من زار مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة مؤخراً سيلفت نظره مئات السيارات المحملة بالبضائع والمحلات التي اصطفت على جنبات أسوار موقع المهرجان يبيع فيها الرجال والنساء وبعضهم زاول هذه المهنة منذ عدة أعوام، وربما أتى البعض من خارج مدينة الرياض، باب رزق يفتح كل عام لمئات المواطنين من مهنيين وحرفيين وفرق شعبية وغيرهم، جذبهم هذا الإقبال الكبير على فعاليات المهرجان ورغم التوسعات والإضافات فما يزال هناك زحام شديد، وهذا يدل على نجاح المهرجان وتعلق الناس به ووضعه ضمن أجندتهم السنوية، مبان متعددة وبنية تحتية كلفت الكثير من المال والجهد والتخطيط يجعلنا ونحن نرى هذا الإنجاز الذي شيده الحرس الوطني في صحراء الجنادرية نتساءل حول إمكانية أن يستمر الموقع وليس المهرجان بفتح أبوابه طوال العام أو على الأقل خلال فترة الصيف للجمهور ليتحول إلى مدينة تراثية ترفيهية يديرها القطاع الخاص فما تزال الرياض تحتاج إلى معلم تراثي وسياحي يؤمه الناس في كل وقت ويختلف إليه زوار المدينة وسياحها على الأقل خلال فترة الصيف.
هذا العام شارك القطاع الخاص في الدعم والرعاية مما كان له الأثر الكبير في الترويج للفعاليات ودعم تكاليفها وهذا التوجه الإيجابي من القائمين على المهرجان ربما يجعل فكرة استثمار الموقع خلال فترات معينة مجدية، حتى إذا جاء الموسم السنوي للاحتفال الرسمي استلمت إدارة المهرجان شؤون الفعاليات وبقيت الأسواق وباقي الخدمات كما هي يديرها القطاع الخاص، وبذلك يستمر للمهرجان دوره الكبير في كونه رافدا اقتصاديا مهما لفئة كبيرة من المواطنين ينتظرون موعده لينصبوا خيامهم أو يوقفوا سيارتهم ليبيعوا ما لديهم من بضاعة وفي نفس الوقت متنفسا ترفيهيا لأهالي العاصمة وزوارها.
متحف للمهرجان:
للمهرجان حضور مهم على خريطة المناسبات المحلية والعربية وله دور رئيسي في المحافظة على كثير من المهن والحرف القديمة والتي ما تزال تلقى الرواج بين محبيها، ولكن حتى الآن لم يتم توثيق مسيرته وعطاءاته الوطنية الكبيرة، لذلك فإن من المناسب أن يكون للمهرجان متحف خاص به يوثق لمسيرته منذ أول دورة ليطلع الجمهور كيف كانت البدايات ويرصد في المتحف أهم الأحداث والضيوف والندوات وغيرها، ويمكن تعليق قصائد الأوبريتات السابقة على جدران المتحف تكريما للشعراء وكل من ساهم في الإضافة للمهرجان، ليقدم المتحف (بانوراما) وثائقية للأجيال التي لم تعاصر بداياته ويقدم المعلومات المهمة التي يحتاجها الباحثون وغيرهم وليكن هذا المتحف أحد معالم المهرجان الرئيسية.
alhoshanei@hotmail.com