يُعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا من أمور كثيرة بسبب تجاهلهم أو جهل الكثير من أبناء المجتمع لهم لعدم معرفتهم بالحقوق المستحقة لهم من القوانين والأنظمة التي تقوم بدورها بحفظ حقوقهم والدفاع عنهم على وجه خاص ورعايتهم التي تجعلهم كغيرهم من الأسوياء، ومن الواجب على المتخصصين في مجال الإعاقة توعية المجتمع بتلك القوانين والأنظمة وهذا ما يتضمنه النظام الأخلاقي بأن الحياة الطبيعية حق لكل فرد يعد غير عادي.
ومن الأشياء الواجب التنبّه إليها في هذا الصدد توعية جميع الدوائر الحكومية بتلك القوانين والأنظمة لأن جهلهم بها أو تجاهلهم لها للأسف يشعر المراجع من تلك الفئة بأنه عالة على مجتمعه، ومن الأمور المهم ذكرها أيضاً تسهيل دمجهم الاجتماعي في الأماكن العامة ليُسهل تنقلهم دون عناء، ومن الأمور اللافتة للنظر حقيقة عدم دمجهم الأكاديمي في التعليم العالي ومما يحزّ بالنفس أن معظم الجامعات والكليات في المملكة العربية السعودية ترفض قبولهم، ولذلك لا تهيأ المباني المناسبة لهم أو لا تهيأ الوسائل المعينة لهم في مسيرتهم التعليمية وهذا يرجع إلى الجهل أو التجاهل لتلك القوانين أيضاً على عكس ما تقوم به الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وغيرها.
ومن الأمور التي أدهشتنا أن هنالك الكثيرين من المثقفين والمتعلمين أيضاً بغض النظر عن محدودي الفكر يحكمون على الشخص بأنه عاجز من نظرة خارجية وهذا لا يجوز على الإطلاق فيجب أن نضع في أذهاننا أن الشخص الذي يعد من غير العاديين ليس هو من فقد عضواً أو حاسة، بل هو ذلك الذي يواجه عجزاً يمنعه من الإنجاز الناجح لمهامه في الحياة. على الرغم من أن هنالك الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ساهموا في مجتمعهم وأنا من الأشخاص الذين عانوا في مجتمعنا هذا معاناة لا يعلم بها إلا الله سبحانه ولكن إلى متى وهذا التجاهل في حقوقنا؟! ولكننا جميعاً مستعينون بالله سبحانه وتعالى قال تعالى: ?وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ? (سورة الشورى 43). وفي الختام أدعو الله أن يسهم هذا المقال في دفع حركة المجتمع في بلدنا الحبيب.