Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/04/2010 G Issue 13722
السبت 10 جمادى الأول 1431   العدد  13722
 
مدائن
تلازم الإرهاب والمخدرات
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

المخدرات تكشف خيوط الإرهاب.. والعمليات الإرهابية تكشف خيوط المخدرات.. حيث تلازمت المخدرات بالإرهاب.. والمتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي تحدث في المؤتمر الذي عقده يوم الثلاثاء الماضي.. وقال فيما يتعلَّق بتمويل الإرهاب وارتباطه بترويج المخدرات: (إن هناك علاقة بين تنظيم القاعدة وتهريب المخدرات).. انتهى... إذن نحن أمام مرحلة جديدة من عمل مكافحة المخدرات ووزارة الداخلية لديها معلومات دقيقة في هذا الشأن أن عصابات المخدرات تعمل ضمن شبكات إنتاج للمخدرات وتحاول أن تجعل المملكة منطقة عبور أو مساحة للترويج.. وأن القاعدة تعمل بالقرب من حدود المملكة الشمالية، وأيضاً الجنوبية، وتعدهما محورين هامين في تسلل المخدرات إلى بلادنا التي ما زالت إنجازات رجال أمنها تتواصل بعد أن قامت وزارة الداخلية بضبط والإعلان عن (195) شخصاً منهم (108) يحملون الجنسية السعودية و(29) من الجنسية الباكستانية و(17) من اليمن و(9) سوريين وتركي وسوداني ومصري وهندي بالإضافة إلى (28) شخصاً من المتسللين مجهولي الهوية.

وهذا يقودنا إلى دور المواطن الذي يُعد الجبهة الداخلية في مواجهة الإرهاب والمخدرات.. فكلا الطرفين.. وأعني بذلك المخدرات والإرهاب تسعى أهدافهما إلى تدمير المجتمع والقضاء على ممتلكاته وشبابه.. ودائماً ما تأتينا الأخطار من المنافذ والحدود التي تنشط عليها منظمات إرهابية ومنظمات مخدرات تكون متحدة ومتوافقة المصالح.. فالهدف التدمير والخراب.

كانت منظمة القاعدة تعي جيداً باختيارها لأفغانستان ملجأ ومأوى لها.. لأنها تدرك أن أفغانستان تملك ميزات طبيعية وبشرية وبيئية تساعد على نمو واستمرار منظمات الإرهاب.. تلك المميزات أنها بلد مصدر للمخدرات من حيث الزراعة والتسويق.. وأنها مضطربة سياسياً بعد حرباً طويلة مع الروس.. وأنها قريبة من حيث الحدود لدول مرتبطة بدائرة مائية من بحر العرب والخليج العربي والمحيط الهندي وتركيبة جيولوجية معقدة من الجبال والمرتفعات والأودية السحيقة وممرات عبر آسيا الوسطى تجعلها تصل إلى البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي تلتف على أوربا وبلاد العرب الغنية (الخليج).. لتصبح بلادنا ضمن دول المرور والترويج وتتشابك على بلادنا مصالح منظمات القاعدة الإرهابية ومصالح شبكات المخدرات وغسيل الأموال.. ويزيد من ذلك حالة الاضطراب في ما وراء حدودنا الشمالية والجنوبية.. وهنا يأتي دور المواطن بأن يتحول إلى عين الرقيب ويؤدي دوره الاجتماعي داخل أسرته الصغيرة في الحماية والرقابة واليقظة.. وهذا أهم الأدوار التي يؤديها المواطن إلى وطنه.. أما ما يتعلق بالقضية الأمنية فهناك أجهزة أمنية تقوم بمسؤوليتها يحرسها الله ويرعاها ويحفظ لنا بلادنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد