ناجحة في جميع أعمالها، يشهد لها بذلك كل من يعرفها، فهي متميزة في طبخها، ممتازة في نظافة بيتها، مبدعة في تربية أبنائها، لا تجارى في علاقاتها مع من حولها، محبوبة بين جيرانها، ولكنها فاشلة - بما تعنيه هذه الكلمة - في تبعلها لزوجها، لأنها لا تهتم بما يريده الزوج من زوجته، ولا تعتني بما يحتاجه الرجل من شريكة حياته، ولا تكلف نفسها بما يعف زوجها، لا تقتطع من وقتها لخصوصياته، ولا تبذل من جهدها لما يكون سبباً في راحة نفسه، فنجاحها وتميزها على حساب سعادته وراحته، لا يرى زوجها زينتها إلاّ عندما تريد الخروج لمناسباتها، ولا يسمع ضحكاتها إلاّ عندما تزورها إحدى صديقاتها، ولا يشعر بأنوثتها إلاّ عند طلباتها، لمح لها وصرّح ولكنك قد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهو في حيرة من أمره وأمرها، وخاصة أنه يسمع من بعض زملائه صوراً من اهتمام زوجاتهم، فيتقطع قلبه حسرة وألما، ويندب حظه التعيس، ويلوم حياته الزوجية البائسة، ولذلك صار يفكر في الزواج، علّه يجد ضالته، ويوفق بمن تشبع رغبته، ولكن الزواج مشروع خطير لا سيما أنّ أوضاعه المادية سيئة، فتفكيره الآن منصب على مستقبل حياته الزوجية، فهل يكون زوجاً لاثنتين، أو يبقى زوجاً بلا زوجة.
ولا شك أنّ الأمر ما زال بيد صاحبتنا، فباستطاعتها أن تثنيه عن عزمه، بتغيير طبيعتها، وتنهي معاناته بحسن تبعلها، ولا تدع مجالاً لتفكيره بجميل عشرتها، أو تبقى على حالتها، وتستمر في منهجها الخاطئ فتدفع به وتلجئه إلى ما تكره، وما لا يحب النساء من أمثالها.
إنّ من النساء من تكون ضحية لإهمالها وغفلتها التامة، التي لا تستيقظ منها إلاّ عندما يأتي لها زوجها بزوجة ثانية، فتندم ولكن في وقت لا ينفع فيه الندم، حيث فات الأوان، وحدث ما لم يكن في الحسبان، وكما جاء في المثل المشهور: (يداك أوكتا وفوك نفخ).
* حائل