Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/04/2010 G Issue 13711
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431   العدد  13711
 
هذرلوجيا
ليس مجرد انتحال
سليمان الفليح

 

بداية لا يمكننا إلا أن نضرع إلى الله العلي القدير أن يحمي رجال أمننا الأبطال في مهمتهم التاريخية، ولا يمكننا أيضاً إلا الوقوف خلفهم ومعهم وأمامهم لتعزيز أمننا وأمن الوطن وأمن أمن الوطن، فهؤلاء الرجال الأفذاذ قاموا بما لم تقم به أقوى قطاعات أمنية في عالمنا المعاصر مهما بلغت من التدريب والشجاعة واستخدام أحدث التكنولوجيا الأمنية، لاسيما إذا عرفنا أننا إزاء عدو لا يعرف إلا الانتحار والاقتحام واسترخاص الروح من أجل هدف خُدع وضُلل من أجل تنفيذه لذلك هو -أي هذا العدو الغريب- يريد أن يموت بأي شكل من الأشكال لذلك يتخذ كافة الأشكال والانتحالات والصفات والمكائد والخدع ليصل إلى هدف القتل (له وللآخرين)، فمرة يرتدي لبوس الدين والدين منه براء ومرة يلبس لبوس التحضر والتحضر منه براء ومرة يلبس لبوس المرأة المسلمة والإسلام منه براء، ومرة يرتدي لبوس رجل الأمن (أي بدلته) ورجل الأمن منه براء. ولكن الأخيرة هذه هي مكمن الخطر وفحوى المقال. ولسنا بحاجة هنا أن نذكر بما حصل من اقتحام وتفجير لمجمع المحيا السكني حيث استخدم الإرهابيون لباس رجال الأمن وآلياتهم أيضاً لتنفيذ ذلك الحدث المشؤوم.

ونحن إذ نقول إن هذا الانتحال الخطر أي التزيؤ بزي رجال الأمن وانتحال صفتهم كما حدث مؤخراً واكتشاف عدة حالات انتحالية ولو كانت كلها بقصد التدليس والابتزاز والاحتيال. إلا أن هذا مؤشر يجب استئصاله ومعاقبة ممارسيه بأقسى العقوبات لأنه يُعتبر تحدٍ لهيبة الدولة وخرقاً فاضحاً للقانون واستهتاراً بحياة الناس مهما بلغت أهدافه من الضالة والضِعة، كما أنه من المطلوب من الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن يحذّر عن هذا النمط من الانتحال أي انتحال صفات رجال الأمن - مثلما حذر- عن انتحال صفات رجال الإعلام. وذلك لأمر جداً بسيط ألا وهو أنه بمقدور أي مواطن أن يسأل الإعلامي عن هويته ولكنه (قد) لا يجرؤ أن يسأل رجل الأمن عن هويته ليتحقق منها وفيما إذا كان هذا الرجل الذي أمامه هو رجل أمن حقيقي أم منتحل(!!).

يبقى القول أخيراً إننا لسنا بحاجة إلى التذكير بأن اختلاط الشك باليقين في هذا الأمر (تحديداً) هو الطريق المفضي إلى دمار المجتمعات وموت الضمائر واستفحال العسف والظلم واهتزاز الثقة بين الناس وتسيد السفلة والانتهازيين من خلال هذا الانتحال القميء على رؤوس البشر وهذا ما لا يرضاه الله لعباده ولا يرضاه عباده لأوطانهم إن كانو يحبون هذه الأوطان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد