من المحال على الهلال زعيم الأندية ونادي القرن الآسيوي أن يعلن تفوقه وأفضليته بسهولة أو يجد الطرق مفروشة أمامه بالورود والسجاد الأحمر تسليماً بتفوقه واعترافاً باستحقاقاته.. ولا أمل في معسكر الضد أن يعترفوا بأي تفوق هلالي مهما كان تفوقا جليا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار.. فالهلال إذا وصل إلى قمة أو منجز أو رقم قياسي.. يبدأ بعدها مرحلة الدفاع والمنافحة عن هذا المنجز أمام من يريد خطفه والسطو عليه دون وجه حق..
التفوق الساحق للهلال بالبطولات.. قابله التشكيك بتلك الإنجازات واختراع بطولات وهمية لمحاولة لتقليص الفرق بالبطولات والاقتراب من السقف الأزرق الذهبي..
فوز الهلال بلقب فريق القرن في آسيا ما زال يتعرض للعقوق والطعن!.. قبل إعلان اللقب تحدثوا وكتبوا كثيرا أن فرقهم هي الأحق باللقب ويسوقون مبرراتهم!..
وعندما خرجت النتيجة المتوقعة والمتوافقة مع الواقع والمنطق والأرقام.. وحاز الهلال على لقبه الفاخر والمستحق «نادي القرن في آسيا».. انقلبوا رأسا على عقب وقلبوا «ظهر المجن» وكشروا أنيابهم ضد الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ وقالوا فيه مالم يقله مالك بالخمر.. ووضعوا شرطا مشددا.. مطالبين بإحضار تصريح من جوزيف بلاتر رئيس الفيفا يعترف فيه بهذا اللقب.. وعندما صرح بلاتر وعلى الملأ وبارك للهلال السعودي لقب القرن رفضوا تصريحه!.. ربما يريدون أن يقدم بلاتر «التماسا» مكتوبا ليصدقوه وأنه صرح بملء إرادته ودون ضغوط!!..
الآن الدور وصل للجماهيرية والأكثر شعبية.. فحكاية تلميع الحضور الجماهيري للنصر في مباراة الوصل وجعله شيئا خارقا للعادة وأنه لم يحدث في تاريخ النادي هو شأن أصفر.. ولكن السؤال لماذا الإشادة بالحضور النصراوي تأتي بمقارنته بحضور مباراة الهلال وأهلي دبي؟!.. فما علاقة مباراة للهلال في الآسيوية بمباراة للنصر في نصف نهائي الخليج حتى تدخل في المقارنة..؟! الجماهيرية لا تقاس بحضور مباراة أو حتى مجموعة مباريات.. بل للشعبية مقاييس أكثر صرامة وعمقا.. منها الحضور الجماهيري على مدى موسم كامل على الأقل..
وإذا أردنا الإنصاف والمنطق والمقارنة الصحيحة في الحضور بين جماهير الهلال والنصر.. فلتكن من خلال الحضور في مباريات الفريقين.. ففي هذه اللقاءات المسماة (ديربي) ومنذ زمن ماجد وجيله!.. جميع هذه المباريات ما عدا النادر منها.. يكون التفوق فيها واضحا لجماهير الهلال حتى آخر ثلاث مباريات لعبت هذا الموسم..
وبهذه المناسبة فبعد الحملات الإعلامية الكبيرة قبل مباراة الوصل لحشد جماهير الشمس! وتسيير الحافلات من خارج الرياض و»الدخول المجاني» أعتقدت أن جمهور النصر وللمرة الأولى في تاريخه سيملأ مدرجات استاد الملك فهد.. والمفاجأة أنها بالكاد ملئت الواجهة!.. ومع هذا افتعلت بعض القنوات الفضائية والبرامج الرياضية ضجة مثيرة للدهشة.. وكأنها سابقة لم تحدث من قبل.. أو كأنهم لم يشاهدوا جماهير الهلال تفترش جميع مقاعد الاستاد الضخم وليس الواجهة فقط ولعدة مناسبات كروية..
في مباراة الترجي والهلال على نهائي العرب قبل 14 عاماً ورغم مضاعفة سعر تذاكر المباراة من قبل إدارة النصر المنظمة للبطولة فالحشد الهلالي الكاسح غطى كامل مدرجات الملعب تقريبا.. وفي نهائي العرب السابق له بين الهلال والاتحاد موسم 1415هـ ملأت جماهير الهلال جميع مقاعد الاستاد..
هذا ما فعله جمهور الهلال قبل 15 عاما فما بالك الآن.. خصوصا لو كان الدخول «مجانيا» فلا تبحث عن مقعد في الاستاد في مباريات الزعيم واسألوا الكويت الكويتي!.. وأذكر وقتها قبل 15 عاما أن كاتبا رياضيا من فرسان الخط إياه.. سطر مقالا بعنوان.. من صاحب «المركز الثاني».. يؤكد فيه أن الشعبية الساحقة للأزرق دون منافس.. وينصح بالبحث عن الفريق الذي يليه بالشعبية؟؟..
وجماهيرية الهلال تثبتها شواهد كثيرة غير الحضور في الملاعب.. ليس فقط من خلال استفتاء شركة «زغبي» العالمية.. بل حتى من خلال مبيعات المنتوجات الرياضية.. وقبل أشهر صرح مسؤول سابق لهيئة دوري المحترفين لجريدة الوطن أن مبيعات المنتجات الرياضية من خلال هيئة دوري زين.. استحوذ الهلال على نسبة 56% أو قال 65% (نسيت).. وبقية النسبة للأندية الأخرى..
«الشركة الراعية» للهلال لم تقدم عرضها الضخم للنادي إلا بعد دراسة واستطلاع استمر لتسعة أشهر.. واكتشفت أن جماهيرية الهلال في كفة والبقية بكفة أخرى.. بل قال مسؤول الشركة لن نعلن النسب الجماهيرية التي توصلت إليها دراساتنا لكل نادٍ.. لأن إعلانها سيحدث ثورة ورد فعل كبيرة ضدنا من بعض الأندية الأخرى.. في المقابل اضطرت الشركة المنافسة إلى تبني «أربعة أندية» دفعة واحدة لمعادلة القوة الكاسحة الدعائية والاستثمارية التي يقدمها الهلال للشركة الأخرى..
مدير قنواتart الأستاذ محيي الدين صالح كامل.. صرح وبلسانه أنه وحسب الاشتراكات لديهم كانت الشعبية والأكثرية للهلال.. حتى لو أراد مدير الأستوديو في القناة التلبيس وخلط الأوراق وصناعة ظواهر وهمية.
زين وشين
التلويح بجوائز زين للأفضلية الأسبوعية للفرق واللاعبين كشاهد على ترتيب الشعبية.. مقياس فاسد لا يعتد به لأنه يفتقد مقومات المهنية والاحترافية والعدل.. ففضلا عن إحجام الكثيرين عن التصويت لعدم القناعة بآلية الاختيار وأنها ابتزاز للأموال.. فمن عيبوها أنه يمكن للشخص الواحد أن يصوت لعشرات ومئات المرات لفريقه ولاعبه المفضل.. المهم يدفع فلوس!!.. وهي تشابه فوز قطر مرتين بلقب «شاعر المليون» رغم قلة سكان قطر.. لذا سمعنا عن سالفة «400 شريحة» للتصويت من خلالها لجوائز زين!..
ومن الدلائل أن «تصويت زين» لا يعتد به أننا لو صنفنا شعبية الأندية من خلال هذا التصويت.. سيكون الشباب هو صاحب المركز الثالث في الشعبية.. ومع تقديري للشباب وهو فريق رائع ومفضل لدي وتعجبني كرته الرشيقة إلا أنه جماهيرياً في طور التكوين وتأسيس الشعبية.. فهل يعقل أن يكون أكثر شعبية من الاتحاد والأهلي والرائد!!.. إذن هو مقياس فاسد ولا يعتد به.. فضلا أن التصويت محصور على مشتركي زين فقط!..
ماذا وراء هذه الضجة المفتعلة ؟؟
هذه الضجة المفتعلة عن الجماهيرية ما وراءها ولماذا في هذا الوقت بالذات.. وما قصة محاولة إبراز شعبية النصر بالتزامن مع التشكيك بالجماهيرية الهلالية..؟! وما الهدف من المبالغة ومزاعم امتلاء ملعب مباراة الفتح والنصر تماما بالحضور الأصفر!!..؟ وهو ما كشفت أرقام جريدة الجزيرة ومن المصادر الرسمية أنه حضور يساوي ثلث حضور الهلال والفتح..
ترى هل الهدف استثماري والغرض التلويح به أمام «شركة الاتصالات» خصوصا عقب ما أشيع أن الstc بصدد عدم تجديد عقود بعض الأندية التي ترعاها..!!؟.. أم أنها محاولة لإجبار الشركة على رفع قيمة العقد!؟.. في كل الأحوال من يعتقد أن الشركات التجارية تبني تعاقداتها وتقرر توجهاتها الاستثمارية من خلال ما يطرح في الإعلام فتفكيره قاصر.. فالشركات لها خططها الخاصة وأساليبها في التعرف على السوق وتحديد القاعدة الشرائية الأقوى.. وstc لديها الآن إحاطة كاملة بالنسب الجماهيرية لكل نادٍ من خلال حجم الاشتراك بجوالات الأندية تحديدا.. لذا فالألاعيب الإعلامية لن تنطلي عليها.!..
ضربات حرة
جوزيف بلاتر رئيس الفيفا وفي تصريحه الشهير الذي طعن به الحساد والبؤساء.. لو أراد المجاملة لبارك للهلال واكتفى.. ولكنه أردف وقال يعتبر إنجاز كبير للمملكة على المستوى القاري..
وبالمناسبة لو حاز لقب فريق القرن نادي إماراتي لباركنا وصفقنا له.. ولن نسخر برنامج كاملا في قنواتنا السعودية للتشكيك والطعن في كل آونة وأخرى في هذا المنجز الإماراتي.
بعض الحمقى لا يتورع أن يقول الهلال خرب الدوري!.. فقط لأنه حسم الدوري وتوج مبكرا!.. فعلا عيب على الزعيم أن ينجح ويتفوق.. المفروض يصير فاشل مع الفاشلين.
الأمير سلطان بن فهد وصف طريقة تسليم الاتحاد والنصر الميداليات الفضية والبرونزية.. أنه تتويج مناسب في المكان والزمان.
في مسابقة الدوري التتويج والصعود للمنصة فقط لبطل الدوري!.. ماعدا لو صادف إن كانت المباراة الختامية في الدوري هي الفاصلة وصارت كأنها نهائي.. هنا يصعد الوصيف المنصة.
رغم أنه لم يكن مؤكداً أن الغرافة سيحسم لقب الدوري القطري في لقائه أمام السد.. ومع هذا تم إحضار كأس الدوري إلى الملعب بعيداً عن المنصة!.. ولما تم التأكد أن الغرافة حسم المباراة لمصلحته أحضر الكأس للمنصة وتوج به.. وقبل موسمين فاز الهلال في ختام الدوري وحسم اللقب وخرج من المباراة دون تتويج..
الهلال هو أكثر الفرق تحقيقا للنقاط حتى بالدور الثاني.. ولا أعرف لماذا المغالطات ونسب الأرقام الزرقاء لأندية أخرى..
لا يستبعد بعد أعوام أن يصنف هذا الرقم المسلوب كبطولة تسمى «بطولة الدور الثاني» ويشترى لها كأس من أقرب محلات الرياضة وتضاف إلى السجل التليد بطولة جديدة..