عصي وهراوات وسكاكين وخناجر وأصناف من أدوات الاعتداء على النفس وما دون النفس، في مقدمة بضائع عدد من البقالات، وبالذات بقالات الطرق السريعة والمحافظات النائية عن المدن، وتلك البقالات التي لا تغلق أبوابها في عدد من المحطات المشهورة داخل المدن.
عدد العصي المتوفرة بأنواعها الغليظة والخفيفة، النافعة والضارة كافية لتكوين عصابات موزعة في كل مكان، فما بالنا بجملة الخناجر والسكاكين، وما يغيظ العاقل المتابع أن كل تلك الأدوات تأتي في مقدمة ما يُباع في البقالات «الكونترات الأمامية» وما زال منظرها يقزّز النفوس الطاهرة.
ولو تجاوزنا التخويف بالعصي وفكرنا باستخدامها المشروع في الرعي وما شابه ذلك، فلن يكون الأمر مقبولاً في نشر السكاكين والخناجر.
بيع الأسلحة أياً كان وبهذه الطريقة، من شأنه تسهيل الجريمة بأنواعها وتعويد الناس عليها، وخلق جو تربوي لتقبل كل حالات الاعتداء على خلق الله، ويستثنى من ذلك المضبوط بالرخص المعروفة لدى الجهات الأمنية.
العصي والهراوات والسكاكين الصغيرة تنتشر بين فئة الشباب والداعم الأكبر لتوفيرها هي تلك البقالات، والتي يعرفها صغار السن قبل الكبار.
يقال بأن غالب من يقدم على قتل الآخرين عدواناً أو بالخطأ هم من فئة الشباب، وتلك البقالات تشارك وبشكل كبير في تسريع عمليات الاعتداء، والسؤال إلى متى ستبقى البقالات مصدراً للإرهاب المحلي إن صح التعبير؟!
مسرح الاعتداءات يمكن أن يخف أو يتوقف تماماً، بعد خطوة منع بيع هذه الأدوات والتشديد على ذلك، وفرض الغرامات المالية والعقوبات الصارمة بحق كل من يشرع في نشر هذه الأدوات سواء بالخفاء أو بالعلن.
لا مانع من بيع ما يمكن استخدامه استخداماً صحيحاً، ولكن ليس من المقبول ترويج ما يستخدم لهدف غير صحيح، وأظن أن الخناجر والسكاكين والهراوات الثقيلة ذات الأشكال المتنوّعة والتي تدعو ضمناً إلى مزيد من القتل والاعتداء هي ما يجب منعه.
كثير من الشباب وصغار السن يقتني الأسلحة البيضاء، لسهولة إخفائها وصغر أحجا،مها ودائماً يفاجئون مدارسهم وزملاءهم بعدد من حالات الاعتداء المتكررة حول المدارس وداخل المدارس أيضاً، والداعم لإرهابهم هي تلك البقالات بلا منازع، فهل تستمر في بيعها؟!