- لم يكن الهلال بالهلال في الجولتين الأخيرتين من دوري أبطال آسيا رغم تعادله على أرضه وفوزه خارجها أمام الأهلي الإماراتي.. ولم يكن الهلال بالهلال في مباراة الرياض أمام الفتح رغم فوزه على الفتح بثلاثية مقابل هدف.. ولكن الهلال كان الهلال في مباراة مساء الخميس التي جمعته بفريق الفتح وفاز بخماسية رائعة كانت قابلة للزيادة.. فقد عاد الزعيم للتوهج في الأداء والتماسك في الخطوط.. وبحث لاعبوه عن المتعة الكروية والأداء الإيجابي وتنوع الأهداف ومسجليها.. وهذا ما يجعل مهمة أي فريق يقابله الهلال إذا ما كان في مستواه صعبة للغاية وتكاد أحياناً تكون مستحيلة..
- ففي اللقاء الأخير الذي جمع الهلال بالفتح لم يكن الأخير سيئاً فقد أدى الفتح ما عليه وفق إمكانياته الفنية والبدنية وقدم لاعبوه جهداً يشكرون عليه ولكن الفارق الذي حدث في هذا اللقاء هو أن الهلال استعاد توهجه واستعاد لاعبوه أداءهم الإيجابي..
- وهذا ما يجعلنا نرجع قليلاً للوراء ونتذكر لقاء الذهاب الذي أراح فيه جيرتس جميع عناصره الأجانب والمحليين الذين كانوا يشاركون في أغلب لقاءاته.. ولأن خبرة الداهية جيرتس التدريبية تفوق بمراحل ما يفكر به الآخرون فقد أراح جيرتس هذه العناصر ليقينه بأنهم بحاجة إلى هذه الراحة بعد عناء موسم حافل بالعطاء والإنجازات.. وهذا ما كان يحتاجه فعلاً واستعاد الفريق عافيته سريعاً..
- وإذا ما تحدثنا عن اللقاء فلا بد أن نتحدث عن العلامة الفارقة للزعيم.. فإذا كان الهلال يمتلك نجوماً داخل أرض الميدان فإن من يقف خلفهم في المدرجات ويساندهم هم من يحرك هؤلاء النجوم ويشد من أزرهم ويعطيهم الدافع القوي والكبير لتقديم الأداء الذي يليق بوقفتهم الكبيرة والمساندة القوية.. فكعادته لم يخيب جمهور الهلال بالأحساء فريقه فقد حضر بكثافة وساند بحرارة وتحية خاصة نزفها لرئيس مجلس الجمهور بالمنطقة الشرقية العميد محمد اليامي ولجميع المنسقين الذين سهلوا مهمة هذه الجماهير وأعطوا لمستهم التنظيمية الرائعة رغم كثافة العدد إلا أن أهازيجهم كانت موحدة وجمالية أدائهم الرائع في المدرجات لا تقل أداءً عمن داخله فالإبداع الهلالي يتواصل..
- وأخيراً نقول إن ما كان يسعى له الزعيم قد تحقق وهو الفوز في مجمل اللقاءين أمام الفتح بنتيجة كبيرة قوامها ثمانية أهداف مقابل هدف واحد كأكبر نتيجة تتحقق في دور الثمانية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.. والشيء الآخر الذي كسبه الهلال هو أنه جعل من هذا اللقاء استعداداً جاداً للاستحقاق الآسيوي أمام السد يوم الثلاثاء القادم في الرياض.. والذي إذا ما فاز به الزعيم فإنه سيضمن التأهل لدور الستة عشر من هذه المسابقة.. ودمتم في رعاية الله سالمين..
salhirz@hotmail.com *