لا أعلم لماذا البعض يعارض وجود فحص المخدرات قبل الزواج من بين الأشياء التي يجب فحصها، وكأنهم لا يعلمون بأن مرض العقل وذهابه لا يقل خطورة إن لم يكن هو كل الخطورة من ذهاب عضو من جسم الإنسان، أو الإصابة بمرض يمكن معالجته، إنما ذهاب عقل يعني تدمير الإنسان نفسه باختياره هو ويمكنه معالجته إذا صدقت عزيمته ونوت إرادته.
ليس هذا فحسب ولكنه تدمير لكيان إنسان آخر وهي الزوجة وليس لها من ذنب جنته سوى أن حظها أنها ارتبطت بزوج مدمن على المخدرات. ثم إن ذلك يعني تدميراً لأسرة سيترتب عليها أبناء وحياة وعشرة.
عدا ما سوف ينتج عنه الحياة الزوجية إذا ما اقترنت الزوجة بمدمن من أمراض نفسية وحياة عنف وصخب ومشاكل سيكون ضحيتها هم الأطفال.
لهذا كان من الجميل جداً أن يتم إضافة فحص المخدرات من بين الفحوصات التي تسبق الزواج. وكم أتمنى لو يضاف إلى شروط الفحص هذه شرط مهم وبه يتم الزواج وهو شرط الحصول على دورة قبل الزواج في فهم الحياة الزوجية وبناء الأسرة وتربية الأطفال وأن تكون للطرفين، فكم زوج طلق زوجته لأنها كانت تعاني من (الوحم) وأنتم تعلمون أحوال المرأة وظروفها أثناء معاناتها مع الوحم، إلا أن الحدثاء على الزواج لا يعرف معنى الوحم ولا ظروف المرأة النفسية أثناءه فما يكون منه إلا أن (يلعن) حياته الجديدة ويشتم أيام الزواج ولو كان لديه تفهم لذلك وهو ما سوف تقدمه الدورة من حسن تفهم للعشرة الزوجية التي أسماها الله مودةً وسكناً ورحمةً لأحسن التفاهم والتفهم ولسارت الحياة الزوجية بدون تصدعات ولا تعرض للاختلاف ثم الطلاق.. أخيراً أختم بهذا الكلام الذي يعد محزناً وطريفاً في الوقت نفسه، وهي أن أحد الفنادق التي تكثر فيها مناسبات الزواج أراد بعد مرور عام أن يقيم حفلاً تكريمياً بالذين أقاموا مناسبات زواجهم فيه فكانت المفاجأة بأن نصف من تواصلت معهم إدارة الفندق قد انفصلوا عن زوجاتهم!! فما رأيكم أليس الأمر محزناً وطريفاً وينذر بالخطر على نسيج المجتمع.