Al Jazirah NewsPaper Friday  16/04/2010 G Issue 13714
الجمعة 02 جمادى الأول 1431   العدد  13714
 

(حينما يشيخ الحرف)
عمر بن عبد العزيز المحمود

 

إلى والدتي الحبيبة.. بين (ألم) الداء.. و(أمل) الشفاء..

مَا لِليَرَاعِ يُبَعثِرُ الأَحزَانَا

وَيَخُطُّ مِن أَلَمِ البُعَادِ بَيَانَا؟

مَا لِلحُروفِ تَشيخُ قَبلَ شَبَابِهَا؟

وَتَصُوغُ رَغمَ سُكُونِها الأَشجَانَا؟

مَا لِلقَصِيدِ تَهَدَّمَت أَبيَاتُهُ؟

مَا لِلقَوَافي تَخنِقُ الأوزَانَا؟

مَا لِلزمَانِ كَئِيبَةٌ أَيَّامُهُ؟

مِن بَعدِ مَا سَعِدَتْ بِهِ أَزمَانَا؟

مَا لِلديَارِ عَفَت وَأَظلَمَ نُورُهَا؟

وَغَدَا النَّحِيبُ يُفَتِّتُ الجُدْرَانَا

أُمِّي الحَبيبَةُ يَا رَبيعَ جَوَانِحِي

يَا كُلَّ شِريَانٍ تَدَفَّقَ في دَمِي

يَا طَيفَ أَحلامِي وَرَوضَ خَواطِرِي

وَأَريجَ أَيَّامِي وَسِرَّ تَبَسُّمِي

مَا الدَّارُ يَا أُمِّي وَأَنتِ بَعيدَةٌ

عَنهَا سِوَى طَلَلٍ وَحِيشٍ مُعْتِمِ

مَا الدَّارُ يَا أُمِّي وَأَنتِ بَعِيدَةٌ

إلا كَقَبرٍ مُقْفِرٍ مُتَهَدِّمِ

مَا الدَّارُ يَا أُمِّي؟ وَكَيفَ أَزُورُهَا؟

وَبحُضْنِ مَنْ إنْ مَا دَخلتُ سَأرتمِي؟

مَا زِلتُ يَا أُمَّاهُ أَرتشِفُ الأَسَى

فَأَغُصُّ بالآلامِ حَتَّى لا أَعِي

وَأَسيرُ في دَربِ الكَآبَةِ تَائِهاً

وَالحُزنُ يُلهِبُنِي فَينثرُ أدمُعِي

فَإذَا رَأيتُ ضيَاءَ وَجهِكِ سَاطِعاً

وَحَديثُكِ الفَتَّانُ أَطرَبَ مَسمَعِي

أَبصَرتُ مِن أَلَقِ الطفُولَةِ مَشهَداً

وَتَضوَّعَتْ بأريجِ حُبِّكِ أَضلُعِي

فَسلَوتُ عَن كُلِّ الهُمُومِ وَحَرِّهَا

أَينَ الهُمُومُ.. وَأَنتِ يَا أمِّي مَعِي؟

أُمِّي.. وَتحتَفِلُ الدِّيارُ بعَودَةٍ

وَسَلامَةٍ.. مِن رَاحِمٍ مُتَلَّطِفِ

عَادَت.. فَأطفَأَت المدَامِعُ نَارَهَا

يَا شَمعَةَ الدَّارِ التي لا تَنطَفِي

أُمِّي.. وَتُنشِدُهَا القَصَائِدُ جَذْلةً

والحُبُّ يَعزِفُ أُغنياتِ الأَحرُفِ

والمنزِلُ الوَلهانُ يَشدُو بَاسِمَاً

فالحُزنُ قد شَدَّ الرِّحَالَ ليَختَفِي

إن تعرفي - أمَّاهُ - غَيضَ مَشَاعِرِي

فالقلبُ يَحمِلُ فَيضَ مَا لَم تَعرِفي

الرياض

Omar1401@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد