Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/04/2010 G Issue 13711
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431   العدد  13711
 
الحبر الأخضر
أسئلة الكبار (1- 2)
د. عثمان بن صالح العامر

 

هــل نحــن متخلفون بالفعل، ما هو مقياس التخلف في نظرنا نحن فضلاً عن أن يكون هناك مقياس عالمي موحد به تصنف الشعوب وتفرز الأمم ويُعرف الغث منها والسمين، ثم ما هي أسباب التخلف ومولداته إن كان يقطن أرضنا وما زلنا قابعين به ومتلبسين بسواده، من هو المخول بإصدار الأحكام على الدول والشعوب والقطع بأن هذا الشعب متخلف وذاك متقدم، ما هي المرجعية التي يُستند عليها حين تصنيف المجتمعات وفرزها، وإذا كنا بالفعل وما زلنا نقع تحت وطأة هذا الداء فما هو المجال الأساس الذي يعد الأس لبقية مجالات الحياة حتى يتم التركيز عليه لخلع جلباب هذا الوصف، هل المسؤول والمفتاح هو السياسي برجاله ونظامه وصلاحياته، أو أن رجال المال والأعمال هم من بيدهم القوامة على الشعوب ويملكون زمام التغيير المنشود، أو أن اليد العليا هي يد الإعلامي الذي يصل بما يكتب ويقول إلى داخل البيوت ويؤثر على العقول، أو أننا بالعلم نلحق بركاب التقدم ونصل إلى العالم المنشود حتى وإن كنا مجرد منظرين وناقدين ومأسورين، أو هي في الأساس - الخروج من وصف التخلف - مسؤولية علماء الشريعة والدين الذين يّوقعون عن الله ويحددون لنا المسار بقولهم هذا حلال وهذا حرام، أو أن البعد الاجتماعي هو قبل غيره عنوان التخلف وسر الرجعية ودليل القبوع في ذيل القائمة العالمية ولذا لابد أن تتغير حياتنا الأسرية وأن تتبدل تركيبتنا السكانية فالمرأة هي الإشكالية وبها سر الأسرار ومنها الطريق لولوج عالم الكبار، و على افتراض صحة ما قيل هل تعتقدون أن تغير حال المرأة السعودية سيؤدي في النهاية إلى التقدم المنشود، بالفعل سؤال مهم، هل الطرق من قبل البعض على وتر حقوق المرأة اليوم وعبر وسائل الإعلام المختلفة يراد منه الخروج من عالم إلى آخر أم أن الهدف هو جعل السعادة ترفرف على عالم النساء بعد حياة كلها ضيق ونكد وكبد حسب ما يزعمون!!، وهل هم واثقون من النتيجة سواء أكانت هذه أو تلك حين يتحقق ما يطرحون، وهل نون النسوة بصفة العموم تؤيد ما يقولون وتعرف الغايات وتدرك العواقب لما ينشدون، هل نحن في مجتمعنا السعودي جادون في السير على خطى المجتمعات العربية التي قيل لها من قبل مثل ما يقال لنا اليوم فكان التغيير من أجل التقدم وكانت النتيجة خير شاهد وأعظم دليل، ثم هل لدينا تصور حقيقي عن التقدم الذي نريد، أين الأجندة التي تدلنا لطريق الرقي والتحضر، ما هو المودل الذي وضعناه أمام ناظرينا وخّططنا للوصول إليه، هل لدينا مشروع حضاري يُمكننا أن نطبقه أولاً ثم نُصدره للعالم من حولنا!! لو سألنا أنفسنا أي عيشة نرتضيها، هل هي حياة المجتمع الأمريكي أم الياباني أم الصيني أم الهندي أم الفرنسي أم البريطاني أم أنها عيشة السلف بكل تفاصيلها وملابساتها وامتداداتها... طبعاً السلسلة طويلة ولكنني أعتقد أن الكثير خاصة ممن عاش في هذه المجتمعات التي توصف بالتقدم يعرف كيف هي الحياة على مستوى الأفراد والأسر، ومثلهم من حاول أن يعود بنفسه إلى حياة السلف قبل ألف وأربعمائة عام، وإن كان لي حق التشخيص فنحن بالفعل نعيش حياة التخلف في العديد من ميادين الحياة، نعم العالم المثالي لا وجود له في حياة الناس الدنيوية إلا في رؤوس الفلاسفة والمنظرين، والاختلاف بين المجتمعات صعوداً وهبوطاً تقدما وتخلفاً اختلاف نسبي مهما كان حجمه، ولكن هذا الاختلاف وللأسف الشديد يتسع مع الزمن وما زال وسيظل إن بقينا على ما نحن عليه من حال،، والسؤال الأهم: ترى ما السر في هذا التخلف وكيف لنا أن نردم الهوة وأن نقرب الفجوة وأن نقصر المسافات وأن نتخطى العقبات و من ثم نصل إلى القمة وتعود لنا الخيرية ونقود ركب الحضارة من جديد ونرتدي جلباب العزة بعد أن قّطعناه بأيدينا مزقناه بأسنان دسنا عليه بأقدامنا.. هذا ما سأعرج عليه في مقال الخميس القادم بإذن الله وإلى لقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد