الرياض خاص بـ(الجزيرة)
تولي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الجانب التوعوي في رسالتها الدعوية اهتماماً متواصلاً، وذلك بتبصير الناس وتوعيتهم في أمور دينهم ودنياهم، وكذا في قضاياهم المختلفة سواء كانت فكرية أو تثقيفية، من خلال منابر الجمعة ممثلة في الخطب الأسبوعية، أو من خلال المحاضرات والكلمات الوعظية، كذا الندوات المتعددة التي ينفذها منسوبو الوزارة من الخطباء، والأئمة، والدعاة، وطلبة العلم.
واستمراراً لهذه الجهود، أنشأت الوزارة بقرار من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية، حيث يوضح فضيلة مديرها العام الدكتور ماجد المرسال أن هذه الإدارة تختص بالجوانب العلمية والفكرية بهدف تعزيز الوسطية والاعتدال ومواجهة الانحرافات الفكرية الغالية أو الجافية.
وأكد فضيلته أن وزارة الشؤون الإسلامية تبذل جهوداً في هذا الصدد منذ نشأتها إلا أن ظاهرة بروز تيارات الغلو في الآونة الأخيرة اقتضت أن تكون هناك إدارة مختصة في معالجة ذلك، حيث يرتكز عملها على إعداد البرامج والأنشطة التي تواجه هذه الانحرافات وتتكامل مع بقية الإدارات في الوزارة وتفعل دور الدعاة ومنسوبي المساجد في تعزيز الوسطية ومواجهة التيارات المنحرفة، وتفيد من المختصين ذوي العلاقة في جميع المجالات ومنها النفسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وأشار الدكتور ماجد المرسال إلى أن المملكة العربية السعودية تواجه انفتاحاً هائلاً في مجال الإعلام والمعلومات وتطوراً غير مسبوق في وسائل الاتصال، وهذا الانفتاح لم يواكبه وعي كاف يرشده، مما أضعف القدرة على استيعابه والتعامل الإيجابي معه، الأمر الذي ساهم في زيادة هذه الانحرافات خاصة إن هذه الوسائل خرجت عن النمط التقليدي الذي اعتاده مجتمعنا في مناقشة قضاياه المختلفة. وقال: إن هذا الانفتاح يحتم علينا وعلى مؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية وعلى النخب المجتمعية العمل الدؤوب على تطوير أعمالها وتجديد وسائلها وزيادة جهودها وخاصة الموجهة للشباب، ولا تخفى نسبة عدد الشباب الكبيرة في المجتمع السعودي التي تصل إلى أكثر من 65% من أجل احتواء الشباب وتوجيههم التوجيه الصحيح وتوظيف طاقاتهم وإمكاناتهم في خدمة دينهم ووطنهم وحمايتهم من أن يقعوا فريسة سهلة لهذا الانفتاح سواء كان ذلك في جانب الغلو والتشدد والتكفير والخروج على الجماعة والطاعة أو كان ذلك في جانب التحلل والاستهانة بالثوابت والتمرد على مسلمات الدين الإسلامي تبعية للآخرين دون وعي.
ولفت فضيلته إلى أن إدارة التوعية العلمية والفكرية أعدت عدداً من البرامج المتنوعة من عقد الدورات التدريبية، وحلقات النقاش، وورش العمل وغيرها بهدف رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بالتوعية العلمية والفكرية، وتطوير العمل الدعوي في تكريس الوسطية وتعزيز الاعتدال وكذلك مواجهة تيارات الغلو والجفا.
وأعلن الدكتور المرسال أن هذه البرامج ستشمل جميع مناطق المملكة -بإذن الله- حيث سيتم الاستفادة من أهل العلم والاختصاص في تنفيذ هذه البرامج الأمر الذي سيؤدي -إن شاء الله- إلى تحقيق النجاح النوعي لما يقدم ويحقق الأهداف المنشودة من إقامتها.