Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
معاناة الجماهير الصفراء تستمر بعد مواجهة زعبيل
زغبي تبدد (الأحلام) النصراوية.. و(الثرثرة) أضاعت اللقب

 

كتب - فيصل المطرفي

لا جديد.. خسر النصر وودع طريق منصات التتويج في كلاكيت متكرر خلال السنوات العشر الماضية، وفي هذه المرة كانت الحسرة لكل السعوديين كونه يمثلهم في منافسات دورة الخليج التي خرج منها الأصفر البراق على يد وصل الإمارات الذي أطاح بكل الأمنيات النصراوية وأجبره على العودة للرياض بخفي حنين.

ذكرت في إحدى المقالات هنا في (الجزيرة) بتاريخ الخامس عشر من يناير الماضي، بأن النصر فريق يتطور ولكن تبقى مشكلته الأزلية بأنه يفكر كثيراً في منافسه الهلال ويبحث عن أي (هزة) في الفريق الأزرق ليتغنى بها، وحينها شددت بأنّ الفريق النصراوي حتى يتمكن من تحقيق آمال محبيه يجب أن يبعد الفريق الهلالي عن حساباته، كون الأخير حلّق في سماء الإبداع وانتزع الألقاب بكافة مسمياتها ولامس سقف الخمسين بطولة، بينما النصر يترنح من أجل إثبات الوجود وسط حسرة جماهيرية كبيرة.

لب الموضوع يتركز فيما حدث في الأسبوع الماضي، وهو ما يؤكد صحة ما ذهبت إليه من اجتهاد ومراقبة للحركة الصفراء عبر وسائل الإعلام، فبعض المحسوبين على النصر خرجوا عبر منابر الإعلام بصوت مسموع و(ثرثرة) مزعجة وتركوا إبداع الأصفر في مواجهة الذهاب أمام وصل الإمارات، واتجهوا نحو (زغبي) التي وضعت حداً للاجتهادات، وأثبتت تفوق الهلال بالجماهيرية، وحاولوا ب(الصراخ) الذي لا يجدي ولا ينفع أن يجعلوا جماهيرية النصر في المقدمة، رغم سنوات الجفاف التي تواصلت، وكانت هذه المرة من دبي (دار الحي)!

ونأخذها هنا كفرضية تحت سياق (الخيال) أو (الأحلام) العابرة ونقول بأنّ النصر استطاع أن يتفوق على جميع الأندية بالجماهيرية، فما الذي سيستفيده الأصفر العاصمي والفريق الأول يتلقى الهزائم تباعاً حتى أضحت الإخفاقات عنواناً له أينما حل ؟! فالمفيد في أعين كل العقلاء أن تترجح كفة الفريق وتتوهج داخل الميدان ومنها تزداد الجماهيرية، كون الأهم هو اعتلاء منصات التتويج وتحقيق الألقاب والإنجازات!!

والسؤال هل تتويج النصر بالجماهيرية الأكبر سيقوده لبطولة الدوري السعودي التي حققها آخر مرة قبل 16 عاماً؟؟ أم ستزفه إلى بطولة كأس ولي العهد التي ودعها الفريق النصراوي قبل أكثر من 30 عاماً؟؟

دون أدنى شك إنّ الصوت (العاقل) سيرفض هذه الاجتهادات والأرقام المزيفة، وسيسعى إلى السير في نهج البحث عن التفوق النصراوي الذي لن يطل على الرياضيين إلا في حالة واحدة، عندما يترك ملاحقة (نادي القرن الآسيوي) ويفكر جلياً بكيفية صناعة فريق يقارع الأبطال على الذهب والبطولات دون الالتفات إلى أي منافس والعبث في أمور هامشية!

المحسوبون على الإعلام السعودي وعلى النصر على وجه الخصوص، شككوا كثيراً في جماهيرية صاحب الـ50 بطولة ولم يتفرغوا لفريقهم الذي عانق الـ21 لقباً، مما تسبب في خسارة كبيرة من وصل الإمارات فبعضهم حاول العزف على وتر أم صلال القطري الذي كسب الهلال الموسم الماضي وفتشوا في ملف الجماهيرية، وتناسوا دعم كل من يمثل الوطن، فعاد النصر من (زعبيل) بورقة (الخروج) من الاستحقاق الخارجي التي ملأت الدفاتر الصفراء ضمن باب (الإخفاقات)!

خروج النصر من حسابات البطولة الأسهل على النطاق الخليجي كان أمراً محبطاً لكل السعوديين، بيْد أنه كان طبيعياً لأشخاص أغفلوا دعم ممثل الوطن وبحثوا عن أي (سكة) للتقليل من هلال أسر القاصي والداني، فهؤلاء (المرضى) الذين أساءوا لكل المنتسبين للرياضة السعودية تفرغوا لإحصاء عدد المشجعين في لقاء النصر بالوصل الذي احتضن وقائعه استاد الملك فهد الدولي، ومن خلاله استهدفوا جماهيريه الهلال فقط من خلال إحصائية (زغبي) التي أرهقتهم، وأطلقوا التصاريح والأحاديث الرسمية بأنّ صور لقاء الذهاب سيتم بعثها للشركة الأم (زغبي)، علاوة على ركضهم الحثيث نحو التقليل من تهنئة رئيس الاتحاد الدولي السيد جوزيف بلاتر للكرة السعودية والآسيوية وللهلال على حصول الأخير على لقب نادي القرن على مستوى القارة الآسيوية، ونشكر الله بأنهم لم يذكروا بأنه من سكان (العصارات) بالرياض سابقاً وميوله زرقاء!

هؤلاء لم يعرفوا لغة الانتصارات، وواصلوا السياسة النصراوية القديمة التي أبعدته عن منصات الذهب والتتويج، وترتكز على ملاحقة الإنجازات الهلالية وفتح صفحة (التشكيك)!!

رسالة ..!

رئيس النصر الرائع الأمير فيصل بن تركي سيحقق تفوقاً باهراً، متى ما أبعد عن ناديه تلك الآراء والأطروحات التي ظلت تتابع الأزرق وتركت البحث عن تطور الأصفر، فسموه قادر على قيادة النصر لمنصات التتويج، بإعادة صياغته، والبحث عن (فكر) محترف وأسماء مفيدة ترفع شعار (يعيش النصر ولا يسقط غيره)، وان يستمر في العمل على تطوير الفريق، فيجب أن لا تكون خسارة الخليجية نهاية المطاف، بل المفترض أن تكون محفزاً للاستمرار في تطوير الفريق، لاسيما أن النصر تنتظره مشاركة هامة الموسم المقبل في دوري أبطال آسيا بعد طول غياب عنها.

قبل نقطة السطر الأخير:

قال أستاذ الكلمة العذبة الأمير الشاعر سعود بن عبدالله في إحدى روائعه:

العنا وش هو العنا ...

غير انتي وجروحك وانا..!!

ولسان حال الجمهور النصراوي بعد الثلاثاء المشؤوم يردد مخاطباً فريقه:

العنا وش هو العنا ...

غير انت واخفاقاتك وانا..!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد