Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
عقبة إسرائيلية جديدة في طريق السلام
عبد الله بن راشد السنيدي(*)

 

يعتبر حزب الليكود الإسرائيلي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي (نتنياهو) من الأحزاب اليمينية المتشددة في إسرائيل فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، فهذا الحزب كان يعارض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة سنة 1967م.. ولذا فقد اعترض على مؤتمر مدريد للسلام الذي عُقد سنة 1991، وحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك (شامير) الذي ينتمي لهذا الحزب أيضاً ذلك المؤتمر مكرهاً بعد أن هدد الرئيس الأمريكي بوش الأول بوقف المعونة الأمريكية السنوية لإسرائيل (عشرة مليارات دولار).. وعندما تولى رئيس الوزراء الحالي (نتنياهو) السلطة سنة 1996م لم يقم بأي بادرة نحو إحلال السلام.. ولم يتصل بأي من القادة العرب الذين وقَّعت دولهم اتفاقيات سلام مع إسرائيل أو الفلسطينيين.. بل أعلن معارضته لاتفاق (أوسلو) الذي تم بين الحكومة الإسرائيلية التي كان يرأسها (إسحق رابين) من حزب العمل.. والفلسطينيين في حياة (ياسر عرفات).. كما أن (شارون) صاحب مذابح صبرا وشاتيلا، وهو من أعمدة حزب الليكود قبل أن يُشكِّل حزباً خاصاً به (كاديما) لم يختلف عن (نتنياهو) في معارضته للسلام وهضم حقوق الفلسطينيين.. بل كان يتفوق على (نتنياهو) في مجال العنف واستعمال القوة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واليوم وقد تغيرت المعايير السياسية ورموزها انطلاقاً من أن الولايات المتحدة تُحكم من رئيس ليس منحازاً بالكامل لإسرائيل.. بل يريد أن يصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية المزمنة، فقد أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي (نتنياهو) نوعاً من المرونة.. لكنها ليست المرونة المطلوبة التي ستؤدي للسلام.. وربما أن (نتنياهو) لجأ لهذا الموقف المتمثل في الموافقة على مبدأ الدولة الفلسطينية مجاملة للرئيس الأمريكي (أوباما) بدليل أن الدولة الفلسطينية التي ينادي بها (نتنياهو) دولة ليست كالدول.. فهي ستكون دولة محاصرة.. ومن دون سيادة.. ودولة مجزأة.

ولم يكتف (نتنياهو) بتلك العقبة أمام السلام.. بالإضافة لعقبة الاستيطان في أراضي الفلسطينيين.. بل إنه أتى بأم العقبات، فقد استبق زيارة (متشل) المبعوث الأمريكي للسلام الأخيرة للمنطقة بإعلانه بأنه في حالة قيام الدولة الفلسطينية فإن إسرائيل ستحتفظ بقوات في حدود الدولة الفلسطينية الشرقية لكي تحول دول تسلل الإرهابيين لإسرائيل.

وبعد، فأي سلام سيتحقق في الشرق الأوسط، ويؤدي إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي الذي تجاوز الستين عاماً، ما دام أن إسرائيل تضع العقبة تلو العقبة ومن النوع الثقيل في طريق السلام، فإسرائيل لم تكتف بعقبة الاستيطان الذي أدى إلى وقف المفاوضات بينها والفلسطينيين، ولا بعقبة الدولة الفلسطينية عديمة السيادة، بل أتت بما لم يأت به الأوائل عندما اشترطت لإقامة الدولة الفلسطينية السماح لها بمرابطة قوات إسرائيلية على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة، إن أفضل ما تُوصف به هذه العقبات بأنها معجزات للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية.. وهو بالتأكيد ليس في صالح إسرائيل على المدى البعيد، فعدم حل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة سنة 1967م، سيؤدي إلى استمرار التوتر وانعدام الثقة وعدم الأمن والاستقرار، وقد يؤدي للعودة للعنف من الطرفين الذي كان سائداً قبل الدخول في عملية السلام.. وعلى إسرائيل أن تختار.. إما الذهاب نحو الأمن والسلام.. أو العودة للتوتر والعنف.

(*) Asunaidi@mcs.gov.sa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد