سعادة السفير الأديب الأستاذ الشيخ أحمد بن الشيخ علي آل الشيخ مبارك شيخ أدباء الأحساء يرقد هذه الأيام على السرير الأبيض هذا الرجل العصامي الذي أفنى عمره في التعلم والتعليم الذي درس في مصر وجاء يحمل الشهادة العالمية في اللغة والأدب وعمل في سلك التعليم فترة ثم عمل سفيراً بقية عمره متنقلاً بين البلدان وما ذاك إلاَّ لثقة حكومتنا الرشيدة في هذا الرجل الذي خدم دولته وحكومته بكل أمانة وإخلاص شهد بذلك البعيد قبل القريب، ويكفينا فيه شهادة معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر هذا الرجل شهد مشايخنا الذين عرفوه بالديانة والاستقامة والنزاهة وليس هذا بغريب فإنه نشأ في بيت أسرة كريمة عريقة في نسبها وعلمها وأبوه الشيخ علي صاحب المواقف المشرفة مع الملك عبدالعزيز يعرفها من له اختصاص بالتاريخ والسياسة وإخوان الشيخ أحمد العلامة الفرضي الشيخ إبراهيم رحمه الله والشيخ الأديب الشاعر الكريم الشيخ عبدالرحمن الذي يألف ويؤلف رحمه الله وأخوه الدكتور عبدالله أحد رواد التعليم في المملكة، وفي الأحساء إذاً الشيخ أحمد نشأ نشأة عصامية لم يهتم بالدنيا ولم تكن له ثروة ولم يبن له قصراً، وهذا من حقه ولو طلب لأعطي ولكنها العفة والنزاهة، وغنى النفس.. لقد والله عظَّم العلم ونزهه عن الأدناس وأطماع الدنيا، فهذه هي والله المفخرة فإذا أضفنا حسن خلقه وكرمه وتواضعه.. فلقد كان الشباب والأدباء في الأحساء متفرقين ضائعين فلمَّا فتح صدره وفتح بيته وفتح المجال في أحديته واحتوى هؤلاء الشباب ونمى مواهبهم وصقلها لهم وأقام دروساً في بيته في سائر الأيام واكتفى بالعلم والأدب ورواده وترك لغيره التنافس على الدنيا وجمعها ولم ينجرف خلف المظاهر الخداعة فلم تبهره الحفلات ولم يحرص على التصدر في المناسبات ولم يطلب منحة ولم يزاحم أهل المنح، فهذا كله أكسبه محبة في قلوب ولاة الأمور عندنا، وأكسبه محبة لدى العلماء والأدباء والمثقفين وسائر الناس. ومن تواضعه أنه يزور الكبير والصغير ويحب اجتماعات الأدباء فاتفق الناس على محبته قاطبة.
وإن من تواضعه أنه كان يزور الفقير إلى الله في مكتبه ويزوره في بيته هذا مع أنَّ الحق له ولكن هذا شأن الرجال العظماء، هم الذين لا يرون لهم حقاً على الناس بل يرون حق الناس عليهم. هذا الرجل استفاد منه كثير من الرواد، بل كان يدعم حملة الماجستير والدكتوراه، وقد اتفق أهل الفكر والأدب في الأحساء على أنه شيخ أدباء الأحساء بلا منازع.
هذا والله من وراء القصد،،،