Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/04/2010 G Issue 13723
الأحد 11 جمادى الأول 1431   العدد  13723
 
في الوقت الأصلي
خليل خلاّها خلّ؟!
محمد الشهري

 

لم يكن أكثر المتشائمين من حال تحكيمنا يتصور أن تبلغ الأمور هذا القدر والمستوى من التهالك والخذلان إلى درجة إهدار الفرصة المواتية المتمثلة بتعذر إحضار أحد الحكام الأجانب لإدارة لقاء الهلال والنصر.. لاستعادة ولو الحد الأدنى من ماء الوجه (؟!!).

وبدلاً من اغتنام الفرصة السانحة أصر (خليل جلال) على ممارسة الفشل الذريع كالعادة رغم سهولة إمكانية النجاح لو كان يتمتع بالقدر المعقول من الشجاعة من خلال الاحتماء بالقانون الذي يكفل حمايته بقدر ما يكفل حماية اللاعبين متى ما طبقه على الجميع دون خوف أو وجل، ودون تحيز أو تحسب لردة فعل الذين حملوا على عواتقهم مهمة تدمير التحكيم لدينا منذ عقود من الزمن ونجحوا في مهمتهم مع الأسف الشديد.

نعم: لم يكن أكثر الناس تشائماً يتصور سهولة قبول (خليل جليل) لأن يكون الرقم (13) في صفوف الفريق النصراوي بكل أريحية من أجل سد النقص المزعوم.. ولا سيما في هذا الوقت تحديداً الذي يعاني فيه هو ورفاقه من معضلة فقدان الثقة في قدرتهم على إنصاف أنفسهم، ناهيك عن عجزهم عن إنصاف القانون (؟!!).

ذلك أنه عندما لا يحترم الحكم القانون وبالتالي يتخاذل في تطبيقه لأي سبب من الأسباب.. فمن الطبيعي جداً ألاّ يحترمه أحد حتى الذين يتسفيدون من قراراته (المتخاذلة) وبالتالي فلا غرابة في أن يبادروا بمهاجمته سوءًا بداعي ذر الرماد في العيون، أو طلباً للمزيد من التسهيلات والمنح.. وصدق ذلك المشجع الوقور الذي لم يزد على القول: (خليتها خلّ يا خليل).

قلنا: خلّوه يذلف؟!

علمتنا الأيام والتجارب أن الكرماء هم من يثمنون المواقف الكريمة عندما يحظون بها إلى درجة الأسر.. في حين أن عكسهم لا يقيمون أي وزن لأي موقف كريم وبالتالي لا يجدون أدنى غضاضة في ممارسة التمرد على كل من مد يده لهم بإحسان، وكثيراً ما يعضّون تلك الأيادي حد الإدماء.. ولنا في اللاعب (خالد عزيز) أصدق الأمثلة.

إذا اتضح بما لا يدع مجالاً لأي شك أن هذا اللاعب يدور في فلك فوضوي لا تحكمه أية ضوابط أو قيود من أي نوع.

وأن الاستمرار في إكرامه بالعفو كلما ارتكب حماقة أو كارثة بحق نفسه وناديه - وما أكثرها -.. كلما تمادى في تمرده ومكره، وبالتالي تعريض النادي للحرج وتهكمات (صوير وعوير واللي ما فيه خير).

وللتذكير فإنني بعد عودته غير الميمونة من العقوبة الطويلة التي طالته على إثر تمرده في بداية الموسم، ومن ثم إشراكه في بعض المباريات، وظهوره بمظهر سيئ إلى درجة البحث عن البطاقات الملونة.. كتبت هنا تحت عنوان (خلّوه يذلف) بعد أن تأكد لي استحالة تخلصه من ربقة رفقاء السوء وعدم قدرته على التحرر من نزواته بالمحافظة على مصدر رزقه وزرق عياله.. فضلاً عن خشيتي من أن يرتكب حماقة في مباراة مصيرية تذهب بمجهود موسم كامل على غرار نهائي دوري الموسم الماضي أمام الاتحاد (؟!!).

وهنا يمكن القول: من حُسن حظ الهلاليين الذي يأتي وفق حُسن نواياهم أن هذا اللاعب (مكر مكرته) الأخيرة خارج حدود الملعب.

كذلك يمكن القول: إن الإبقاء عليه مرتدياً شعار الزعيم كمحترف.. هو خطأ فادح، وأن أقصى ما يستحقه هو إدراجه ضمن بند الهواة ومن ثم الزج به في المباريات الهامشية إذا كان لا بد من بقائه في الهلال.

خذوا دلال الهلال؟!

تعددت أفكار وأساليب محاربة الهلال.. كما تعددت الجبهات و(المطابخ) التي تعهدت الإعداد لتلك الأساليب والأفكار، وكُرست لها العديد من الجهود غير المشكورة، من تكتلات ومن تحالفات (صفراء) ممتدة من العاصمة إلى عروس البحر الأحمر وعلى كافة المستويات.

فمن المعلوم أن مشروع تدمير التحكيم بدأ تنفيذه قبل نحو عقدين من الزمن بأكذوبة مجاملته للهلال، ومعلوم أيضاً من هم أصحاب المشروع التدميري الذين رأوا فيه مهرباً من فشلهم، وإمعاناً في تضليل أنصار بعض الفرق وصرف أنظارهم عن الحقائق.. حتى إذا حضر الحكم الأجنبي وفضح دعاواهم وأكاذيبهم أمام الملأ، ولم تعد تجد بضاعتهم الفاسدة من يشتريها.. ها هم يسلكون متاهة أخرى أكثر تعرجات طمعاً في كسب المزيد من التسهيلات من جهة، ومحاولة إلهاء البقية الباقية من السذج الذين يمكن الضحك عليهم (؟!!).

ذات المصادر والمطابخ والأبواق التي تعهدت تدمير التحكيم ونجحت في مساعيها - مع الأسف- .. تفتقت عبقرياتها عن اختراع مشروع (خبيث وحديث) يتمثل في الترويج لأكذوبة جديدة فحواها تدليل الهلال حسب مزاعمهم وأكاذيبهم.

ولأن مرتكزاتهم في الترويج لهذه الأكذوبة، لا تختلف عن مرتكزاتهم في مسألة التحكيم، أي الكذب والإرجاف.. فلم يخبرونا ما نوع ذلك الدلال، وممن يتلقاه.. إلاّ إذا كانوا يقصدون لجنة الحكام التي أنقذته من الهبوط إلى مصاف الدرجة الأولى قبل موسمين على حساب غيره.. أم لعلهم يقصدون لجنة الانضباط التي تكتمت وحبست التقارير في الأدراج لمدة أسبوعين مما ترتب عليه الالتفاف على القضية وتمييعها ومن ثم الإعفاء من العقوبة المتمثلة باللعب خارج ملعبه بحجة التقادم.. أو ربما يقصدون قيام (الأمين) بالانتقال إلى منزل الريس والتشاور معه حول ما يرغب في تقديمه أو تأخيره من مباريات فريقه دون النظر لحقوق الفرق الأخرى.

ما كل هذا الدلال يا هلال إلى الحد الذي أدى بلجنة الانضباط إلى أن تجعل منك حقل تجارب في كيفية تطبيق العقوبات على طريقة تعليم الحلاقة في رؤوس الأيتام (؟!!).

بالمناسبة: أحد المتابعين علق على الأكذوبة بالقول: ليتهم يأخذون الدلال المزعوم ويعطون الهلال نصف التسهيلات والامتيازات التي يجدونها، وأنا أتعهد بأن يتجاوز الهلال حاجز الـ(60) بطولة خلال خمس سنوات.

صدقت يا رسول الله

سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل يكذب المسلم قال: لا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد