كتب - عبدالرحمن المصيبيح
أنجز مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام عدداً من المشروعات العلمية والبحثية خلال العام المنصرم (2009)، وجاء في مقدمة تلك المشروعات: «الإستراتيجية الإعلامية لدول مجلس التعاون الخليجية» وهو مشروع ستتقدم به المملكة إلى دول مجلس التعاون، ومن المنتظر أن يتم إقراره في إحدى القمم الخليجية المقبلة.
من تلك المشروعات أيضاً «نظام الإعلام الإلكتروني» الذي سيرفع قريباً عن طريق الجهة المختصة إلى المقام السامي لاستكمال الإجراءات النظامية حيال إقراره وإصداره, وهذا المشروع هو المشروع الأول من نوعه في العالم العربي الذي ينظم تنظيماً شمولياً الإعلام الرقمي الجديد, ويراعي في الوقت ذاته خصوصيات هذا الإعلام, وهناك مشروعات أخرى أنجزها المركز خلال العام الماضي مثل مجموعة «الدراسات التتابعية حول قياس درجات التطرف في المجتمع السعودي», وحول «أداء أجهزة وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات التابعة لها», وحول «مدى تلبية الفعاليات السياحية لمتطلبات الشباب» وغير ذلك من المشروعات البحثية الأخرى.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها د. فهد العرابي الحارثي في لقاء الغداء الذي نظمه مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام يوم أول أمس الخميس في إحدى الاستراحات بمدينة الرياض، واقتصر اللقاء على منسوبي المركز من الإداريين والباحثين والمستشارين، بالإضافة إلى بعض العملاء الذين أنجزت المشروعات المذكورة لحسابهم.
لقاءات مستمرة
وذكر الدكتور الحارثي أن المركز ينوي الاستمرار في عمل مثل هذه اللقاءات بين منسوبيه وعملائه وهو يعد العدة لإقامة احتفال أوسع بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على إنشاء مركز أسبار، وهو الاحتفال الذي سيدعى له جميع من عملوا أو تعاونوا مع المركز في السنوات الماضية، بالإضافة إلى الشخصيات العلمية والسياسية والاجتماعية المهتمة، مؤكداً أن لقاء اليوم ليس سوى لقاء خاص يجمع فقط الأطراف التي ساهمت في إنجاز ما تم إنجازه.
اقتراح من الزملاء
وقال الدكتور الحارثي: إن زملاءه اقترحوا عليه أن يكون هناك لقاء سنوي يقتصر فقط على أسرة (أسبار) وعلى عملاء وزبائن أسبار الذي أنجز لهم خلال العام بعض المشروعات، يتخلله بعض الأمور والمناقشات والدردشة الخفيفة وتبادل الآراء، ولهذا السبب قال رئيس مرز اسبار: إن هناك أصدقاء لأسبار غير مدعوين لأنه ليس لهم علاقة بالمشروعات التي نفذتها أسبار خلال العام الماضي، وبالتالي اقتصر اللقاء على الاخوان الذين شاركوا وساهموا معنا في إنجاز هذه المشروعات، سواء من المستشارين الموجودين في مركز أسبار أو من الزملاء الذين اشتركوا في حلقات نقاش وندوات تحاورية مُركزة في المركز أو بعض العملاء، وهي فكرة جيدة تعطي مدة ساعتين إلى ساعة ونصف في أحاديث جانبية نتبادل خلالها وجهات النظر بدون أي صفة رسمية.
«الجزيرة» والريادة في دعم البحث العلمي
وقد رحب د. الحارثي في كلمته بمشاركة سعادة الأستاذ عبدالرحمن الهزاع المستشار ووكيل وزارة الإعلام للإعلام الداخلي، والدكتور عبدالعزيز الملحم وكيل الوزارة المساعد للدراسات والتخطيط والأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، وذكر بأن وجود الجزيرة في لقاء اليوم له مبررات كثيرة أبرزها أنه يثمن عالياً مساهمة الجزيرة في بعض ما أنجز مركز أسبار أو ما هو بصدد إنجازه، فقد قدمت الجزيرة استشارتين علميتين مهمتين للغاية للمركز وهما تتمثلان في مشاركة علمية للبرفيسور جون هارتمان وأخرى البرفيسور دوجلاس بويد وهما أستاذان زائران استضافهما كرسي الجزيرة للصحافة الدولية في جامعة الملك سعود, هذا فضلاً عن مشاركات أستاذ الكرسي نفسه د. علي بن شويل القرني، وقد أشاد رئيس مركز أسبار بـ»المشتركات» العلمية والإعلامية بين المركز بصفته جهة تعنى بالبحث العلمي وبين الجزيرة كصحيفة رائدة في ناحية دعم البحث العلمي في القطاع الحكومي والأهلي، فلـ(الجزيرة) حتى اليوم سبعة كراسي علمية في الجامعات السعودية، وهي تنوي تدشين الكرسي الثامن عما قريب في جامعة طيبة، وذكر رئيس مركز أسبار بأن المركز يتطلع إلى دعم «المشتركات» الراهنة، والتفكير في «مشتركات» مستقبلية مع الجزيرة.
لماذا خالد المالك..؟!
وتساءل الدكتور الحارثي في كلمته: لماذا دعي خالد المالك من بين رؤساء تحرير الصحف المحلية، فقال: بكل بساطة كلهم زملاء وأصدقاء ولم ندعوهم ؛ لأنه ليس هناك علاقة لهم بلقاء اليوم الذي هو لقاء عائلي بين أسبار ومستشاري أسبار وعملاء أسبار.
بيننا وبين (الجزيرة) شراكة علمية
لكن الأستاذ خالد المالك، رئيس تحرير (الجزيرة) بالإضافة إلى أنه صديق وزميل وعزيز، فهناك نوع من الشراكة العلمية التي نشأت بين أسبار و(الجزيرة)، و أنا أشعر أن هذا يدشن لشراكة علمية أوسع في المستقبل، وأتمنى استمراره بين صحيفة (الجزيرة) وبين مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام.
ولماذا الجزيرة بالذات بين الصحف السعودية؟
وتساءل الدكتور الحارثي في كلمته: لماذا (الجزيرة) بالذات بين الصحف السعودية الأخرى، في هذا المجال؟ ولماذا هذه الشراكة العلمية؟.. مضيفاً أنه فاجأ الأستاذ خالد المالك بهذا الكلام، وهو لا يدري أنني سوف أقول هذا الكلام.
الجزيرة تُموّل سبعة كراسي والثامن في الطريق
لأن صحيفة (الجزيرة) هي الجريدة الوحيدة التي تمول (7) كراسي علمية في سبع جامعات سعودية مختلفة، وقبل لحظات علمت أن هناك جامعة ثامنة وهي جامعة طيبة؛ إذاً هناك قواسم مشتركة في النشاط الذي يقوم به مركز أسبار كمركز بحثي يعتمد على البحث العلمي وبين التطلعات التي تقودها مؤسسة صحفية مهمة مثل مؤسسة الجزيرة.
التسامح يضرب أطنابه في غداء الحارثي
وقبل أن يختتم الدكتور الحارثي كلمته قال: إنه قد يتخلل أجواء العمل بعض الانفعالات وحالات غضب ونحن بشر خطاؤون، لكن ذلك ما هو إلا لحظات ويزول هذا الغضب، حقيقة حصلت مشكلة بيني وبين زميل في العمل، وصديق يعمل في أسبار منذ 14عاماً وحصل نوع من التوتر، وافترقنا قليلا، أنا اليوم في هذا الجو المتسامح أطلب من هذا الزميل العزيز أن يعود إلى عمله يوم السبت القادم، إنه الأستاذ زياد حمّاد، ليقابل هذا العفو والتسامح من الحضور بالتصفيق والتقدير؛ لدماثة الخلق وروعة التسامح من الدكتور الحارثي.
مداخلة وتعليق من الدكتور الحمود
على اثر ذلك أبدى الدكتور عبدالله الحمود سعادته بهذا التسامح الجميل من قبل الدكتور الحارثي، حيث قال الدكتور الحمود في مداخلة وتعليق له: إن الموقف الذي شاهدناه اليوم مع الأخ زياد هو الذي دفعني للكلام. وأهنئ الزميل زي اد بعودته للعمل في أسبار.
وأضاف د. عبدالله الحمود في مداخلة ضافية أنه أحد المستشارين حالياً في مركز أسبار، وقد تعاون مع المركز خلال السنوات العشر الماضية في استشارات ومشاريع بحثية مختلفة ما وثق صلته بالمركز، وما مكنه من أن يكون على اطلاع بكيفية تعامل المركز مع مشروعاته البحثية والاستشارية من حيث الدقة والصرامة والالتزام التام بالتقاليد والأعراف العلمية.
مشروع صحيفة الندوة
وعن مشروع صحيفة الندوة التي كلف مركز أسبار بإعادة تأسيسها نظراً لخبراته في هذا المجال قال الدكتور الحارثي: إن (المركز هو الذي أنجز الدراسات التأسيسية لصحيفة الوطن السعودية قبل ثلاثة عشر عاماً ورئيسه هو الذي قاد فريق العمل الذي أطلق الصحيفة فيما بعد). قال د. الحارثي أيضاً: لقد شكل المركز لمهمة إنجاز الدراسات الاستشارية لصحيفة «الندوة» خمس مجموعات عمل تعكف على إعداد الجوانب الاستشارية للمشروع، وقد حشد لذلك كل ما يلزم من خبراء وباحثين وشركات معنية بالجوانب الإدارية والمالية للصحيفة، وتتكون هذه المجموعات من باحثين وخبراء عالميين وشركات دولية متخصصة. حرصاً على أن تخرج «الندوة» الجديدة بما هو منتظر لها من نجاح وتأثير، ولابد من التنويه هنا بالدعم الكبير والحرص الشديد الذي تلقاه صحيفة مكة المكرمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهو أزاح عنها كل ديونها، وهو أقال عثرتها بالتوجيه وتمويل الدراسات وإعادة الصحيفة إلى سابق أمجادها الإعلامية والتاريخية ليس فقط كصرح إعلامي تاريخي راسخ، ولكن أيضاً كونها صحيفة مكة المكرمة، وقد تولى معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة مهمة المتابعة اللصيقة لإنجاز المشروع ودعمه ورعايته بالتنسيق المتواصل مع معالي رئيس مجلس إدارة الندوة د. محمد عبده يماني.
وذكر رئيس مركز أسبار بأن الجانب الاستشاري من الدراسات سينتهي قريباً جداً، ومن المتوقع أن تتولى الشركة المسئولة عن إدارة الاكتتاب مسؤولياتها في النصف الثاني من الشهر الميلادي المقبل، ثم يبدأ بعد ذلك الجانب التنفيذي للمشروع الذي سيشترك مع مركز أسبار في إنجازه مجموعة من الشركات المتخصصة.
وعندما سئل د. الحارثي عن توقعاته للندوة الجديدة قال: لا أظنكم نسيتم أو ستنسون كيف خرجت إليكم صحيفة الوطن قبل عشر سنوات! وأرجو أن لا تفهموا من كلامي هذا أن «الندوة» ستكون شبيهة بالوطن.. على الإطلاق! فهي لن تكون كذلك لكني أقصد أنها ستهيئ لنفسها مكاناً فسيحاً بين زميلاتها، تماماً كما فعلت الوطن.