Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
لما هو آت
التضاد...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

تحتكم أساليب الناس في التعامل مع التضاد في حياتهم إلى مفاهيمهم, وثقافتهم، وعاداتهم، فالعربي الذي تجذرت فيه عادات «التَّطير» إما تفاؤلاً أو تشاؤماً، لا يزال حتى اللحظة يتشاءم من الغراب، يحل بفرع شجرته، أو الكلب, ينبح في ظلمة ليلته، أو البومة، تضل دربها فيكون جدار داره متكأ لها حتى تعاود الرحيل.., بينما الغراب، والكلب, والبومة كلها مخلوقات الله, لا تملك ضراً للإنسان ولا نفعاً.., ويظل كذلك يحمل من جاهليته، ما يجعله يسدل على القصير، صفة الطويل, موعزاً إلى الطول مكانة لا قامة، وعلى الأسود أبيض إلماحاً لبياض دخيلته لا بشرته..,.. ويظل للتضاد محورية التحكم في تصرف الإنسان، بحسب ثقافته ومفاهيمه, وعاداته وأعرافه, مهما تقدمت به مراكب كل هذا، ومهما تدخل من تغيير, في نمط معاشه وسلوكه،.. إلا مصطلح «الحرية»، ومصطلح «القيد» فإنه يحيطهما بدائرة كبرى، ويُعنى كثيراً بهما, في مجال حياته الاجتماعية الراهنة، بما أخذت معه، تنفرج وتضيق بضديهما معاملاته، إذ انفرجت عنده للحرية كل السبل، وانحصر لديه في موضوعات المرأة مفهوم القيد،...

وبينما المنطق الصواب هو, أن كل حرية بلا ضوابط انفلاتٌ، وكل قيد بلا أسباب تعطيلٌ، فإن هذا العربي في مجتمعاته، لا يزال في مرحلة مخاض بين الخروج من عنق زجاجة رواسبه المفاهماتية، وبين تعامله مع مستجدات انبهاراته بما تلقَّنه، فهو في تضاد..لأي الاستشراف من وضاءة المفهومين، أو منحدر هوَّتهما سيركب..؟ هذا ما ستجلِّي عنه منجزاته الإبداعية، والثقافية، والمعرفية، والفكرية، وسلوكه العام ومظاهر ما ستسفر عنه أساليب معاشه، وأنماطه منتجاته الآتية..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد