القاهرة - سجى عارف:
على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام، وانبثاقاً من دور الحرس الوطني فهو الجهة المنظمة للمهرجان كل عام قامت الجزيرة بزيارة مكتب الحرس الوطني بالقاهرة، والتقت بالأستاذ ناصر العبدان مدير مكتب الحرس الوطني بالقاهرة لترصد لقرائها الدور الفعّال للحرس الوطني في إنجاح هذا المهرجان السنوي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - وخاصة أن المهرجان لهذا العام كان له طابعه الخاص والجديد، الذي نقله نقلة نوعية جديدة فأصبح من مهرجان محلي إقليمي إلى مهرجان دولي عالمي، والدور البارز لمثقفي ومفكري جمهورية مصر العربية في اغتناء العالم العربي ثقافياً وفكرياً، فكان نص اللقاء على النحو التالي:
قال العبدان: على مدى الخمسة وعشرين عاماً الماضية كانت مصر من أوائل الدول التي ساهمت في إثراء الدور الثقافي والمشاركة في المحاضرات والندوات لمهرجان الحرس الوطني، ومؤخراً نرى حرص بعض الدول على المشاركة ولن ننسى أن الضيف الثقافي لمهرجان الحرس الوطني هذا العام هو فرنسا.
وقد أصبح في كل عام لدينا ضيف شرفي بالمهرجان، لكن الأدباء المصريين والمفكرين والكتاب والشعراء على وجه الخصوص شاركوا منذ الدورة الأولى حيث كانوا هم من بين ضيوف الدورة الأولى للمهرجان وعددهم 23 ضيفاً من أديب ومفكر، وهذا العام شارك في مهرجان الحرس الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح يسمى بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة أكثر من 400 ما بين مفكر وأديب وشاعر مشاركين في المهرجان،
ومن مصر دعى المفكرون والأدباء 46 شخصاً لكن من سمحت ظروفهم بالحضور كان عددهم 31.
وإن الأساس الذي تم عليه اختيار هؤلاء المشاركين جاء على أكثر من محور، فالبعض بناء على أعمالهم والبعض لأوراق المشاركة التي يقدمونها للمهرجان وبعضهم يتم اختيارهم حسب نوع المهرجان الوطني للتراث والثقافة في كل عام؛ ففي كل سنة يتبنى المهرجان قضية فسابقا تم تبنى قضية العولمة أيضاً قضية الإرهاب أي إنه يتم اختيار قضية محورية تهم الوطن الإسلامي والعربي أجمع، فيتم استضافة بعض المشاركين المهتمين في هذا المجال والذي هو عنوان الدورة الحالية، وهذه الأسماء قد تكون أسماء لضيوف جدد أو أسماء مستمرة في الحضور والمشاركة. ولدينا في هذا العام بعض الأسماء المهتمة بحوار الأديان، ولا ننسى أن ننوه أن رائد الحوار بين الأديان هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز فهو الشخص الذي فتح باب الحوار على مصراعيه في الوقت الذي كان فيه الناس يخشون مثل هذا الأمر.
وبالنسبة لفعاليات المهرجان هي عديدة لا يمكن حصرها سواء من فرق شعبية أو رقصات أو سباق الهجن أو معارض الكتاب أو الأجنحة الخاصة بالهيئات والشركات، ناهيك عن المنطاد والمشاركات الفرنسية وافتتاح جناح وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى 49 جناحاً، وجناح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجناح لرعاية الشباب، إضافة للجناح الفرنسي والذين شاركوا بفرق شعبية ومعرض كتاب وهي ضيفة شرف هذا العام وأكثر من 21 مسرحية أقيمت كلها تناقش مشاكل محلية وعربية ومعرض الفنون التشكيلية والأجنحة النسائية، حيث إن المهرجان سابقا كان ينقسم إلى جزأين جزء للرجال والأربعة الأيام الأخيرة مخصصة للنساء، ومن الدورة الماضية أصبح المهرجان مفتوح للعائلات، حيث يحق للرجل اصطحاب أسرته معه وهذا نوع من التواصل الأسري إذ يستطيع الأب والأم معاً أن يشرحا لأطفالهما الموروثات التراثية القديمة على الطبيعة وهذا نوع من الالتحام الأسري والأربعة الأيام الخاصة بالنساء باقية لهم .. فالمملكة تتميز بوجود مناطق رئيسية تختلف من حيث الموروث الشعبي أما الموروث الثقافي هو النابع من الثقافة الإسلامية وهو متوحد في كل ركن من أركان ومناطق المملكة. ولو دققنا النظر سنجد أن الرقصات الشعبية الموجودة في شرق المملكة شبيهة بالرقصات في معظم دول الخليج، والغربية تكاد تكون نفسها هي في سيناء ومصر والسودان، فأنا لا زلت أؤمن أن الأرض واحدة إنما الحدود هي فقط الموجودة على الخرائط فقط، وقد رأيت بعيني أن ثقافات الأمم لم تغيرها الحدود.
