طوى الجزيرة حتى جاءني خبر |
فزعت فيه بآمالي إلى الكذب |
حتى إذا لم يدع لي صدقه |
أملاً شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي. |
أرثيك يا عم عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجميح إلى نفسي.. وإلى أسرتي الصغيرة.. التي ما فتأت تسأل عنها وعن أحوالها صباح مساء، بوجهك المضيء الممتلئ إيمانا والذي تنضح منه سيماء الصالحين، كنت دوما تسألني.. كيف هي الأحوال؟ هل ينقصكم شيء؟ أرثيك يا عم وأنت هال علينا ومستأذننا قبل دخولك مكتبنا.. الذي هو في واقع الأمر مكتبك، ولكنها أخلاقك وسمو نفسك وإعلاءك لقيم ديننا الحنيف متناسيا كل الشكليات التي لم تضف إلى المتمسكين بها والمتمسحين بجنباتها لمحة صغيرة من هذا القبس المضيء الذي هو أنت.
|
إن قلبي يعتصره الم جارف، ليس لأني فقدت رب العمل الذي اقتات عليه، ولكن لأني فقدت وفقد كل من أسعده الحظ بالتعامل معك، ناهيك عن القريبين منك، معان الخير والنبل والعطاء الإنساني الذي لا تحده حدود، وفقدنا ضمن ما فقدنا قدرا كبيرا مما تعارف عليه بني الإنسان من فضائل.. ابكي فيك الخيرية التي بشرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «بان الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة» .
|
أنت رجل بسيط بكل ما في الكلمة من معنى.... لم تتح لك الفرصة لدخول الجامعة أو الحصول على شهادات، ولكنك رغم ذلك تحمل شهادة أهم ألف مرة من كل شهادات العالم، ألا وهي الصدق مع النفس ومع الغير والسماحة التي قل نظيرها في عالمنا المليء بشتى أنواع الحسد والكراهية والبغضاء، لقد عاصرتك حينما تنكر لك الآخرون، ووجهت لك طعان وسهام عدة، فلم يغير هذا من طبعك وطبيعتك شيئا،كل ما آلمك في ذلك، هو رثاؤك وألمك الكبير لضياع قيم ومبادئ ومثل ما كانت سجيتك تأبى أن تتقبل أن يتنكر لها الآخرون، لقد تمثلت قمة انزعاجك وذروة غضبك في عتاب رقيق لأحد الذين اجترأو على حلمك واستهانوا بطيبة قلبك معاتبا له.. لماذا يا دكتور تأتي بما أتيت؟ لقد كنا ننتظر منك أن تنصحنا وان ترشدنا إلى الصواب لا أن يكون مخالفة ذلك قد جاءت على يديك!!!!، هذه كانت قمة غضبك فليرنا الحلماء قاع حلمهم.!!!
|
أنت يا عم منارة حق وحصن خلق متين، محبا للحياة ومقبلا عليها في غير تكلف أو تزيد، مازحا ولا تقول إلا صدقا،بارا بالقريب والبعيد، محبا للخير وحاضا عليه.. إن من عنا إلينا وجب حقه علينا.. هذه إحدى مقولاتك التي كنت تعنيها قولا وفعلا.. أن نهتم بكل صاحب حاجة وان نتابع معاملته حتى يتم إنفاذها. كانت فراستك وبعد نظرك وخبرات السنين الطويلة هي بعض مما حاولنا أن نتعلمه منك،قلت معلقا على نظام البيع بالتأجير المنتهي بالتملك «جراد في سلم» وقلت عن ضياع المسئولية وغياب المراقبة «غنم بغير راع»، وقلت فيما قلت «إذا صلحت النية صلح كل شيء» نعم كنت بهذه البساطة وهذا العمق وبعد النظر ترى الأمور على حقيقتها لقد أثبتت الأيام صحة مقولاتك وبعد نظرك
|
أنت يا عم الآن، إن شاء الله، في دار خير من دارك ومع أهل خير من أهلك وقد أحضرت إلى جلائل صنعك وعظيم أجرك فنحن لا نبتئس على ما أنت فيه من مقام بل نحن مسرورون بما أنت عليه، ولا نزكيك على الله، بل الله يزكي من يشاء..
|
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
|
ابنك ومحبك محمود سعيد - سكرتير مكتبك |
|