في الصفحة ما قبل الأخيرة نشرت جريدتنا الغراء هذه خبراً طريفاً ربما لم يتوقف عنده القراء كثيراً وربما لم يقرأه إلا القليل من القراء، وذلك لأنه لا يتعلّق باهتماماتهم الشخصية فلا هو خبر سياسي هام يشد إليه أصحاب الاهتمامات السياسية فيشبعوه تحليلاً وتعليلاً وفلسفة (زايدة) واستعراضاً لأبعاد (تفاكيرهم) التي لا يصل إليها القراء حتى يوجعوا القلب بالهم والغم والنكد وما إليه من مسببات (الصداع الروحي) الشديد، ولا كذلك هو - أي الخبر - يُعتبر خبراً اقتصادياً هاماً يتعلق بالتجارة وسوق الأسهم ويسبب ارتفاع الضغط حسب ارتفاع المؤشر أو هبوطه، ولا هو خبر يتحدث عن إلقاء القبض على ساحر أو مشعوذ يهمّ باعة الوهم وشرّائه أيضاً على حد سواء، ولا هو خبر رياضي يسبب شجاراً بين مشجعي الأندية الذين أصبحوا يستعلمون أيديهم ضد بعضهم البعض كلما أبدع اللاعبون باستعمال أقدامهم أثناء اللعب؛ ولا هو - أي الخبر - خبر ثقافي يترك مجالاً لحذلقة المثقفين وتنظيراتهم الفجة الجوفاء، ولا هو خبر يتحدث عن أول انتخابات تحدث في بلد عربي منذ رحيل الاستعمار الأجنبي حتى اليوم لتنتهي كالعادة بالتشكيك بالنتيجة ومطالبات بإعادة الفرز يدوياً بنفس الطريقة التي كانت تفرز فيها النتائج أيام الاستعمار.