الإنسان المؤمن يتميز بشخصية قوية ويعتبر قدوة حسنة لغيره ولا يرضى على الإطلاق أن يكون قدوة سيئة للآخرين؛ لأنه يتحمل عندئذ وزره ووزر غيره.
قال تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل.
إن غياب الوازع الديني سبب مباشر في فقدان هذه الشخصية المؤمنة القادرة على التمسك بالقيم، وإذا أردنا أن نكوّن شخصية مؤمنة قوية الإيمان قوية الإرادة قوية الشعور بالمسؤولية الأخلاقية، فإنه علينا مسؤوليات كبيرة تتمثل في عودة الجميع إلى الله سبحانه وتعالى والتمسك بأوامره والبعد عن نواهيه عند ذلك يصبح هذا المجتمع بعيداً عن كل الشرور، مجتمع ينعم بالأمن والاستقرار رافضاً لكل الجرائم التي تسهم في تفكك الأسرة والأمة، لأن الشخصية التي لا تحكّم العقل ولا تؤمن بالمبادئ والقيم هي شخصية ضعيفة لا تستطيع مقاومة الإغراءات ولا تستطيع الانتصار على النزوات الطائشة ولا تستطيع أيضاً مواجهة المشكلات وبالتالي لا تستطيع التفريق بين الخير والشر.
إن مَنْ يقومون بأعمال شريرة تتنافى مع عقيدتنا وتاريخنا هؤلاء لم يدركوا ما لأعمالهم من آثار سيئة تهدد أمن بلادهم وأسرهم وأمن مجتمعهم، إنهم يملكون سلعة وليس لهم مقصد في الحياة سوى بيعها حتى ولو كانت هذه السلعة سبباً في تدمير العقول. إن ما نسمعه ونشاهده ونقرأه عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات ما هو إلا دليل على فقدان الشخصية المستقيمة النافعة المؤثرة إيجاياً، بل إن من يقدم على مثل هذه الأعمال هو عدو للمجتمع وعدو للعقيدة وعدو لكل الأديان؛ لأن ما يقوم به يمثل أداة من أدوات الهدم والقتل المتعمد بدون وجه حق، كيف يسمح إنسان عاقل أن يكون عدواًَ لربه وعدواً لدينه؟ وما هو عذر هؤلاء أمام الله ثم أمام التاريخ وأمام الأخلاق والشيم والقيم؟ ما هو عذر هؤلاء أمام آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم؟ ما هو عذر هؤلاء أمام ضمائرهم وأمام مستقبلهم وأمام كرامتهم؟ ما هو عذر هؤلاء أمام أطفالهم وزوجاتهم وأقاربهم؟ ما هو عذر هؤلاء أمام وطن تربوا في أحضانه معززين مكرمين يضاهي العالم بأسره بأبنائه؟.
إن هؤلاء لم يدركوا أن الله سبحانه وتعالى تكفل بأمن هذه البلاد المباركة، وأن في هذا الوطن رجالاً مجندين لمحاربة كل أنواع الجرائم، رجالاً يقفون سداً منيعاً في وجه كل من يحاول النيل من كرامة الأمة وشموخها وتاريخها وأمجادها،
رجالاً يرفضون الوضاعة والانحلال، رجالاً يحاربون كل العوامل التي تجعل من بعض الشباب فاقدي وعيهم وانحرافهم من حيث لا يشعرون، إنهم رجال الوطن، جنود الحق، حماة الأعراض والأرواح، رجال الأمن، فمتى تتحرك ضمائر كل من حاد عن الجادة؟ ومتى العودة لنكون جميعاً قدوة صالح لأجيال لاحقة؟ ومتى نكف عن محاربة أمتنا؟ ومتى نحكم العقل ونبتعد عن كل ما يتعارض مع إسلامنا وأصالتنا وشهامتنا؟
***