Al Jazirah NewsPaper Friday  16/04/2010 G Issue 13714
الجمعة 02 جمادى الأول 1431   العدد  13714
 

بين (خط الستة) و (زعبيل) يوجد مُحرِّض كبير

 

منذ تأسيس الرياضة بدولة الإمارات الشقيقة والرياضيين الإماراتيين يسجلون حضوراً مشرفاً على المستوى الأخلاقي والسلوكي، لدرجة أنهم يعتبرون النموذج الأمثل لما يجب أن تكون عليه المنافسات الرياضية، لتحقيق أهدافها السامية، ولا أذكر موقفاً سلبياً واحداً يستحق الوقوف عنده قد صدر من جماهير أو فريق أو إعلاميين إماراتيين، وحتى في دورات الخليج التي تشهد أحياناً بعض المشاحنات والتوتر، بقي الأخوة الرياضيين بالإمارات بعيدون دائماً عن كل ما يخدش سمو المنافسات الرياضية، أما اللقاءات السعودية الإماراتية على مستوى الفرق والمنتخبات فقد (كانت) واكرر (كانت) نموذج مثالي لتنافس الرياضي الشريف.

فما الذي تغير في السنوات القليلة الماضية؟ وما الذي جعل الفرق الإماراتية تخوض لقاءاتها أمام الفرق السعودية بشحنات غضب وشد عصبي وخشونة متعمدة؟ وما الذي جعل الجماهير الإماراتية تنزل لأرضية ملعب زعبيل للاعتداء على فريق سعودي وسط مباركة الشرطة الإماراتية، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن حماية المباراة، وماذا كان سيحدث لو أن الفريق الإماراتي خسر المباراة! ولو أنه تم القبض على المعتدين لقلنا أنها حادثة (طارئة) وتمت معالجتها بشكل سليم من الجهة المسؤولة، أما أن تكتفي شرطة الملعب بإعادة المعتدين لمقاعدهم فهذا إجراء غريب يسجل علامة استفهام كبيرة؟

وكان الأجدر بمدير الكرة النصراوي أن يبقي فريقه بالملعب، ويرفض إكمال المباراة حتى يتم إخراج المعتدين من المدرجت إلى خارج الملعب، وقبل هذه الحادثة بأسبوع وفي لقاء الشباب السعودي والعين الإماراتي على ملعب الأخير، تعرض رئيس نادي الشباب وأعضاء إدارته إلى إساءات معاملة في المنصة الرئيسية التي يتواجد فيها مسؤولون رياضيون وإعلاميون وأشخاص معروفون، وتم قذف الشبابيين بالعلب الفارغة ووجهة لهم شتائم (حسب ما أوضحه المسؤول الإعلامي بنادي الشباب) علما أن فريق العين هو الفائز في تلك المباراة! كما لا يخفى على أحد المواقف المعادية للكرة السعودية من قبل أشخاص لهم صفة رسمية مثل (الإماراتي) يوسف السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس لجنة الحكام فيه، وسأزيدكم عجبا وأنقلكم إلى قصة أخرى حين تم إيقاف أربعة من لاعبي المنتخب السعودي الأول بمطار دبي بدون سبب، وهم في طريقهم للالتحاق بمعسكر خارجي، وتم تفتيشهم بشكل مهين، ثم أدخلوا لغرف التفتيش الشخصي بطريقة استفزازية ومحرجة، في وقت يمر فيه عشرات الآلاف من المسافرين ومن مختلف الجنسيات و (النوعيات) بسهولة ويسر ودون أي تعقيدات (وقد كنت شاهدا على ما حدث بكل تفاصيله المؤسفة) وهذه الأحداث ليست من باب الصدفة، بل هي مؤشر واضح بأن هناك من يحمل حقدا وضغينة على الرياضة السعودية، ويحاول أن يستخدم الرياضة لتعكير علاقة الاشقاء لحاجة في نفسه، فما يحدث لا يمكن أن يتم بشكل عشوائي وإنما بشكل منظم مخطط له مسبقاً ويقف خلفه محرض كبير حيث تتضح قدرة (الطرف المحرض) على التنظيم والتعبئة والدعم المادي والمعنوي، وذلك لا يتحقق إلا بوجود شخصية كبيرة نافذة لها صلاحيات وعلاقات واسعة، ويساندها فريق عمل مجند لتحقيق أهداف صبيانية، ورغبات شخصية لتعويض عقدة نقص يشعر بها هذا المحرض الكبير، وتتضح الصورة بشكل أكبر من خلال البرنامج الرياضي الإماراتي (خط الستة) المدعوم كلياً من نفس (الشخص) بغرض إثارة الفتن داخل الوسط الرياضي السعودي، والإساءة لرموز الرياضة السعودية وقيادتها الرياضية وإنجازاتها وبرامجها التطويرية، حيث يتضح أن مقدم البرنامج وضيوفه مجرد أدوات ضمن مشروع أكبر منهم بكثير، ومن باب حسن الظن أعتقد بأن ضيوف البرنامج لا يدركون أهدافه الحقيقة، أما مقدمه (النجيب) فلا تخفى علاقته (بسيده) على المتابع الحصيف، مهما حاول ممارسة اللعبة الإعلامية، وادعاء الحيادية والموضوعية، فهو في حقيقته لا يرى سوى ما تقدمه له (يد سيده) ويعتبرها غايته بالدنيا، وتلك لا تختلف عن (موضوعية) شاعر الدولة الفاطمية محمد بن أبي الجرع الذي يقول:

يد الوزير هي الدنيا فإن ألمت

رأيت في كل شيئاً ذلك الألما

فمن برنامج خط الستة وحتى أحداث زعبيل، يتواجد مشروع كراهية تقوده شخصية ظلامية تعمل ضد الرياضة السعودية، وتحاول زرع خلاف بين رياضيي البلدين الشقيقين، ولن تنتهي القصة ما لم يتدارك عقلاء الرياضية والإعلام في السعودية والإمارات أخطار هذه المشروع العبثي الصبياني، وأجزم تماما بأن القيادة الرياضية السعودية تدرك تماماً خطورة الوضع وتعرف تحديدا من يقف وراءه، ولكنها على درجة كبيرة من الوعي والحكمة والشعور بالمسؤولية لدرجة الترفع عن الدخول في سجالات أو إعلان موقف حازم تجاه (المحرض الكبير) حرصاً على العلاقة الطيبة مع الأشقاء الإماراتيين على الصعيدين الرسمي والشعبي.

كما أن سلطان الرياضة الذي استطاع رفض تسييس الرياضة في دورة الألعاب الإسلامية التي كانت ستقام في إيران، واتخذ موقفا شجاعا وحكيما وتدارك أزمة حقيقية، وذلك بإلغاء تلك الدورة، لن يجد أي صعوبة في كبح وتحجيم من يحاول الإساءة للعلاقات الأخوية بين رياضيي الخليج، وإعادة المياه لمجاريها مع إخواننا رياضيي الإمارات، ولا عزاء للمحرض الكبير وأدواته الرخيصة.

محمد التميمي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد