Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/04/2010 G Issue 13722
السبت 10 جمادى الأول 1431   العدد  13722
 
مربح ومريح.. لولا تلاعب بعض الشركات
النظرة الاجتماعية تحسنت.. والسعوديات يقتحمن عالم التسويق

 

صحف - فاطمة الرومي

تنتهج بعض الشركات أسلوب ما يُسمى بالبيع المباشر.. وهذا النوع من البيع يتم عن طريق مندوب أو منسق المبيعات.. حيث يرى أصحاب هذه الشركات أن هذه الطريقة تجعلهم أقرب للزبون، ويرون كذلك بأن هذا الأسلوب يُعد أكثر ربحية للشركة وللزبون أيضاً.. وقد فتحت هذه المهنة باباً من أبواب العمل أمام الفتاة السعودية خصوصاً في السنوات الأخيرة.. حيث توفر هذه الشركات العديد من فرص العمل للمرأة، ويمتاز العمل في هذا المجال بالنسبة للسيدات بالتحرر من الزمان والمكان، كما يمنحهن فرصة أكبر لممارسة عملهن في أوقات وأماكن مختلفة وحسب ظروفهن.

(صحف) التقت عدداً من هؤلاء السيدات والفتيات.. وأيضاً أحد مسؤولي هذه الشركات للتعرف على تجاربهن والتحديات التي تواجههن.

مهنة مربحة

تقول المسوّقة ريما عن تجربتها: أعمل في هذا المجال منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.. وهذا العمل برأيي عمل جيد وهو بالفعل يُعد مصدراً ممتازاً للدخل لمن تبذل مجهوداً أكبر بطبيعة الحال، فهناك الكثيرات من الزميلات اللاتي يجتهدن ويسوّقن بشكل صحيح ودخلهن من هذا العمل أكثر من جيد ويحصلن كذلك على مكافآت مالية من الشركة تقديراً لمجهوداتهن.

وتضيف: أما بالنسبة لي شخصياً فأنا موظفة ولله الحمد.. ولكنني أردت استغلال وقت فراغي بشيء يعود عليَّ بالنفع، وهي عموماً وظيفة مسلية في الوقت نفسه، ولا تكلفني أي جهد أو مشقة، فأنا لا أجهد نفسي بالبحث عن زبائن، وإنما أسوِّق هذه المنتجات بين محيطي الأسري وزميلات العمل.. وأنا راضية تماماً عن عملي هذا فهو على بساطته إلا أنه يُمثِّل رافداً جيداً لراتب الوظيفة.. وتشاطرها الرأي وفاء صالح: عمل مندوبة المبيعات عمل مربح ومريح في الوقت ذاته من وجهة نظري وهو يُشكِّل مصدر دخل.. ثانياً بالنسبة لي فأنا موظفة.. وأكتفي بتسويق منتجات الشركة على قريباتي وصديقاتي.. وقد قمت بتوظيف بعض الفتيات كمندوبات في الشركة ممن كنّ بحاجة ماسة للعمل دون أن يجدن عملاً مناسباً.. وهذا أتاح لهن كسباً طيباً ولله الحمد وتضيف وفاء قائلة: أعرف بعض السيدات اللاتي ليس لهن دخل أو مصدر رزق سوى هذا العمل.. وهن يعتمدن بعد الله عليه في تسيير شؤونهن وشؤون أسرهن المادية وهن مرتاحات في هذا العمل.

زبائني يتعاملون بالدين

وتحكي (أم خالد) قصة فشلها التي تعود لقلة الخبرة في هذا المجال: بالنسبة لتجربتي كمندوبة مبيعات لم تكن ناجحة بل يمكن اعتبارها فاشلة، وذلك لعدة أسباب لا تتعلق بالمهنة كمهنة.. بل لأسباب مختلفة منها أنه لم يكن لدي أي خبرة في هذا المجال، أيضاً كانت دائرة معارفي ضيقة مما أسهم في محدودية زبائني، بالإضافة إلى أن أغلب زبائني كن يتعاملن معي بالدين وكان بعضهن يتساهلن في تسديد ما عليهن مما أسهم في خسارتي الأمر الذي جعلني أقرر ترك هذه المهنة، إن مهنة مندوبة المبيعات جيدة جداً من الناحية المادية لمن لديها الخبرة والحرفية والأسلوب التسويقي الجيد، كما أنها مهنة مناسبة جداً لمن ترغب العمل من المنزل ولا تسمح لها ظروفها بالعمل خارجه.

وتؤكد هند محمد أن العمل في هذا المجال لا غبار عليه.. كما أنه يُعد مصدراً للكسب الحلال، وأنا أعمل في مجال التسويق منذ سنتين تقريباً وقد عملت في أكثر من شركة بحثاً عن الأفضل والحمد لله وضعي المادي حالياً جيد جداً.. بل لا أبالغ حين أقول إنه يفوق راتب بعض المعلمات في بعض الأحيان وهذه نعمة تستحق الشكر بلا شك.

السعودية منافس قادم بقوة

وعن نظرة المجتمع لهذا المجال من مجالات العمل تقول ريما: حقيقة لا أعرف بالضبط كيف ينظرون لهذا العمل فلا أحد يبدي رأيه بهذا الخصوص سوى أنهم يشعرون بالارتياح لأنني أستطيع أن أوفر لهم السلعة المطلوبة دون بحث أو عناء، فالسلعة في مجال عملنا تأتي للزبون وليس العكس كما هي في طرق البيع التقليدية.. وتضيف: كما أن هذه الشركات التي نعمل لحسابها تتميز بجودة منتجاتها وبسهولة وصولها للزبون.. وتؤكد وفاء أن الزبائن يشعرون بالراحة والإعجاب بعملها.. الكثيرات من حولي يبدين لي إعجابهن بهذا العمل خصوصاً أنه يتيح الفرصة للمندوبة للاحتكاك المباشر بالكثير من الناس ومن مختلف الطبقات مما يزيدها معرفة وخبرة مع مرور الوقت، وتضيف: كما أن المندوبة السعودية ولله الحمد رغم قصر عمر تجربتها في هذا المجال إلا أنها استطاعت أن تكسب ثقة الزبون لما تتميز به من صدق وحسن تعامل مع الآخرين.

هند محمد ترى أن نظرة المجتمع لهذا المجال من مجالات العمل إيجابية على عكس ما تتوقعين فهي نظرة إيجابية وواعية ومشجعة بالفعل.. فمن خلال تجربتي وجدت أن الزبونة تشعر بالارتياح عندما تعرف بأنني سعودية.. مع أنه في البداية كانت الكثيرات يسألنني باستغراب هل الأخت سعودية؟! وهذا طبعاً لأننا تعودنا على أن أغلب من يعملن في هذا المجال هن من أخواتنا المقيمات.. أما في الوقت الراهن فأصبحت المندوبة السعودية منافساً قوياً في هذا المجال.

وتؤكد أم خالد بأن تقبُّل الزبون لي كمندوبة سعودية كان جيداً وكانت الثقة كبيرة ومتبادلة فيما بيننا.

تلاعب من قبل الشركات

وعن المعوقات التي تواجه الفتيات تذكر ريما بعضاً من المعوقات التي قد تواجه المندوبة بقولها: عملت في أكثر من شركة كمندوبة.. وهناك بعض الشركات لا توفر كل السلع التي يطلبها الزبون مما يوقع المندوبة في حرج كبير وربما تفقد بعض زبائنها لهذا السبب، كما أن بعض هذه الشركات تتلاعب بمبلغ النسبة المئوية المحددة للمندوبة فتعطيها أحياناً أقل من النسبة المتفق عليها.. وهذا بالطبع يشعر المندوبة بالظلم فتعيد النظر في مسألة التعامل مع هذه الشركات وتضطر للبحث عن شركات أخرى تكون أكثر تقديراً لجهود المندوبة وأكثر التزاماً بما تم الاتفاق عليه.

وتذكر وفاء تجربتها: بالنسبة لي فليس هناك أي معوقات.. لكن بعض الزميلات اللاتي أعرفهن يشتكين من صعوبة المواصلات حيث إن أغلبهن يضطر إلى الذهاب إلى المشاغل وغيرها من أماكن التجمعات النسائية لكي يتمكَّن من تسويق سلعهن.. أم خالد ترى أنه ليس هناك معوقات تُذكر: رغم مميزات العمل في مجال التسويق إلا أنني سأتركه فور حصولي على وظيفة رسمية أمارس من خلالها تخصصي الذي أمضيت سنوات طوالاً في دراسته، فالعمل في نظري لا يلبي الاحتياجات المادية للشخص فقط.. وإنما هو لدى البعض تعبير عن وجود الشخص وتحقيق لأحلام وطموحات أخرى، وأنا شخصياً هذا العمل لا يرضي طموحي رغم أنه عمل مربح ومريح فعلاً.

«صحف» التقت مدير المبيعات بإحدى شركات التجميل الدكتور سالم بابحير لعرض تجربتهم في عمل الفتاة السعودية مندوبة مبيعات: صحيح أن العمل كمندوبة مبيعات يمنح المرأة فرصة جيدة للكسب المادي.. ولكنه يعتمد على مجال العمل المتاح لها، فبعض السلع صحيح أنها لا تحتاج إلى مؤهلات دراسية وتحتاج فقط إلى المقدرة على إقناع الطرف الآخر باقتناء السلعة، ومهارات الترويج لدى مندوبة المبيعات ومهاراتها في البيع، ولكن هناك بعض المنتجات التي تحتاج إلى مؤهلات دراسية لها علاقة بالمنتج مثل مندوبي مبيعات الأدوية والمنتجات المتخصصة بالعناية، فبالإضافة إلى المؤهلات الدراسية لا بد من تدريب المندوبة على معرفة المنتجات واستعمالاتها، وكذلك تدريبها على كيفية توصيل رسالة إلى المتلقي عن فوائد ومميزات ومحظورات استخدام مثل هذه المنتجات لترغيبه فيها.

ويؤكد بابحير: لقد نجحت الفتاة السعودية واستطاعت إثبات ذاتها في هذا المجال.. وقد لمست منها الإصرار على النجاح حيث أثبتت أنها إذا تلقت التدريب المناسب والمساعدة والدعم في بداية عملها فإنها تبدع في هذا المجال والأمثلة كثيرة خصوصاً في المجال الطبي والخدمات العامة.

ودعا في نهاية حديثه من تريد الاتجاه للعمل في هذا المجال بأن تتعرف وبصدق على قدراتها فيه وتحاول معرفة نقاط الضعف والقوة في نفسها ومن ثم التوجه إلى المجال الذي تجد نفسها فيه وتدرس الفئة المستهدفة للمنتج وتحاول معرفة رغباتهم وميولهم وما يتطلعون إليه في المنتج ومعرفة سبل البيع الجيدة.. ومن ثم فإنها تستطيع إيجاد الطرق الخلاَّقة في تسويق المنتج.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد