلسة حول تقييم حالة الحريات الممنوحة حالياً لوسائل الإعلام وتأثر الأداء الإعلامي بالحريات الممنوحة لها، واثر ذلك على تجاوب المتلقي مع وسائل الإعلام، إضافة إلى وضع حدود للحريات وتحمل المسؤولية.
كما ناقشت الجلسة مدى استغلال العالم العربي للحريات الممنوحة للإعلام العربي في دعم القضايا العربية، وتساءلت الجلسة عن كيفية دعم التكنولوجيا في ممارسة الإعلام لحرية ومدى المساهمة في ترسيخ الحريات الممنوحة له، وقال رئيس الجلسة ومدير مركز الحوار الحضاري في المغرب د. عبد الحق عزوزي ان طموحنا الإعلامي بكل أشكاله يجب أن يكون متلازما للمسؤولية والحرية، ودعا إلى إعلام عربي يتحمل المسؤولية ويقدر الحرية النسبية في التواصل مع الجمهور العربي.
إلى ذلك قال رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك إن هناك ضبابية في تحديد المسؤولية ولا سيما أننا مطالبون بتوجيه الفضائيات والصحف نحو ما يخدم الأمة والابتعاد عما يسيء إلى ثوابت الأمة، وقال في السنوات الأخيرة اصبح هناك هامش اكبر من الحرية في وسائل الإعلام مشيراً إلى أن البعض منها غير مبني على أسس قانونية، موضحاً انه عندما تتحول الحرية إلى فوضى فإننا سنخسر الكثير من المسلمات.
وقال إن هناك تفاوتا في مفهوم وتطبيق الحرية بين الدول الغربية والدول العربية، بل إن هذا التفاوت موجود أيضاً بين الدول العربية ذاتها، حيث تختلف ممارسة الحرية الإعلامية من دولة إلى أخرى.
وأشار إلى أنه من الخطأ أن نمارس الحرية بما يجعلنا نعتدي على حريات الآخرين لأن هذا خط أحمر قد يكون سبباً في تضييق مساحة الحرية المتاحة الآن لوسائل الإعلام. وشدد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك في إحدى إجاباته على تساؤلات الحضور حول أن الإعلام العربي يتمتع الآن بأفضل مما كان عليه من قبل منذ عشر سنوات تقريباً، غير أن الحرية ترتبط بوعي المجتمع وتفهم الشعوب من أن مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يجب أن تكون سنداً في ترسيخ الحرية المسؤولة في وسائل الإعلام، وبالتالي ممارستها بمختلف أوجه الحياة دون أن نلغي الأصوات المعارضة لأن الحرية لا يمكن أن تكون دون الرأي الآخر للوصول إلى الحرية التي تنشدها وتتطلع إليها شعوب أمتنا العربية.
وبدوره، قال رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أسامة حرب إن الإعلام يحتكر حديثه دائماً عن الحرية والمسؤولية، مبينا أن هناك علاقة بين الحرية والمسؤولية يجب أن يدركها الإعلامي في رسالته، مضيفا أن نجاح أي إعلام يقاس من خلال الحرية الممنوحة له والمسؤولية التي يتحملها، مؤكدا أن هناك توجها بتكريس هذه المبادئ في ما يعرف بالإعلام المثالي والحر.
واشار إلى أن العالم متعدد الثقافات والمعايير، فما هو سائد في الشرق متخلف تماما عما هو في الغرب، لذلك فالإعلام قضية مرتبطة بثقافة البلدان بدرجة جانب المسؤولية، داعيا إلى منح مزيد من الحريات.
ومن جهته، قال الكاتب والمفكر د. عزام التميمي يجب أن ندرك أن هناك مستويات للقيود المفروضة على الإعلام في ظل انتشار الفضائيات، لافتا إلى أن الإعلام في السابق كان بوقا تفرضه الحكومات على الناس.
واشار إلى أن نجاح أي إعلام يعتمد على نسبة المشاهدة والقراءة والاطلاع لذلك لم يعد هناك جدوى من القيود التي تفرضها الحكومات، مطالبا بوضع مرجعية قانونية تشكل حماية للمنتج والمستهلك إذا ما نشب أي خلاف بينهما.
واضاف أن الديمقراطيات الغربية لم تحل المشكلات بل هي ما زالت تمارس الوصول إلى الحلول، ولكن نحن العرب ما زلنا نرفض الممارسة التي تمكننا من معرفة الإيجابيات والسلبيات.
وبدورة، قال رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين جيم أبو ميلحه انه عندما نتحدث عن الكوارث والزلازل والبراكين على الصحافيين سواء أكانوا في لندن أو في البحرين أن يتحروا الدقة في تقاريرهم الإخبارية التي يكتبونها، لافتا إلى أن هناك معايير عالمية في الصحافة يجب أن يلتزم بها.
وبين بوميلحه ان هناك اختلافا في الممارسة الصحفية في أطرها بالعالم العربي عن الغرب من ناحية الحريات المطبقة على وسائل الإعلام المتخلفة.
وبدوره، بين الكاتب الصحافي الدكتور عبد الله النجار انه يجب أن تكون الحرية مطبقة على الجميع بحيث توضع قوانين تكون في الحدود الدنيا، ولا سيما أن هناك ممارسات مسبقة، متسائلا من يقرر الخط الأحمر في الموضوعات المطروحة؟، وذكر أنه في حين نتطرق إلى موضوع المسؤولية فإن ذلك يصاحبه خوف شديد من قبل الأنظمة، مؤكدا أن التعليم مشابه للإعلام وهو يشكل نسبة من الضبط الاجتماعي، خاصة أن الإعلام أداة من أدوات السيطرة.
من جانبها، قالت رئيس تحرير جريدة تشرين في سورية سميرة المسالمة إن الإعلام الحكومي يعي حالياً حقيقة المنافسة مع الإعلام الخاص وهو ليس بعيدا عن استقطاب الجمهور، مضيفة أن هناك حقيقة يجب أن تقال وهو وجود انفراج في الحرية الإعلامية التي لم تأت من الحكومات بل إنها جاءت نتيجة التطور التكنولوجي، فضلا عن وجود قيادات شابة لديها مدارس جديدة اقرب ما تكون إلى الليبرالية.
وأكدت أن مصداقية الصورة المنقولة في القنوات التلفزيونية تعمل على تغيير الآراء ولا سيما أن بعضها فرض من السلطة السياسية، مشيرة إلى انه لا توجد حريات إعلامية مطلقة في جميع أنحاء العالم.