كتب - نايف الفضلي:
بدعوة من معالي الأستاذ عبد العزيز العلي التويجري رئيس مجلس أمناء جامعة دار العلوم بالرياض استضافت الجامعة نهاية الأسبوع الماضي صحيفة الجزيرة ممثَّلة برئيس تحريرها الأستاذ خالد بن حمد المالك، ومدير عام المؤسسة المهندس عبداللطيف العتيق، ومدير العلاقات العامة الأستاذ سعد الدوسري، والزميل الأستاذ محمد الفيصل.. حيث كان في استقبالهم رئيس مجلس أمناء جامعة دار العلوم معالي الشيخ عبد العزيز بن علي التويجري، ومدير الجامعة الدكتور عمر الريس، ونائب رئيس مجلس الأمناء الأستاذ عمار التويجري، وعضو مجلس الأمناء مدير عام الشؤون المالية الأستاذ نواف التويجري، وجمع من الإداريين التنفيذيين والأكاديميين من وكلاء ومشرفين وأعضاء هيئة تدريس.
وابتدأت الزيارة بجلسة مفتوحة نُوقشت فيها العديد من القضايا التعليمية بدءاً من كينونة جامعة دار العلوم بصفتها أحدث جامعة أهلية في المملكة، ووصولاً إلى المستجدات في التعليم الجامعي.
حيث استهل الأستاذ خالد المالك الحديث بتعبيره عن سعادته بزيارته هذا الصرح الواعد في تخريج مؤهلين قادرين على دفع عجلة التنمية والتطور لبلادنا، وأكد المالك على شراكة الجزيرة مع جميع القطاعات التي تخدم الوطن، وبالأخص التعليمية منها.. حيث إن رسالة الجزيرة الإعلامية تحتم عليها رصد ومتابعة التطورات والأنشطة في حقل التعليم.
وأثنى معالي الشيخ عبد العزيز التويجري على تلبية الجزيرة لزيارة الجامعة.. وقال إن هذا ليس بمستغرب على مبادرات الجزيرة في حرصها على خدمة كل ما يصب في صالح الوطن، وأكد على ثقل الجزيرة في الساحة الإعلامية في المملكة وما تلعبه من دور في مواصلة دعم توجهات الدولة في رفع الوعي ونشر الثقافة على كافة الأصعدة.
وقال مدير جامعة دار العلوم الدكتور عمر بن محمد الريس من جانبه بأن الجامعة تتوفر فيها إمكانيات تؤكد امتلاكها لعناصر مؤثرة في القطاع التعليمي العالي، حيث أقيمت مباني الجامعة على مساحة تزيد على 120 ألف متر مربع ، وأكثر من 10 آلاف موقف خاص للسيارات.. وأصبحت بذلك وكأنها قرية معرفية أضفت طابعاً على حي الفلاح كحي تعليمي بامتياز، خصوصاً بمجاورتها لعدة جامعات.
وعرج الشيخ عبد العزيز التويجري في حديثه إلى تشريف سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض لافتتاح أسبوع الشجرة بالجامعة نيابةً عن سمو أمير منطقة الرياض، حيث طرحنا عليه مقترح إعادة تسمية الحي إلى اسم ذي دلالية أكثر كونه يتمتع بخصائص لا يمثالها أي حي آخر في مدينة الرياض, والذي أبدى استعداد الأمانة لتطوير الشوارع المحيطة بما يسهّل عملية انسياب الحركة في الحي ويضفي جمالاً على المحيط.
وفي هذا أكد الأستاذ خالد المالك على تلك النقطة حيث دعا إلى إعادة تسمية الحي بما يتناسب مع ما تضمه من صروح علمية وتعليمية، واستند المالك في حديثه إلى تجربة إعادة تسمية حي الياسمين إلى حي الصحافة الحالي.. وذلك خلال افتتاح سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لمقر مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ومبادرته بهذا الأمر الذي نفذ.
بعد ذلك استمع الحضور إلى ما تحدث به مدير الجامعة الدكتور عمر الريس عن جامعة دار العلوم.. حيث كانت الانطلاقة بعد أكثر من خمس سنوات من العمل المتواصل بإستراتيجية واضحة للتكامل التربوي التعليمي تأسيساً لجامعة دار العلوم من خلال شركة دار العلوم للتربية والتعليم التي تمتلك خبرات تربوية تعليمية ميدانية لأكثر من عقدين من الزمان.
ولعظم الرسالة وطموح الرؤية وحجم الاستثمارات تكونت الهيئة التأسيسية بنخبة من الخبراء التربويين التعليميين من داخل وخارج المملكة للعمل على المحاور الرئيسة للمشروع وتحديد التخصصات العلمية وبناء البرامج الأكاديمية ووضع الأسس التقنية.
فانطلق تأسيس الحرم الجامعي بمفاضلة بين أفضل التصاميم الهندسية من داخل وخارج الوطن.. مختبراً قدرتها على تحقيق الأهداف التربوية التعليمية بصورة عصرية.. موفراً يسر الاتصال مع سر الانفصال.. مراعياً كل متطلبات البيئة الأكاديمية الكاملة من المرافق والتجهيزات الحديثة.
وانطلقت مرحلة الدراسات والمسوحات الميدانية مركّزة على واقع التعليم العالي السعودي وبخاصة التعليم العالي الأهلي، وتبع ذلك دراسات متعمقة ودقيقة لتوجهات خريجي الثانوية العامة من الجنسين نحو التخصصات العلمية المرغوبة، ولقد ساهمت هذه الدراسات بشكل مباشر في تحديد التخصصات الأكاديمية المتوافقة مع متطلبات العصر.
وجاءت ورش العمل المتخصصة في مجالات الكليات وتخصصاتها الفرعية بمشاركة أكثر من ثمانين خبيراً في علوم الحاسب الآلي وإدارة الأعمال والحقوق والعلوم التربوية لدراسة المتطلبات الدقيقة للقطاع الأكاديمي وقطاع الأعمال.. وما تنشده تلك القطاعات من مواصفات في الخريج.
وواكب تلك الخطوة تطوير البرامج الأكاديمية والخطط الدراسية، حيث اختارت الهيئة التأسيسية أرقى الجامعات وأفضل الخبرات في تصميم البرامج الأكاديمية.. تحقيقاً للأهداف العلمية العملية ووضع رؤية ورسالة دار العلوم قيد الواقع، لذا فانطلاقة الجامعة تهدف نحو مستقبل متميز وفرص عمل راقية للراغبين في مواصلة التعليم الجامعي من الجنسين تساهم في التنمية البشرية بتعليم عصري وجودة عالمية واعتماد أكاديمي.
وتحت عنوان: جامعة دار العلوم لعلوم تواكب العصر.. تحدث معالي الشيخ عبد العزيز التويجري عن المشوار الذي قطعته جامعة دار العلوم حتى الآن بأنه منذ أن اختار شخصياً طريق الاستثمار في التربية والتعليم وهو يدرك أنه مجال لا يسمح له بالتوقف عن التقدم؛ لأنك إن لم تتقدم تأخرت، لهذا تم افتتاح خمس كليات رئيسة حتى الآن.. هي: كلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي، كلية الحقوق، كلية التربية والتنمية البشرية، كلية هندسة الحاسب وتقنية المعلومات، كلية إدارة الأعمال.
وتميزت الجامعة منذ انطلاقها على تأسيس أول كلية حقوق بالمملكة.. وكونها أول جامعة سعودية أهلية تفتح باب كلية الهندسة للطالبات كالطلاب في ثلاثة تخصصات هي: العمارة والتصميم الداخلي، والتصميم الرقمي.. بالإضافة إلى كلية التنمية البشرية الأولى من نوعها.
ومن جانب آخر حصلت الجامعة على الموافقة النهائية لطرح برنامج الماجستير في القانون التجاري والماجستير في القانون الدولي، ونحن في طور قبول طلبات الالتحاق.
وأكد الشيخ التويجري خلال ذلك أن هذه الاعتمادات سواء لكلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي أو للماجستير يصب مباشرة في متطلبات السوق وحاجة التنمية لكوادر تحمل هذا التخصص وهذه الدرجة في الهندسة أو القانون؛ لأن النهضة التعليمية التي تعيشها المملكة الآن غير مسبوقة، والسوق يفتح ذراعيه لكل خريج في القانون أو الهندسة، وهذا كله قام وفق دراسة متأنية للسوق ومتطلباته ومتطلبات وطموحات شبابنا وبناتنا وحاجاتهم.
وشكر الشيخ التويجري وزارة التعليم العالي على ما تقدمه من دعم للجامعات الأهلية مباركة وتشجيعاً وتيسيراً وتحفيزاً وأكثر من ذلك، فالوزارة تدرك مدى الدور المنوط بها والمسؤولية الكبيرة تجاه شباب الوطن وطاقاته، وتدرك أن دعمها يعود ويصب في مصلحة الوطن عامة ومصلحة الخريجين خاصة، ولا أدل على ذلك من زيارة خاصة قام بها معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري للجامعة يرافقه وفد ضم معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان حيث كان تفهم معالي الوزير ودعمه المشهود والمطلق أكبر دافع تجاوزنا به بعض العثرات البيروقراطية التي لم تستوعب أن من الممكن أن نبدأ بكيان جامعي مباشرة في ظل الاعتمادات الكاملة التي مررنا بها بقدرة واكتمال من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.
وعلَّق الأستاذ خالد المالك على النقلة النوعية التي تحظى بها بلادنا في العلم والمعرفة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والحكومة الرشيدة، وأثنى في ذلك على وزارة التعليم العالي وما لديهم من مرونة مشهودة وخطوات رائدة متتابعة تخدم الوطن، وما برنامج الملك عبدالله في الابتعاث الداخلي ومكرمة قبول 50% من مجموع الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص في جامعات المملكة على حساب الدولة، إلا خير دلالة على تلك التوجهات العظيمة.
وفي ذلك أكد مدير الجامعة الدكتور عمر الريس بأن لدى الجامعة حتى الآن 150 منحة من وزارة التعليم العالي، وتعمل على زيادة النسبة طردياً مع عدد الملتحقين بالجامعة، بالإضافة إلى برامجها الخاصة للمنح وهي: برنامج الشيخ عبد العزيز بن علي التويجري للمنح التعليمية، وبرنامج منح مدارس دار العلوم الثانوية.
وتساءل المهندس عبداللطيف العتيق مدير عام مؤسسة الجزيرة عن كيفية معالجة قضية شائكة، وهي تأهيل خريجي الثانوي للالتحاق بالجامعة، خصوصاً في ظل تخريج دفعات كبيرة بمستويات مختلفة كل عام بلغت حوالي 350 ألفاً العام الماضي.
ويجيب الدكتور الريس بأن الجامعة حرصت كل الحرص على أن تكون السنة التحضيرية الأولى على أعلى المعايير التي تدعم الطالب وتصقله وتؤهله لأن يكون قد حظي بالمهارات والاستعداد لخوض غمار الدراسة الجامعية كاملة بعد ذلك، فهناك تفاوت معروف في توافق مخرجات المرحلة الثانوية مع متطلبات الجامعة نحاول بجهد أن نعالجه، وبحسب دراسة أجرتها شركة أرمكو السعودية فإن مستوى طلابنا يقلون بنسبة 70% عن المستوى العالمي في بعض المواد الرئيسة كالرياضيات والفيزياء، لذا نوفر بيئة تعليمية جادة تسمح بإعادة تقويم من يحتاج إلى ذلك من طلبة السنة الأولى.
وأشار إلى أنه من دلالات نجاح هذه السياسة ارتفاع عدد الملتحقين بالجامعة إلى أكثر من الضعف خلال سنة واحدة، من 300 طالب إلى أكثر من 720 طالباً حوالي 70% منهم طالبات، بالإضافة إلى أن معدل الانسحاب أقل من 5% ممن رسبوا في اختبارات السنة التحضيرية.
وأشار المالك تعليقاً على ذلك إلى أن الحاجة الفعلية هي إلى كليات تخصصية تسهم في ملء احتياجات الوطن من أكفاء ومؤهلين يسدون النقص الكبير الذي نحتاجه، لذا ليس لنا حاجة في كليات تشبَّع منها البلد.. وفي نفس الوقت تظلم خريجيها حين بحثهم عن فرص العمل واستثمار تعليمهم.
وفي سؤال ل(الجزيرة) عن مدى فلسفة الجامعة مقارنة بالجامعات الأخرى، أكد مدير الجامعة الدكتور عمر الريس بأن الحرص كبير على أن يحظى الخريج بحمل فلسفة متميزة يفتخر بها ويُفخر به، فلقد استفادت جامعة دار العلوم من الخبرات السابقة بالجامعات.. ليكون خريج جامعة دار العلوم جامعاً لكل الخبرات المحصلة بكل الجامعات الأخرى في نفس التخصصات، إضافة إلى الوسائل التقنية المستخدمة بالبيئة الأكاديمية.
عقب ذلك أخذ وفد الجزيرة جولته الموسعة بين أروقة الصرح الجامعي المتميز يتقدمهم الأستاذ عمار التويجري نائب رئيس مجلس الأمناء، حيث أوفى بالعديد من التفاصيل والإجابة على تساؤلات الوفد أولاً بأول.. مما يعكس مدى حرص الإدارة على معالجة كافة تفاصيل الجامعة، وابتدأت الجولة بتفقُّد كلية البنات التي تميزت بتصاميمها الداخلية والخارجية ومساحاتها التي توفر القبول النفسي وتُعين على نهل المعرفة، واطلع الوفد على مختلف مرافق الجامعة بدءاً من القاعات الدراسية المتطورة التي تشتمل على أعلى معايير التعليم الجامعي العالمية من أحدث الأجهزة المتطورة في عرض المعلومات والبيانات والاتصال والتي توفر بيئة رقمية عالية الاتصال تربط الحرم الجامعي بكل نقاطه، وبين الأثاث الفصلي المستورد الذي يوفر أقصى درجات الراحة الجامعية.
وقام مدير إدارة التقنية بشرح مفصل عن مكنونات القاعات الدراسية وخدماتها العملية التعليمية.
تلا ذلك مشاهدة عدة قاعات دراسية بأساليب تنظيمية مختلفة بحسب المادة المدروسة، بالإضافة إلى قاعات الاجتماعات الطلابية.. بالإضافة إلى نقاط الاستراحات الطلابية، مروراً بكلية البنين القائمة بنفس المستوى.
بعدها انتقل الوفد إلى المركز الثقافي الذي يضم مسرحاً نموذجياً يسع لأكثر من 1300 شخص وبمواصفات عالمية.. تلا ذلك زيارة إلى قاعة المحكمة الصورية لتدريب طلاب وطالبات الحقوق وإعطائهم التصور الكافي عن واقعية العمل القضائي والقانوني، وشرح ذلك الدكتور محمد البديرات المشرف العام على كلية الحقوق وبرنامج الدراسات العليا.
وزار الوفد المركز الرياضي الذي يضم أجهزة ومعدات متكاملة من ترفيه وملاعب ومسبح وأجهزة تدريبية وقاعات رياضية متخصصة.
واطلع الوفد على المكتبة المركزية التي تضم حتى الآن أكثر من 10 آلاف كتاب وفي نمو وزيادة مطردة حيث تعمل على خدمة روادها على أعلى المقاييس.. بالإضافة إلى المكتبة الإلكترونية.
وختمت الجولة بإطلاع الوفد على مفاصل الدعم التقني والفني للجامعة، حيث قام اختصاصيو هندسة الشبكات والاتصالات بشرح وافٍ عن الإمكانيات التقنية التي تملكها الجامعة.
وضم هذا الحرم بالفعل كل ما يحتاجه الطالب أو الطالبة للتعلُّم أو التدريب أو النشاط من معامل لغة وحاسب آلي وعيادة طبية بطاقم طبي ومركز تدريب واستشارات ومطاعم ومقاهٍ.. بالإضافة إلى جامع يتسع لأكثر من 4 آلاف مُصلٍ.
ورغم تعدد وتنوع هذه الأقسام إلا أن الجامعة حرصت على الالتزام بالقيم الاجتماعية والضوابط الشرعية، فحافظ الحرم الجامعي على استقلالية قسم البنات بمرافقه وخدماته الأكاديمية ومناشطه التدريبية مع سهولة الحركة المكيفة داخلياً وخارجياً.
وفي نهاية الزيارة سجل الأستاذ خالد المالك والمهندس عبداللطيف العتيق انطباعاتهما عن الجامعة في كتاب ضيوف الجامعة بكلمة بخط اليد.. وبعد ذلك قام معالي الشيخ عبد العزيز التويجري باسم الجامعة بإهداء درع الجامعة للأستاذ خالد المالك.