بدأت بـ21 موظفا ووصلت إلى أكثر من 1200 موظف واتسع حجم أعمالها ليتجاوز أسواق البورصات العربية إلى أسواق خارجية مثل الهند وإندونيسيا في مجال تقديم الخدمات لأسواق البورصة إنها شركة مباشر التي تقدم تجربتها هنا كواحدة من الشركات السعودية التي تعتمد على اقتصاد التقنية والمعلوماتية ومن خلال هذا الحوار مع الدكتور وليد رشيد البلاع الذي واكب تأسيس مباشر منذ كانت فكرة حتى اليوم.
الجزيرة - عبدالله البراك
«مباشر» كيف بدأت وما هي الصعوبات التي واجهتكم ؟
بدأنا في مصر عام 2000 وكانت تلك الفترة تشهد تطور الدوت كوم والمواقع الإلكترونية وأنشأنا موقعا يحاكي موقع Yahoo وطورناه إلى أن أصبح أكبر موقع عربي من حيث الزيارات ولكننا تعرضنا إلى عقبة وهي أن هذا الموقع لايحقق أي دخل لنا إذ لم تكن الإعلانات على المواقع الإلكترونية مرغوبة في ذلك الوقت.
وكنا في ذلك الوقت نطور موقع البورصة المصرية ونسقنا مع البورصة المصرية لكي نحصل على بيانات الأسعار وقمنا بإنشاء شاشات خاصة بنا ونالت إعجاب الزائرين وتوجهنا إلى بيع شاشات الأسعار إلى الزبائن وكنا في تلك الفترة وصلنا إلى مرحلة التفكير الجدي في إغلاق الموقع ولكن بعد أن شاهدنا نجاح شاشات Stocknet، وكان ذلك في عام 2000م وبعد أن شاهدنا النجاح الذي حققناه في مصر قررنا أن ننقل التجربة إلى المملكة وكنا نقوم بتطوير موقع تداول وطلبنا منهم أن يتم تزويدنا بالأسعار وبعد أن تأكدت تداول من حجمنا وقوتنا كشركة وافقت على منحنا الأسعار وفي عام 2003 مرحلة تطوير البرنامج لم يكن هناك عملاء بالحجم الذي تراه الآن ففي تلك الفترة كان عدد العملاء لا يتجاوز الـ2000عميل إلى 3000 عميل ولا يغطون حجم التكلفة، وكانت تلك الفترة بداية طفرة سوق الأسهم وتفاجأنا خلال شهر بارتفاع عدد العملاء من 3000عميل إلى 10000عميل وبعد ذلك واصلنا تطوير المنتج مما ساهم في زيادة عدد عملائنا حتى وصل في نهاية 2005م إلى مايزيد عن 450 ألف عميل وهذا في المملكة فقط.
كيف كانت المنافسة وهل امتلكتم امتيازا خاصا؟
لم تكن هناك منافسة حتى أنه لم يتقدم للحصول على الرخصة من تداول منافس آخر إلا في نهاية 2005م تقريبا وهذه فترة كافية لكي نطور برامجنا ونوسع قاعدة عملائنا.
ولم يكن هناك أي امتيازات خاصة لمباشر فالحقيقة أن الأسعار لم تكن توفر إلا من قبل البنوك إلى أن قدمت مباشر فكانت أول شركة تقدم الخدمة مع هذه البنوك فقد كنا أول شركة تتقدم بطلب الرخصة وكما ذكرت لك لم يتقدم أحد للحصول على الرخصة إلا في عام 2005م وفي تلك الفترة لم يكن هناك اتجاه إلى تقنية المعلومات وكانت شركة مباشر هي الرائدة والأبحاث العلمية أثبتت ذلك.
وقد صدر بحث من مدينة الملك عبدالعزيز لتقنية المعلومات جاء فيه أن من أسباب تضاعف مبيعات أجهزة الحاسب الآلي هو مباشر.
وقد قدمنا الخدمة على الهاتف ودعني أوضح نقطة المنافسة جاءت متأخرة وكما ذكرت لك إننا خلال الفترة التي سبقت دخول المنافسين عكفنا على تطوير البرنامج والعملاء اعتادوا على البرنامج خاصة أنه كان سهل الاستخدام وسريع في إيصال الأسعار وهذه أكسبتنا ميزة نسبية.
إذا مباشر بدأ كفكرة مشروع صغير والآن ما هو حجم التطور؟
هنا أفصح لك عن سر وهو أننا في أول سنة وصلنا بالتفكير إلى إغلاق الشركة فقد كانت مصاريفها مرهقة وتصل إلى الخسارة وفي عالم تقنية المعلومات قد تطلق عشر منتجات ولا ينجح إلا واحد خاصة وأن الأبحاث تستمر وتستنزف أموالا وكنا مترددين لكن مع ارتفاع سوق الأسهم بالمملكة بدأ الناس بالتعرف على مباشر وهذا ما أنقذ مباشر وأبقاه لنراه في حجمه الحالي.
كانت البداية 12موظفا عام 2000م ومع التطور وصل عدد الموظفين الآن إلى مايزيد عن 1200 موظف. وعدد المبرمجين إلى 400 مبرمج.
والآن فيها مباشر للأخبار وعدد كبير من الخدمات وهم يعملون على موقع العرض وموقع خادم الأوامر للبنوك ونحن في كل بلد نتواجد فيه يكون هناك مبرمجين متواجدين لخدمة السوق في ذلك البلد فنحن موجودين الآن في الأسواق الخليجية والعربية وفي الهند وغيرها من البلدان.
كيف دخلتم السوق الهندي وأنتم تعلمون أن الهند بلد متقدم في تقنية المعلومات؟
الهند صحيح أنه بلد يتميز بتقنية المعلومات ولكن عندما دخلنا إلى السوق الهندي ملكنا ميزة نسبية وهي أن تقنيتنا أحدث بمراحل مما أسهم في انخفاض تكلفتها وصيانتها بينما كانت التقنية لدى المنافسين قديمة نسبية وعالية التكلفة وكذلك تكلفة صيانتها، أضف إلى ذلك أننا في بدايات 2005م انطلقنا إلى السوق الخليجي ثم العربي وقدمنا خدمات في التقنية كانت الأحدث.
وأين يتواجد المبرمجين، خاصة وأنكم تمتدون من المغرب إلى إندونيسيا؟
كما ذكرت لك أن في كل بلد نتواجد فيه هناك مبرمجين كما أننا أنشأنا مراكز في الهند وفي باكستان وفي سيرلانكا كما أن لدينا في مصر أكثر من 70 مبرمجا وكذلك لدينا في دبي وغيرها من البلدان التي تواجدنا بها عدد من المبرمجين.
كوسطاء بدأتم خلال 2006م أين تقعون في خارطة الوسطاء؟
نحن الوسيط رقم واحد في دبي وفي مصر بدأنا مع النصف الثاني من العام الماضي وقفز ترتيبنا من الـ120 إلى 40 ونحن بشكل يومي نتقدم.
وفي المملكة نحن نرى أنه من الخطأ الدخول ومنافسة عملائنا من الوسطاء فهم عملاء لنا والعميل شريك لنا في النجاح..
دعنا ننتقل إلى عدد التنفيذيين في مباشر كم يصل عددهم؟
طبعا التنفيذي هو من يستطيع اتخاذ القرار في مجال عمله دون الرجوع إلى من هو أعلى منه إلا في حدود معينة ووفقا لهذا التقسيم فيمكني القول أن لدينا في مباشر ثماني موظفين تنفيذيين منهم اثنان يعتبران من كبار التنفيذيين.
ماذا عن بقية الشركات التابعة للمجموعة ؟
بالنسبة للمجموعة الوطنية لدينا 14 مديرا تنفيذيا أضف إلى ذلك أن مدير كل شركة تابعة هو تنفيذي وكذلك مدراء الإدارات، طبعا هناك تنفيذيون مرجعهم مجلس الإدارة وهناك آخرون مرجعهم التنفيذيون من الدرجة الأعلى.
في فترة من الفترات كان توظيف التنفيذيين يعتمد على الحصول على شهادة معينة هل توافق على ذلك؟
الشهادة أحد العوامل الموصلة ولكن الخبرة وتطوير المهارات هو الأساس.
دعني أنتقل إلى نقطة وهي أن بعض الأقسام لا تكون مسهمة بشكل مباشر في مداخيل الشركة مما يتسبب في ضعف المكافآت لموظفي هذا القسم فما هو الحل من وجهة نظرك؟
نحن في الشركة لا يوجد لدينا أي قسم غير مربح فعلى سبيل المثال قسم المحاسبة يأخذ عمولة من الأقسام والشركات الأخرى ولو أننا لم نعمل ذلك من البداية لفقدنا التطوير في قسم البرمجة مثلا ومن خلال تقدير حجم مساهمتهم في الأرباح يمنح القسم كاملا نسبة من الأرباح تقسم على الموظفين بناء على مساهمتهم في العمل.
إذاً الأقسام داخل الشركة تعمل بشكل مستقل؟
كل الأقسام في الشركة تهدف إلى تحقيق الأرباح ولا يوجد لدينا أي قسم غير ربحي فمثلا عندما يحضر الموظفين نملك مساكن خاصة بنا في الشركة نقوم بتأجيرها على الشركة وفقا للأسعار الفندقية وبذلك لا يوجد لدينا أي قسم إلا ويحقق أرباحه من خلال عمل الشركة حتى قسم الشؤون الإدارية يهدف إلى تحقيق الأرباح.
دعني أسالك عن ارتفاع رواتب التنفيذيين ألا ترى أنها مجحفة بحق الملاك؟
هي معادلة فلو فقدت هذا التنفيذي كم ستفقد من الأرباح وهو بالنهاية لا يأخذ إلا حق مكتسب له وهذه عملية قياسها سهل فهذه المكافآت مرتبطة بنمو الأرباح.
إذاً أنت مع المكافآت العالية؟
الملاك يقدرون حجم هذه المكافآت وفقا لحجم الأرباح والنمو الذي يسهم فيه هذا التنفيذي وصدقني لن يحصل على هذه المكافأة إذا تسبب بخسارة.
هناك شركات تعاني من خسائر وتمنح مكافآت للتنفيذيين؟
هذا التصرف خاطئ من وجهة نظري فالمنطق أني لن أكافئ شخصا خسران.
إذاً أنت تربط المكافأة بالأرباح؟
طبعا هناك عامل آخر وهو كفاءة الشخص كما أنه يحصل على مكافأة تربط بمثيله في الشركات الأخرى، كما أنك يجب أن تراعي أن هناك من سيأخذ هذا الشخص إذا أنت لم تقدم له العرض المناسب فهم عملة نادرة يصعب الحصول عليها.
هل هم فئة نادرة في المملكة؟
لا على الصعيد العالمي وصدقني أنهم حصلوا على هذه المكافآت بناء على عملهم وإسهامهم في نمو الشركات التي عملوا بها.
عملية المكافآت المتسارعة بالتزايد ما تعليقك عليها؟
هي مضرة بالاقتصاد وهذا ماحصل في الأزمة العالمية ولكن الظروف تفرضها فمثلا عندما بدأ بنك البلاد في العمل عام 2005 استقطب موظفين من البنوك الأخرى واضطر لأن يمنحهم مميزات أعلى مما أسهم في رفع رواتب هؤلاء الموظفين وهذا ما حصل عندما دخلت شركة زين وكذلك غيرها من الشركات وأنا كموظف عندما يأتيني عرض من شركة جديدة هناك نسبة مخاطرة تتقلص النظرة إلى هذه المخاطرة مع فارق الراتب، فهي مضرة بالاقتصاد ولكنها طبيعية في أي سوق ينمو والمتابع للسوق المصري كان يلاحظ حصولهم على رواتب عالية في حقبة كان السوق ينمو ولكن بعد انهيار السوق بعضهم انتقل إلى مهنة أخرى والبعض الآخر تقلص راتبه إلى نسبة وصلت إلى 10% مما كان يحصل عليه في تلك الفترة وهذا منطقي وهذا ما حصل في الولايات المتحدة والعديد من الدول.
أرى أنك اعتمدت بتقييمك على الأرباح ولم تذكر المساهمة في النمو المتزن؟
لا طبعا الأرباح عامل ولكن النمو هو الأساس وهناك عوامل أخرى مثل قبول الزبائن وغير ذلك وأعود لأقول لك أنك من خلال مشاهدتك للشخص تعرف بأنه سيكون أحد التنفيذيين بالشركة لأنه يعرف الخطوات اللازمة لذلك.
دعني أعود للحديث عنك وبدايتك مع مباشر؟
بدأت ككبير المستشارين في مباشر عام 2002م وفي 2003 توليت إدارتها بشكل كامل حتى العام الماضي وخدمتني تلك الفترة وأنا قبل أن أعمل بالشركة كنت عضو مجلس إدارة بها.
ماذا عن المرتب الذي كنت تتقاضاه؟
مقارنة بأقراني كنت أتقاضى مرتبا عادلا وكما ذكرت أنا أحد الملاك، وتضاعف خلال الفترة ست مرات مع نمو أرباح الشركة ولم تأتِ هذه الزيادات بقرار مني ولكنها كانت تأتي من أعضاء مجلس الإدارة والذين كانوا يقيسون ذلك بتطور الأعمال ونموها.
قلت إنك عملت في مباشر إلى العام الماضي فأين اتجهت؟
أنا لا زلت نائب رئيس مجلس الإدارة في مباشر وعضو مجلس إدارة شركة أبناء رشيد البلاع وانتقلت للعمل الآن كرئيس تنفيذي لشركة هذلا للتطوير العقاري.