في خطوة غير مسبوقة محلياً وعربياً أطلقت مؤسسة الجزيرة أضخم أرشيف إلكتروني لصحيفتها كأول صحيفة سعودية تحول مطبوعاتها الورقية إلى مطبوعة إلكترونية من أول عدد منذ خمسين عاماً إلى يومنا هذا وتم تدشين هذا الحدث خلال معرض جيتكس دبي 2009م بحضور مدير عام مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر المهندس عبداللطيف بن سعد العتيق وكبار الشخصيات العالمية والعربية والسعودية المهتمة بالجوانب الإلكترونية، وخصوصاً الصحافة، الذين أبدوا إعجابهم بهذه الخدمة التي ستسهم في تطور الصحافة السعودية، وتقدم خدمة جليلة ومعلومات مهمة ومفيدة للقارئ أينما وجد في العالم.
ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في تاريخ الصحافة السعودية، والذي ينجز خلال وقت قياسي ويُطرَح للجمهور بشكل مجاني ويعكس تميز (الجزيرة) وريادتها حيث لا تتوانى عن تقديم كل ما يفيد القارئ والجمهور دون مقابل؛ بهدف تأسيس وترسيخ مفهوم جديد للصحافة التي تحترم القارئ، والحرص على إيصال المعلومة بأسرع وأسهل ما يمكن.
من حلم إلى حقيقة
إن حلم تحويل الصحيفة المطبوعة إلى نسخة إلكترونية طالما راود كلَّ القائمين على المطبوعات الصحفية كافة، خصوصاً مع هذا التطور التقني التكنولوجي الهائل الذي يعيشه العالم اليوم، ولكن تحقيق هذا الحلم، وبعثه كي يصبح واقعاً ملموساً كانت تقف دونه معوقات، وتعترض طريقه عشرات العثرات، ويتطلب جهداً مادياً ومعنوياً، ومهنياً وإرادة، هذا ما وضعته صحيفة (الجزيرة) نُصب عينيها، فأخذت بكل أسباب تحقيق هذا المشروع الحلم، فمهدت أرضه، ووضعت الركائز لإنجاز هذا المشروع الجبار ليثمر أطيب ثماره لتكون صحيفة (الجزيرة) أول صحيفة سعودية تسارع، وفي خطوات جادة واثقة، لتؤسس لمرحلة جديدة من مراحل تطور الصحافة؛ وذلك بوضع مطبوعتها الورقية من أول حرف ظهر للقارئ على صفحتها الأولى قبل خمسين عاماً إلى هذه اللحظة في نسخة إلكترونية حتى يطالعها القارئ وقتما يشاء، كما نشرت في وقتها، فكان الإنجاز..
وكانت (الجزيرة) كعادتها: الوفية لقرَّائها، السبَّاقة إلى كل ما يخدم صحافتنا، حاملة راية الريادة بالجد والجهد والعمل، منيرة طريقاً مهَّدته بكل صدق وإخلاص؛ ليسلكه الجميع بكل طمأنينة خلفها، ولتضع بصمتها كأول صحيفة سعودية تحول صحيفتها المطبوعة إلى نسخة إلكترونية؛ لتكون هدية لجمهورها العزيز.
البداية من هنا
وبدأ المشروع.. كفكرة.. منذ سنوات عدة، وكان الدافع إليه تلك الثورة التكنولوجية الهائلة التي شملت كل مناحي الحياة من حولنا، وكذلك التحول، أو التفكير بالتحول، لدى كبريات الصحف العالمية؛ لذلك بدأت (الجزيرة) تجري الدراسات، وتقارن بين الخطط والآراء، وتقوم بالزيارات داخلياً وخارجياً لأهم المراكز التي تعنى بهذا الجانب، وبعد أن أمسكت بأطراف خيوط ومقومات ومكونات تنفيذ المشروع، أعدت خطتها المدروسة لتنفيذه على أعلى المستويات؛ واضعة بالحسبان الإمكانات والطاقات البشرية المهنية المدرَّبة مستعينة بمؤسسة متخصصة في تنفيذ مثل هذه المشروعات فتم الاتفاق على أن تقوم الشركة المتخصصة مع كوادر مركز المعلومات بمؤسسة (الجزيرة) للشروع في تنفيذه وتحويل صحيفة الجزيرة منذ إصدارها الأول من مطبوعة ورقية إلى نسخة إلكترونية.
أهداف مهمة
سعت الجزيرة إلى تحقيق عدة أهداف من إطلاق هذا المشروع الكبير المتمثل بأرشفة الجزيرة إلكترونياً من عددها الأول إلى يومنا هذا، ومن أهم هذه الأهداف:
- أرشفة أعداد الصحيفة من أول عدد صدر قبل خمسين عاماً إلى يومنا هذا، بشكلها ولونها كما هي تماماً.
- إتاحة الفرصة لأكبر عدد من قراء ومحبي الجزيرة للاطلاع على أي عدد أو خبر طوال تلك الفترة.
- إتاحة الفرصة للدارسين والباحثين لاطلاعهم على تاريخ حقبة زمنية مهمة من تاريخ مملكتنا والعالم أجمع مليئة بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية والفنية.
- القضاء على صعوبة فتح الملفات الورقية والبحث في الأرشيف الورقي الذي يكلف الجهد والمال، ويقتل الوقت ويؤخر دورة عجلة البحث؛ مما يسهل الوصول إلى أي عدد من أعداد الصحيفة بلحظة واحدة، وقد كان ذلك الأمر قبل هذا اليوم ضربا من الخيال.
مميزات الأرشيف الإلكتروني
يتمتع الأرشيف الإلكتروني بعدة مزايا من بينها:
- الدخول إلى (الجزيرة ديجتال) من موقع (الجزيرة الإلكتروني)
(www.al-jazirah.com.sa).
- الوصول إلى أي عدد تريده من خلال آلية بحث ميسَّرة وسهلة، وذلك بوضع تاريخ العدد المراد تصفحه وعلى الفور تستطيع الدخول إليه.
- يمكن تصفُّح أي عدد، كما تتصفح النسخة الورقية، وبصوت تقليب الورق لتعيش الحدث واقعاً، من خلال اختيار الصفحة المراد الاطلاع عليها وتصفحها.
- بمجرد ضغط المؤشر على أي خبر تريده فإنه يكبر لتراه، وعلى أعلى مستوى من الوضوح، لتقرأه بيسر وسهولة.
- المحافظة على لون وشكل وحرف أي عدد؛ فأنت تشاهدها وتقرأها كما نشرت تماماً، وكما كانت في الوقت الذي طُبِعت فيه، فتقرأ الماضي بعبقه ورونقه.
- إمكانية الإرسال لأي شخص تريد الصفحة بأكملها، كما يمكن التأشير على أي خبر في الصفحة للفت نظره للخبر المهم.
- إمكانية طباعة الصفحة التي تود الاحتفاظ بها أو أخذ صورة منها لتدعيم دراسة أو بحث.
برنامج التصفح
قامت (الجزيرة) بعد إدخال جميع بيانات أعدادها الصادرة منذ عددها الأول قبل خمسين عاماً.. وإلى يومنا هذا بإنشاء برنامج لتصفح (الجزيرة) الإلكترونية.. وقد قام بهذا العمل قسم البرمجة بالصحيفة، والذي أنشأ جميع برامج المؤسسة الإلكترونية الأخرى وطورها؛ مثل برنامج دورة عمل الصحيفة الذي يربط جميع مكاتب المؤسسة والمحررين والمراسلين من خلال شبكة آمنة خاصة بالجزيرة، والبرامج الخاصة بشؤون الموظفين، والبرامج الخاصة بالإدارة المالية وغيرها من البرامج المتميزة التي أنشأتها (الجزيرة) من خلال قسم البرمجة لديها، وقد استغرق إعداد وتطوير البرنامج الخاص بتصفح هذا الأرشيف العملاق شهرين كاملين.
المشروع بالأرقام
بعد إنجاز الدراسات الخاصة بالمشروع، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهت المؤسسة أثناء عملية التحويل من النسخة الورقية إلى الالكترونية، إلا أن الجزيرة وضعت كافة الإمكانات لتنفيذ المشروع واستطاعت التغلب على جميع العقبات، والتي كان من أهمها الحالة السيئة لبعض الأعداد القديمة وتم معالجتها بطريقة علمية فنية متقدمة، تلا ذلك عملية المسح الضوئي لجميع إعداد الجزيرة بداية من العدد الأول إلى عام 2004م إضافة لما هو جاهز فنيا من أعداد عام 2005م حتى الآن والتي يتم إعدادها يومياً بشكل آلي.
ولقد تطلب هذا الإنجاز الكبير عامين من العمل الدؤوب على مدار الساعة من خلال فريق مختص مكون من عدد من الموظفين في الشركة التي كلفتها الجزيرة لإدخال البيانات، وبالإضافة إلى عدد من المختصين بالجزيرة لمراجعة الإدخال والتأكد من جودة العمل، إضافة إلى فريق المبرمجين الذين كانوا يتابعون عملية الإدخال لحظة بلحظة لإنشاء البرنامج الخاص بتصفح (الجزيرة) الإلكترونية، وقد تم مسح (375 ألف) صفحة من صفحات الجزيرة؛ أي ما يعادل (15625) صفحة شهرياً، و(520) صفحة يومياً.
إعجاب وثناء
لقي هذا المشروع التقدير والثناء من القراء والمختصين ونال إعجابهم كونه يشكل علامة فارقة إعلامية في الصحافة السعودية لما يوفره من معلومات وتواريخ لأحداث مهمة بشكل ميسر وآلية سهلة لم تتوفر من قبل في أي صحيفة سعودية.
وكان هذا المشروع محل اهتمام من قبل الجهات التي تفكر بتنفيذ مشاريع مماثلة في مجالات عمل غير إعلامية، وقد استقبلت الجزيرة عدداً من المهتمين بمجال الأرشفة الإلكترونية للاطلاع عن كثب على تجربة الجزيرة في تنفيذ هذا المشروع الضخم،
وبين من زاروا الجزيرة للاطلاع على خطوتها فريق من المختصين بالأمن العام حيث أبدى الفريق اهتمامه بتجربة الجزيرة لأنه يقوم بالعمل على إنجاز مشروع عملاق لميكنة أعماله بغرض تسهيل الوصول إلى جميع المعاملات الإلكترونية بحيث نصل تدريجياً إلى تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية على جميع قطاعات الأمن العام، حيث إن هذه الأرشفة المراد تدشينها ستجعل الوصول إلى المعلومات المراد استرجاعها أسهل بمراحل لتكون في متناول يد كل القطاعات الأمنية.