لقد كان اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتصدره المرتبة الأولى لأكثر شعبية وتأييداً في العالم الإسلامي وحصوله - حفظه الله - على جائزتي الملك خالد -رحمه الله- للإنجاز الوطني وجائزة الملك فيصل -رحمه الله- لخدمة الإسلام وتكريمه في مناسبات متعددة، إنما هو نتاج طبيعي ومتوقع لقاء جهوده الكبيرة التي يقوم بها من إنجازات وإصلاحات وأعمال إنسانية بارزة، فقد حباه الله بالعديد من الخصال الحميدة التي لا يمكن أن تذكر أحدها إلا والأخرى تسابقها على نفس المسافة وأبرزها ما يتحلى به من الحكمة والحلم والصبر والأسلوب العقلاني المتزن في تناول مختلف القضايا في معالجتها، سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي انعكست على شخصيته المرموقة التي ملك بها القلوب، فمناقبه وأعماله المشرفة كبيرة لا يمكن سردها في مقال، وسأذكر بعضاً منها: توسعة المشاعر المقدسة وإعمارها وخدمتها وتطورها كل عام والعالم الإسلامي، والمسلمون في العالم أجمع يشاهدون ذلك، واهتمامه بالعلم وتكريمه للعلماء وزيارتهم في منازلهم، فقد قفز عدد الجامعات إلى 25 جامعة وفي مقدمتها الجامعة المميزة (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) وكذلك مبادرته الإنسانية العديدة في القضاء على الفقر والحرمان، فقد أمر الجهات المختصة بدراسة أحوال الفقراء والمساكين والمعسرين واليتامى والأرامل وحقوق بعض النساء والأطفال الذين يعانون من العنف والظلم.. ومساعدتهم وتلبية احتياجاتهم ورفع معاناتهم وإشرافه الشخصي على ذلك، وجهوده الملموسة في إحلال السلام ودعمه للقضايا العربية والإسلامية، ومنها القضية الفلسطينية والسودان وتشاد والصومال.. وغيرها من القضايا التي تهم العالم الإسلامي ومبادراته أيضاً في الحوار بين المذاهب الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي، وعلى المستوى العالمي أطلق حوار الأديان الذي كان له صدى واسعاً واهتماماً وتفاعلاً دولياً كبيراً، وأيضاً سعيه الدؤوب في تقديم الخدمات الإنسانية واستقباله لحالات المرضى السياسيين وعلاجهم على أيدي أطباء سعوديين مهرة على نفقته الخاصة وإغاثته للمنكوبين من الزلازل والكوارث.. فقد انعكست تلك الأعمال الجليلة على المملكة في ارتفاع مكانتها عالمياً وثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي وبروزها في المحافل الدولية واهتمام وسائل الإعلام بذلك ومحط إعجاب أنظار العالم.
إن هذه الأعمال الكبيرة والمآثر الجليلة أهلت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن يتصدر قائمة الشخصيات الأقوى تأثيراً في العالمين العربي والإسلامي.