Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/04/2010 G Issue 13709
الأحد 26 ربيع الثاني 1431   العدد  13709
 
لما هو آت
كنف البرد والسلام
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

إلا هذا، فهو وحده ما يجمُل بالمرء أن يخفيه..، أن يسدل عليه ستراً من التأدب مع النفس، ومع الآخر..، أن يحرص عليه من عين اليد اليمنى إن كان في اليسرى، أو الأخرى إن لم يكن فيها،...

إلا هذا، فهو وحده ما ينبغي أن يصمت عن الخوض فيه، أو الكشف عنه، يحفظه بعيداً عن لسان ثرثار، أو صوت مدرار، وحده ما يحلو أن تغض عنه العين، ويبتعد عنه اللسان، ولا يعد بعد أن يكون مدار حديث مع النفس..،

هو وحده لأنه لمرضاة الله..والله غني عنه..، ولوجه الله، والله لا حاجة له تعالى فيه..، وللتقرّب منه تعالى، وقربه يتسع لسواه..

لكن لأنه له علاقة بنفوس قد يثلمه أن تكشف عنه في الجهر، لذلك كمونه في الصمت أبلغ، وبقلوب رهيفة لا تقوى الهتك عنها، فصونه في الخفاء حرصاً على نبضها دون أن يتسارع حزنtاً، وحفظه سليماً من اللغط فيه، درء لخدش قد يلحق محيا شخوص زادها من الحياة صبر في رضاء، وأخذ على حياء...

هو وحده هذا العطاء للآخرين، قربى أو فقراء أو مساكين، أو عابري سبيل، أو سائلين، من خصهم تعالى بالقرض الحسن له، وهو تعالى يتنزه عن الحاجة لمن خلق، غير أنه يقضي بأمره، ليكون للإنسان موقفه، إما أن يعطي بإيثار، أو يعطي بمنَّة، وإما أن يقدم لطاعة، أو يقدم لتظاهر، وإما أن يبذل بعلم أن ما يعطي هو من الله تعالى وإليه عند التكافل مع أولئك في رضاء، أو أن يعلم فيتجاهل تغلب عليه بشريته، أو لا يعلم بجهل وتلك غفلة في زمن المعرفة، وقصور تجاه النفس في فسحة العلم...،

وهم وحدهم من لا ينبغي على المعطي أن يضاعف عليهم الحاجة، حاجة الأخذ وحاجة الستر..، لذا رغب الله ممن يقرضه أن يجعل قرضه حسناً، يطهره من المنة، لكي لا يتبع ما أعطى بأذى يلحق بنفوس، تؤثّر عليها ولو كان بهم خصاصة...

ذلك وحده السبيل للزيادة في بسطة الخير، وظل الرحمة والرضاء...

فاخفوا عطاياكم.. فإنها من سيواجهكم عند اللقاء بفرحة الفوز.. ونور المغفرة.. فيما يحفظ للآخرين كنف الستر..، وطمأنينته..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد