Al Jazirah NewsPaper Monday  19/04/2010 G Issue 13717
الأثنين 05 جمادى الأول 1431   العدد  13717
 
من القلب
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
صالح رضا

 

ذلك الرجل الذي قطع الفيافي والقفار عَدْوَاً ليقول الحقيقة: (سقطت أثينا).. ثم سقط ميتاً من شدة التعب والإنهاك.. فخلَّدته تلك الحضارة بسباق ‏الماراثون؛ لأنه بذل حياته لينقل للإغريق الحقيقة ولو كانت مؤلمة.. هذه هي ‏الحضارات التي تحترم الإنسان.. وتحترم الصادق الأمين.. وتحترم المحارب ‏القديم.. في وقت لا نرى لدى بعضنا غير اللذات الحسية والمصالح الذاتية.. ‏ليسقط هذا البعض متبلدين من التخمة والتسلق.‏

إن من يجرؤ على قول ما لا يجرؤ الآخرون على قوله من الحقائق.. هو ‏في عرف البعض عاقاً ومارقاً.. وجزاؤه الإقصاء وتشويه صورته مهما تكن ‏نقية وصادقة وأمينة.. بينما الجريء الذي يصدح بكلمة الحق للصالح العام يعتبر في نظر كل ‏الحضارات الإنسانية صالحاً ومصلحاً وبناءً ومخلصاً.. حتى في تلك ‏الحضارات الإغريقية العريقة التي اهتمت بالرياضة يعتبر الرجل الذي ‏يقول كلمة الحق ولو كانت مؤلمة.. مصلحاً وصالحاً ورائداً.. وتخلده ‏الحضارات الإنسانية مخلداً في أفئدتها.‏

تلك المقدمة الطويلة تثقيفية.. وأيضاً تمهيداً لما هو آت.. فالأهلي وما ‏أدراك ما الأهلي.. يعيش منذ حقب من الأزمان وهو يدور في دائرة ‏مفرغة.. دائرة هي أقرب للعاصفة التي تتمحور حول نفسها.. تأكل الأخضر ‏واليابس.. بينما العاصفة الأهلاوية المتمحورة.. لا تأكل إلا الأخضر ‏والأبيض.‏

تكلمنا جهاراً نهاراً.. وكتبنا أن الأهلي يعيش في نسق قد عفا عليه ‏الزمن.. فالعالم تغيّر وتغيرت منظومات وأمم بكاملها.. عدا المنظومة ‏الأهلاوية بقيت صامدة في وجه كل تطور وكل إصلاح.. وسنعود للوراء ‏عسى أن نستفيد من تجربة مررنا بها.. وهي جديرة بالعودة إليها لعل ‏وعسى.‏

عندما كاد الأهلي أن يسقط للدرجة الأولى موسم 1408 وكان مهدداً ‏بالسقوط حتى اللحظة الأخير من مباراة الأهلي والقادسية.. تم في الموسم ‏الذي يليه التخلي عن النهج المعتاد.. وتسلم الدكتور عبد الرزاق أبو داود ‏ملف ومسؤولية كرة القدم الأهلاوية من ألفها إلى يائها.. مع كافة ‏الصلاحيات دون تدخل أحد كائناً من يكون.. فبدأ أبو سليمان من الصفر.. ‏وفتح الأبواب لكل لاعبي النادي ومنهم اللاعب طلال صبحي الذي كان ‏مغضوباً عليه وموقوفاً .. فنهض الفريق لأن مشكلة الأهلي إدارية ليست ‏بحتة بل صارخة.. وعندما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أصبح ‏الأهلي (غير).‏

الموسم الذي تلاه وهو موسم الحصاد الأخضر.. وكان الأهلي قد تعافى ‏وبدأ في النجاح.. بعد أن سخر لهم سمو الأمير خالد بن عبد الله معسكراً ‏أوروبياً على أعلى مستوى.. ولكن حدث ما حدث وانتكست نتائجه لأسباب ‏ذكرها لا يفيد بشيء الآن.. ورجع الأهلي إلى الدوامة المعتادة التي يدور ‏فيها.. وأصبح الأهلي كلما حاول النهوض خذلته قدماه.. وواصل السقوط ‏المستمر.‏

الآن.. لنعد تجربة الدكتور أبو داود.. ولنعطي القوس باريها.. رحمة ‏بهذه الجماهير التي أصبحت تنقل بعد كل مباراة على آلة حدباء محمولة إلى ‏المستشفيات.. لنعط الصلاحيات كل الصلاحيات لمشرف جهاز الكرة لرجل ‏المرحلة الأمير فهد بن خالد.. ولنكرر تجربة الدكتور أبو داود.. ولكن دون ‏الانقضاض عليه إذا بدأ النجاح يلوح في الأفق.. يجب إعطاء الأمير فهد بن ‏خالد كامل الصلاحيات الإدارية والمدة الكافية للإشراف الكامل على الفرق ‏الأول وليختار من يشاء كمساعدين له.. ووضع نهج يحترمه الجميع مفاده.. ‏أن أي لاعب لا ينسق إلا بقرار فني من مدرب الفريق.. ولا يضم آخر إلا ‏بقرار من مدرب الفريق.. ولننسَ جميعا ثقافة (الأنا) التي جثمت على ‏صدر الأهلي أكثر من خمسين عاما.. مع كامل الاحترام والتقدير لكل رجالات ‏الأهلي وعطاءاتهم واجتهاداتهم التي كانت تفيد يوماً ما ولكنها لا تفيد ‏حاليا.. والتجديد والإصلاح مطلب.. بل المعيب حقاً ألا يعطى الآخر فرصة ‏النجاح متى ما كان جديراً بالنجاح.. ولم يعد هناك من شيء مجهول.. ولم ‏يعد ما يحجب الحقيقة.. فحتى لو لم يبدُ الامتعاض.‏

هذا ودعونا وعلى سبيل المثال ننظر للأندية دائمة التفوق.. نجد أن كل ‏رئيس يترأس النادي يقدم هو وإدارته جهوداً كبيرة.. وأفكاراً مطورة.. ‏وعملاً شاقاً ومجهداً ومضنياً.. فتتحقق البطولات وراء البطولات.. ثم تترك ‏موقعها لإدارة أخرى تكمل المسير.. ولا تشكك في أحد.. ولا تقصي اللاعبين ‏الذين كانوا يلعبون في عهد الإدارات السابقة.. بل هناك بناء وتكوين وتجديد ‏وإصلاح إيجابي يبنى على ما قد أنجز.. ثم تغادر يوماً وتحل محلها إدارة ‏أخرى وكل إدارة تضيف إلى عمل الإدارة السابقة وتبني عليه.. إنها أندية ‏حضارية بمعنى الكلمة.‏

هذا الأسلوب الحضاري الراقي من المفروض أن يكون في الأهلي وفي ‏كل الأندية.. لذا أصبحت والمنصات وجهان لعملة واحدة.. بينما في الأهلي ‏وخلال الثلاثة العقود الأخيرة كانت هناك إدارتان فقط.. وكل إدارة تأتي (‏تصفي) عمل ولاعبي الإدارة السابقة وتهدم ما بنته، وهكذا يستمر الأهلي ‏في الدوران في حلقة مفرغة لا تنتهي.‏

رجاء دعونا نعطي جيل الشباب الفرصة الكاملة للعمل.. ولندعم فهد بن ‏خالد وجهاز الكرة في السراء والضراء.. وفي السر والعلن.. وفي الحضور ‏والمغيب كمسؤول أولاً وأخيراً عن الفريق الأول لكرة القدم.. من أجل هذه ‏الجماهير التي أصبحت تنقل على آلة حدباء محمولة إلى المستشفيات.. ‏صرعى المباريات وضحايا تشجيع الأهلي.. من أجل صحتهم ومن أجل صحة ‏المجتمع.. أعطوا هذا الشاب الفرصة للنهوض بالفريق دون تدخل.. فالحياة ‏تمضي قدماً.. والوقت يمر.. ففي العتمة ما أجمل أن يؤمن الإنسان ‏بالضوء.. فمحيط الحقيقة يمتد قدماً دون أن يسبر له غور.. والله تعالى من ‏وراء القصد. ‏

حسبنا الله !!‏

من انتقد بضعاً من جمهور الوصل الإماراتي.. لم نسمع لهم همساً ولا حساً إزاء ما قام به جمهور الاتحاد في مباراتهم مع شباب الهلال.. إن ما حصل لفتية سعوديين هم لاعبو شباب الهلال ‏من الاعتداءات الآثمة عليهم من قبل جمهور الاتحاد وإدارييه.. ومحاصرتهم لساعات داخل الملعب وغرف ‏ملابس اللاعبين بقيادة إداريهم محمد عواد الجهني المعروف بتعصبه ‏وضيق أفقه.. لهو عمل وضيع يندى له الجبين.. ثم أين الأمن يا شرطة جدة مما يقترفه جمهور الاتحاد دائما، ‏ولا نرى أو نسمع لكم إلا القبض على أفراد من جمهوري الأهلي ‏والهلال رغم انضباطيتهم وإهانتهم وتوقيفهم وتحويل الكثير منهم إلى ‏هيئة الادعاء ثم للمحكمة الجزئية ثم لسجن بريمان، ولي عودة موسعة ‏لهذا الجانب الأمني في جدة التي اشتهرت جل مرافقها بالفساد وذهب ضحية ‏ذلك الفساد عشرات قتلى الكارثة المروعة، والرائحة النتنة قد علت على السطح والله ‏المستعان.

النكتة السمجة التي أشاعها بعض النصراويين عن سلبية تقرير معمل ألمانيا الخاص باللاعب حسام غالي.. كانت عملاً صبياناً وأحمق للتشويش على الفرقة الزرقاء.. فحسام مدان بتعاطي المنشطات بحكم إيجابية العينة في تقرير معمل كوالالمبور.. وقد قضي الأمر وجفت الأقلام وطويت الصحف.. والعبوا غيرها !!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد