Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 

ورحل التقي النقي

 

الحمد لله الذي كتب الفناء على أهل هذه الدار وخص بالبقاء أهل دار القرار وبعد.. ففي يوم الاثنين 29-3-1431هـ فجعت بوفاة أخي الغالي المخلص التقي النقي نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله ابن العم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن المنيع الذي وافته المنية إثر مرض عضال عانى منه، وفي الحقيقة وإن كانت شهادتي فيه - رحمه الله - مجروحة فقد فقدت الأسرة بل المحافظة بموته رجلاً مخلصاً محباً للخير كان - رحمه الله - يحث على لزوم جماعة المسلمين وإمامهم وينهى عن التفرق والاختلاف ويحذر من الخروج على ولاة الأمر مقتدياً بذلك بالعلماء الراسخين والأئمة المهديين وله في هذا المجال جهود معروفة - رحمه الله وعفا عنه - وفي الحقيقة ان المصاب به عظيم وأن فقده أليم وأنه لحقيق بقول الشاعر:

وما كان (أخي) موته موت واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما

وقول الآخر

إذا ما مات ذو علم وتقوى

فقد ثلمت من الإسلام ثلمه

وإن مما خفف مصابنا ولله الحمد ما يلي:

أولاً: انه رحمه الله نشأ تقياً متديناً حريصاً على الطاعة لم تعرف له ولله الحمد صبوة وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال (يعجب ربك من شاب ليس له صبوة) وقد ذكر صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله (شاب نشأ في عبادة الله) وأني لآمل أن يكون منهم ولا أزكيه على الله.

ثانياً: ان الناس أجمعوا على الشهادة له بالخير والثناء عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم (أنت شهود الله في أرضه)

ثالثاً: الحال التي كان عليه أثناء مرضه فقد كان صابراً محتسباً مثنياً على الله حامداً له رغم ما كان يعانيه من شدة المرض رحمه الله وكان يحاول إخفاء ما يعاني ويحرص على سؤال عواده عن الحال والأهل والأولاد زرته في مستشفى الملك خالد بالرياض وكان على الحال التي ذكرت وأخذ يسأل عن الوالدين والأهل والأولاد وامتحاناتهم رغم شدة المرض رحمه الله.

رابعاً: انه رحمه الله مات مبطوناً وترجى له الشهادة حيث قال صلى الله عليه وسلم (... المبطون شهيد).

خامساً: توافد المعزون من كل مكان وتوالت الاتصالات والبرقيات للتعزية فيه رحمه الله وعفا عنه والكثير منهم يبدو عليه التأثر لوفاته رحمه الله وأخيراً لقد كتبت هذه الكلمات الموجزة عنه رحمه الله من باب (اذكروا محاسن موتاكم) أسأل الله أن يجبر مصابنا بفقده وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يعفو عنه وأن يجمعنا به ووالدينا في الفردوس الأعلى من الجنة.. أمين.

منيع بن سليمان بن عبدالرحمن المنيع - محافظة الزلفي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد