Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/04/2010 G Issue 13722
السبت 10 جمادى الأول 1431   العدد  13722
 
أضواء
من يسرق أرضاً لا يعيدها
جاسر الجاسر

 

أمام المجلس الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو المجلس الذي يمثل أعضاؤه الإمارات السبع، طرح وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قضية احتلال إيران لجزر الإمارات العربية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، واعتبر الوزير الشاب احتلال إيران لهذه الجزر يشكل عاملا سلبيا ومؤلما بالنسبة لمواطني دولة الإمارات.

الوزير كان صادقاً وهو يتحدث بقلب ولسان كل مواطن إماراتي وخليجي، وكل عربي متوافق مع نفسه ومع فكره غير منحاز لفكر معين، فالشيخ عبدالله بن زايد يؤكد أن «احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو جنوب لبنان أو الضفة الغربية أو غزة، فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى».

قول وتأكيد عبدالله بن زايد لا يمكن أن يعترض عليه إلا أصحاب العقول المؤجرة للغير، فالاحتلال هو الاحتلال ولا يمكن لأي مواطن حقيقي يحب وطنه يرضى بأن يتخلى عن «شبر» من أرض وطنه لدولة أخرى، كما أنه لا يمكن أن نعتبر أرضا محتلة أهم من أرض أخرى، فكل أرض عزيزة على أهلها وأبناء وطنها، وإذا اعتبرنا أرض فلسطين أرضا مقدسة وعزيزة لأنها أرض الأنبياء والمقدسات، فإن أرض الإمارات المحتلة أيضاً مقدسة وأكثر من عزيزة على أبناء الإمارات ويعتبرونها مساوية لأرض فلسطين المحتلة إن لم تكن أكثر أهمية عندهم، فالأرض أرضهم وسلبت من وطنهم، ولا يمكن لأحد أن يلومهم في ذلك فهم يحبون وطنهم ولا يمكن أن يتنازلوا عن أرضهم.

شيء آخر لا ينظر إليه من يتجاهلون احتلال إيران لجزر الإمارات العربية الثلاث، بل لا يكتفون بغض النظر عن هذا الاحتلال، بل لا يجدوا ضرراً في استيلاء إيران على هذه الأرض العربية، كون إيران شقيقة للعرب..!!

والواقع استيلاء إيران على هذه الأرض العربية، والاستيلاء تم بتآمر من بريطانيا كعادتها في تسليم ما لا تملك إلى من لا يستحقون أن يملكوا أرضاً لغيرهم، فبريطانيا سلمت الأحواز لإيران، وفلسطين لليهود، وإذ توسع اليهود باحتلال أرض الفلسطينيين، وللاحتلال نهايته معروفة فغالباً ما تعود الأرض المحتلة لأصحابها الحقيقيين، إلا أن الإيرانيين يعتبرون احتلالهم للجزر العربية الثلاث في الخليج العربي رغم أن كل الوثائق والخرائط تثبت عائديتها إلى دولة الإمارات العربية.. أولاً لقربها من الأرض العربية، ويقيم على أرضها مواطنون إماراتيون عرب أقحاح، إلا أن إيران احتلت الجزر واعتبرتها أرضا إيرانية، وأن هناك «سوء فهم» من الإماراتيين، لذلك فإنهم لا يقبلون أن يجلسوا مع الإماراتيين أمام محكمة العدل الدولية ولا يقبلوا التفاوض لإعادة الأرض العربية لأهلها.

استيلاء وسرقة أرض عربية، وهو أخطر من الاحتلال، فالذي يسرق لا يعيد ما يسرقه إلا بالقوة، أما من يحتل أرض فمآله أن يعيد تلك الأرض.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد