Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
الشيخ عبدالله بن سعيدان
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

الموت.. ساعة ليس لها موعد «وما تدري نفس بأي أرض تموت».

يفاجئنا ونحن نفكر في غيره..

وتفاجئك أخبار الموت ويقال.. فلان مات.. وتأخذ ساعات بل ربما أياماً وأنت «تُدوّر» الخبر في رأسك وقد تفكر أحياناً أنه غير صحيح.

ولكن إذا مات عزيز أو إنسان شهم كريم محبوب.. تألم الناس كلهم.. أقاربه.. ومعارفه.. وكل من له علاقة به وكل من يسمع عنه.. وعن أخباره.

الموت.. لا يطرق الباب ويخبرك أولاً.. ولا يُفرق بين هذا وذاك.. ويظل خبر الموت ذلك الخبر المخيف المزعج وكل ما علينا أن نستعد له.

قبل أيام قليلة نقلت لنا الأخبار وفاة رجل الأعمال الصادق الصالح الخيّر المحبوب.. الشيخ عبدالله بن محمد بن سعيدان عميد أسرة آل سعيدان تلك الأسرة العقارية التجارية المشهورة.

شخص كله كرم ومروءة وشهامة وصدق تعامل ونزاهة وقرب من الناس كلهم - رحمه الله رحمة واسعة -.

شخص ارتبط اسمه بنصف أحياء الرياض تخطيطاً وعمراناً بل إن نصف صكوك الرياض يوجد بها اسمه.. بائعاً.

هو مطوّر أكثر من نصف أحياء الرياض واسمه مرتبط بهذه المدينة الكبيرة العريقة.

اسمه يشبه اسم وادي حنيفة.. ووادي لبن.. والمغرزات فهو من الأسماء الخالدة في الرياض.

هذا الإنسان الشهم بيته مفتوح صباح مساء لكل الناس يقابل الجميع بابتسامة ويُصغي للجميع ويتحدث مع الجميع ويُقدر الجميع فاكتسب محبة الجميع.

إنسان لا يخرج في نزهة أو سفر أو تمشية إلا ويأخذ كل أصدقائه وأحبائه معه.

يُعلن عن هذه الرحلة ويصطحب كل من قال.. أرغب في صحبتك ويُرحب بالجميع ويتكفل بالجميع ويسعد لسعادة الجميع

وفي مبايعاته الكثيرة.. وصفقاته الصغرى والكبرى يشمل بالسعي كل من حضر (البيعة).

إذا أُجريت الصفقة.. وكان هناك حضور وزّع السعي بين الحضور وهذا يعكس أولاً شهامته ونبله ومحبته للآخرين كما يعكس روحاً لا تعرف الأنانية - رحم الله الفقيد -.

يُوزع السعي كله على من حضر مع أننا في عصر اشتهر برجال (يلهطون) السعي ويأكلونه.. بل ويحتربون عليه (ويتشاكون) و(يتزاعلون) حتى لو كانوا إخواناً أشقاء.

نحن في عصر امتلأت المحاكم بالقضايا الخلافية حول السعي وصارت عداوات وخصومات ومشاكل بسبب السعي والشيخ عبدالله بن سعيدان.. يُوزع السعي بين حضور مجلسه.

هل سمعتم بذلك؟!

عمل هذا الرجل في التجارة والعقار فوق نصف قرن.. ولم يدخل المحاكم لا شاكياً ولا مشكياً

والشيخ عبدالله بن سعيدان هو أول من أطلق نظام التقسيط على العقار في الرياض، وقد أسهم بماله وبجهوده في تسهيل الإسكان في الرياض.. وحلّ مشاكل المواطن مع السكن في وقت مبكر عندما فتح باب التقسيط في الأراضي وفي التعمير وسهّل أمور السكن أمام المواطن ووسع عليه بالتقسيط المريح فمكّن الكثير من الناس من امتلاك بيوت عن طريق التقسيط ومع ذلك كله لم يشتك مواطناً لأنه لم يسدد.

ورغم ثروته وأمواله.. وما وهبه الله من خير وفير فقد كان متواضعاً لا يحب المظاهر ولا يحب الأضواء فقد عاش بسيطاً قريباً من الناس، وقد اشتهر طوال حياته بحب الخير وكان له إسهاما ملموسا في كل المشاريع الخيرية وفي كل ميادين الخير.. ولا عجب فهو ينتمي الى هذه الأسرة الشهيرة العريقة أسرة «آل سعيدان» أسرة اشتهرت بتجارة العقار في منطقة الرياض كما اشتهرت بحب الخير والسعي في ميادين الخير والقرب من الفقراء والمحتاجين وتمويل مشاريع الخير.

وعندما أتحدث هنا.. عن أسرة «آل سعيدان» تلك الأسرة الكريمة العريقة الشهيرة بالرياض.. فإنما أتحدث عن أشخاص جمعتني بهم علاقة ومعرفة وعرفت فيهم تلك الخصال والسجايا الطيبة.

كما أن علاقتي بالصديق والأخ العزيز سلمان بن عبدالله بن سعيدان وإخوانه تجعلني أدرك مثلما يدرك غيري.. انهم خير خلف لخير سلف.. فقد كانوا في مستوى تطلعات والدهم - رحمه الله - وقد رباهم فأحسن تربيتهم ونحن نثق أنهم سيملأون وبجدارة ذلك الفراغ الكبير الذي تركه والدهم رحمه الله.

نحن لا نملك إلا الدعاء الصادق ونسأله تعالى أن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته.

كما نتقدم بأحر التعازي لإخوانه وأبنائه وسائر أفراد أسرة آل سعيدان الكرام.. وأخص صديقي وأخي العزيز ابنه (سلمان) سائلاً الله تعالى.. ألا يريهم مكروها في عزيز لديهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد