قال المحامي وممثل اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة «BSA» محمد الضبعان أنه من المؤسف أن نرى ظاهرة قرصنة برمجيات الكمبيوتر في المملكة العربية السعودية التي تؤثر على السمعة الطيبة التي تتمتع بها عالميا، وخصوصا أن مثل هذه الظاهر لا تتماشى مع كونها أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، ولها العديد من الآثار السلبية، والمؤلم في هذا الأمر أنه حتى يومنا هذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة تكفل القضاء على هذه الظاهر بشكل نهائي، وبنظري فإن التأخر في اتخاذ مثل هذه الإجراءات يعود للعديد من الأسباب أهمها: ضعف الرقابة، تعدد جهات المسؤولية وعدم تخصيص جهة واحدة مسئولة للقضاء عليها، عدم المتابعة الدقيقة فيما يتعلق بتطبيق الأنظمة لدى الجهات المختصة، عدم وعي المواطنين بتأثير ذلك على الاقتصاد السعودي، والكل يعلم أن هذه العمالة تعمل على مرأى الشركات المصنعة للبرامج التي لا حول لها ولا قوة.
وأشار المحامي الضبعان إلى أن هناك العديد من الخطوات التي تضع الأمور في نصابها الصحيح ويمكن تلخيصها في عدة نقاط من أهمها تحديد جهة مسئولة في متابعة هذه الفئة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها وإعطاء حقيقة الجريمة أهمية أكبر من خلال التدقيق في التحقيق والسعي للقبض على العقول المدبرة لهذه العملية وإصدار العقوبات الرادعة ضدهم ونشر هذه العقوبات في وسائل الإعلام لكي يرتدع غيره ومن هذا المقام فإنني أناشد معالي وزير الثقافة والإعلام والذي يعلم الجميع أنه لا يوفر جهدا للحفاظ على سمعة المملكة وظهورا بالمظهر الذي يليق بها وحرص معاليه على تطبيق القوانين المناطة للوزارة بشكل فعال وإيجابي، بان يقوم معاليه بمتابعة هذه الظاهرة بشكل مستمر وإيجاد حلولا مناسبة للقضاء على هذه الظاهر نهائيا.
في البداية أود أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لمعالي وزير الثقافة والإعلام ومعالي وزير التجارة والصناعة واللجنة الدائمة لحقوق الملكية الفكرية بالمملكة وذلك بمناسبة خروج المملكة من قائمة المراقبة التابعة للحكومة الأمريكية فيما يتعلق بقوانين الملكية الفكرية، ولم يتم ذلك إلا بالجهود الكثيفة التي تم العمل عليها خلال الفترة الماضية من تطبيق للقوانين والشفافية مع أصحاب الحقوق. ولعل هذه المناسبة تعتبر منعطفا هاما في تنفيذ القوانين الخاصة بالملكية الفكرية وذلك للمحافظة على سمعة المملكة وعن الإجراءات التي عمد اتحاد برامج الكمبيوتر إلى تطبيقها للحد من القرصنة قال الضبعان أن الإتحاد قام بتطبيق بعض الإجراءات إزاء مخالفي نظام حماية حقوق المؤلف، ابتداء بنشر الوعي اللازم بما يتعلق بقوانين حماية حقوق المؤلف، وانتهاء بتقديم شكاوى رسمية ضد المخالفين ومتابعة القضايا بشكل مستمر مطالبين بفرض العقوبات اللازمة والرادعة للمخالفين كالسجن والتعويضات التي قد تصل إلى مبالغ كبيرة في بعض الحالات بخاصة الذين اعتادوا على مخالفة القانون منذ سنين ولم يرتدعوا، كما عمل الاتحاد بالمتابعة الدقيقة للأشخاص الذين تم رصدهم في العديد من المواقع والتي أصبحت تعمل بشكل منظم غير مسبوق. وينص القانون على عدد من العقوبات منها الإنذار والسجن لمدة لا تزيد عن الستة أشهر، وغرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال.وأود أن أؤكد بأن تطبيق قانون حماية حقوق المؤلف من شأنه أن يؤدي إلى النمو في كافة النواحي الاقتصادية والتنموية والبشرية، ذلك أن الحماية تعد عاملاً رئيسياً لإيجاد أفكار جديدة تسهم في تطوير الصناعات، وتجارب الدول المتقدمة أثبتت مدى فاعلية تطبيق نظام حماية حقوق المؤلف بصرامة في تطور تلك المجتمعات وفي كافة المجالات وأبان الضبعان أن الإتحاد يقوم بالاتصال بالعديد من أصحاب الشركات التي تستخدم برامج غير أصلية وتوعيتهم بالأضرار الناتجة سواء كانت تقنية أو قانونية وحتى دينية واقتصادية العديد من هذه الشركات تتعاون وتفضل الحل الودي وتصحيح الوضع القانوني للبرامج، ولكن للأسف هناك بعض الشركات التي ترفض التعاون ونقوم بدورنا بالإحالة إلى الجهات المختصة التي تبذل مشكورة جهداً وافياً لإرجاع الحق لأصحابه ومعاقبة المخالفين.
وعن تسبب ارتفاع أسعار برامج الكمبيوتر في زيادة قرصنتها لتكون في متناول جميع الطبقات الاجتماعية قال الضبعان أنواع قرصنة برامج الحاسب الآلي وهي كالتالي( قرصنة برامج الحاسب الآلي وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية أولا الباعة المتجولين كما هو موجود في أسواق الكمبيوتر، والقسم الثاني هو بيع برامج كمبيوتر مقلدة عن طريق محلات الكمبيوتر وتحميلها على الأجهزة بأسعار قليلة جداً وفي حالات كثيرة مجاناً، والنوع الثالث هو استخدام الشركات لبرامج غير أصلية أي المنشآت المستخدمة وعدم الدفع لترخيص هذه البرامج. ولا أعتقد أن ارتفاع الأسعار (وإن كنت أرى عدم ارتفاعها) هو سبب لزيادة قرصنتها، وإنما قل الوعي بأهمية الالتزام بقوانين الملكية الفكرية والخطر من استخدامات البرامج المقلدة هي أهم الأسباب، ولكن بوجود الأحكام الرادعة التي سترى النور قريبا سوف يكون لها بالغ الأثر في الحد من هذه الظاهرة وبشكل كبير جداً.