تأليف: إيرا تشالف
لا يوجد مدير بلا مرؤوسين، ومع ذلك ينصب الاهتمام على القيادة ودورها، ويبقى التابعون في الظل، لا يراهم أحد. أثبتت دراسة العلاقة التنظيمية بين الرئيس والمرؤوس وجود تباين كبير في أنماط الاتصال التنظيمي، ولكن النمط الشائع هو الذي يمسك فيه الرئيس بكل الخيوط، ويكون الاتصال دائماً في اتجاه واحد: من الرئيس إلى المرؤوس، فالرئيس دائماً على حق؛ ولا يجب مناقشته فيما يقوله أو يفعله، إنه الأب يعامل أطفاله، وهو يرى ما لا يرونه، ويعرف ما لا يعرفونه؛ وعليهم الطاعة، ذلك النمط يلغي رد الفعل الصادق والأمين عن مدى حسن أو سوء استخدام سلطة الرؤساء، ويقضي على إبداع ومشاركة المرؤوسين في تحسين أداء منظمتهم.
العلاقة بين الرئيس
والمرؤوس الشجاع
تقوم العلاقة التنظيمية بين الرئيس والمرؤوس في صورتها المثلى على أسس من الاحترام المتبادل والأمانة والإخلاص، حيث تمثل القيم الجوهرية للمنظمة مراكز الدائرة التي يتحرك فيها الرؤساء والمرؤوسون، ويجب ألا يحتل المدير هذا المركز فيتحول المرؤوسون إلى توابع تدور في فلكه، أو أن يكون هناك هدف شخصي للرئيس أو المرؤوس تتوجه كافة الأنشطة لتحقيقه، فعندما تصبح قيم المؤسسة هي الغرض المشترك والأساسي الذي يجمع بين الرئيس والمرؤوس، يتحقق النجاح.
ولاء المرؤوس الشجاع
لم يعد ولاء العاملين منصباً على صاحب العمل، حيث العلاقة مباشرة وشخصية، اليوم ينظر لولاء المرؤوس الشجاع من زاوية الثقافة التنظيمية لمؤسسته: أهدافها ومنتجاتها وقيمها، ومن زاوية العدالة والأمانة، ويساعد الرئيس والمرؤوس كل منهما الآخر في التمسك بهذا الولاء.
شجاعة المرؤوس
الشجاعة هي العامل الأساسي في توازن علاقات القوة، فالتابع الذي لا يخشى التعبير عن رأيه بالرغم من إدراكه لسلطة رئيسه، يملك مصدراً كبيراً للقوة.
قد يكون الصمت هو الاختيار الآمن، لكنه ينزع الحيوية من علاقتك برؤسائك وزملائك، ويحولك إلى مجرد صدى لأصواتهم يلجأون إليه عند حاجتهم لمن يؤيدهم.
المصدر الأساسي للشجاعة هو الثقة بالنفس، التي تنبع بدورها من رؤيتنا الإيجابية لأنفسنا، ولدورنا في الحياة، وإيماننا بقيم المجتمع، والتزامنا بسياسات المنظمة.
- توازن القوى
الرئيس الذي يستأثر بالسلطة في يده يحول مرؤوسيه إلى حطام تحت وطأة ممارساته التعسفية، فلا يفكرون في منظمتهم أو في أنفسهم، ويفشلون في أداء أعمالهم. وهنا يدرك المرؤوس الشجاع أنه ليس ظلاً لرئيسه، وأنه يمتلك قوة خاصة به، قوة الغرض المشترك والمعرفة والمهارة. تحتاج المحافظة على التوازن في العلاقة بين الرئيس والمرؤوس إلى الثقة المتبادلة، فيسارع المرؤوس إلى تنبيه رئيسه كلما لاحظ إساءة في استخدام السلطة.
- علاقة ناضجة
يدعم المرؤوس الصفات الجيدة في رؤسائه، ويقاوم نواحي الضعف والقصور في سلوكهم، ويساعدهم على التخلص منها أو التخفيف من آثارها.
- الثقة المتبادلة
تعتبر الثقة المتبادلة بين الرئيس والمرؤوس أساساً للعلاقة التنظيمية، وبدونها تنهار أركان هذه العلاقة. تدعو هذه الثقة إلى تقدير المرؤوس الشجاع لقرارات رئيسه، أما يرى الرئيس مرؤوسه أهلاً للثقة في كل ما يسند إليه من مهام.
المرؤوس الشجاع يسعى دائماً إلى تنقية هذه العلاقة وإزالة الشوائب عن طريق الاتصالات المباشرة، لكي لا تضعف تلك الثقة أو تتلاشى نتيجة تفسير خاطئ لقول أو فعل معين.
عدد الصفحات Pages: 194.
الرقم الدولي للكتاب ISBN: 1-881052-66-4.