مرات - إبراهيم الدهيش
لم يمنعه تقدمه في السن.. ولا النظرات الفضولية من زملائه الصغار والشباب.. ولا مسافة الـ(140) كيلاً التي يقطعها يومياً من أن يواصل العم عبد الله طايل شباب البقمي (54) عاماً طلبه العلم.. حيث ينطلق قبل مغرب كل يوم من محافظة ثادق باتجاه مدرسة مرات الابتدائية الليلية غير مبالٍ بتلك المسافة وخطورة الطريق وتقلبات الأجواء ليلتحق بالصف الثاني (كبار) بعدما اجتاز الصف الأول وبتفوق.
عن تلك العودة المتأخرة لمقاعد الدراسة يقول (أبو طايل): لقد فاتني التعليم في صغري بسبب حياة الترحال التي كنا نعيشها.. ولكن بعد أن منَّ الله علينا بالخير وتوفرت وسائل المواصلات عُدت للدراسة لأتعلم قراءة القرآن الكريم ومعرفة الأرقام وما ينفعني من أمور الدين والدنيا.. وحول استفادته قال: الحمد لله صرت الآن أقرأ القرآن الكريم.. وأعرف مبالغ الفواتير.. ولديَّ نية مواصلة التعليم إلى ما شاء الله.. وأشار إلى أن أولاده زملاء له في المدرسة.. أحدهم معه في الفصل.. والثلاثة الآخرون في المرحلة المتوسطة.