المنيا - سجى عارف
بدأت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني بمركز سوزان مبارك في جامعة المنيا تحت عنوان الحوار العربي - الغربي اختلاف أم خلاف إلى وفاق تحت رعاية السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية واللواء د. أحمد ضياء الدين محافظ المنيا وأ.د. هاني محفوظ هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وأ.د. ماهر جابر محمد رئيس الجامعة بالتعاون مع جامعة هندسيهم جمهورية ألمانيا الاتحادية رئيس المؤتمر أ.د. آمال مصطفى كمال، بحضور الملحق الثقافي بالملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العقيل نيابة عن سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية مصر العربية هشام محيي الدين ناظر، ووزير الدولة للأسرة والسكان مشيرة خطاب، والعديد من العلماء والباحثين والدبلوماسيين والإعلاميين ووفد من أساتذة وكبار الجامعات العربية من مختلف المنطقة والكثير من الطلبة والطالبات بجامعة المنيا.
وقد بدأ حفل افتتاح المؤتمر الذي شمل في برنامجه كلمة سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية مصر العربية الذي ألقاها نيابة عنه الملحق الثقافي محمد العقيل، جاء فيها: ليس من شك الأهمية الكبرى لمؤتمركم الكريم هذا، الحوار العربي الغربي، بكل ما يحيط به من أسئلة وما ينبثق منه من محاور؛ وذلك لما ساد العالم في الآونة الأخيرة من اختلال كبير بدا في منظور أيديولوجيا التطرف في العالم، وتمثل في السعي إلى التصادم مع الآخر والانعزال عنه ورفض كل شكل من أشكال الاندماج معه. في تلك الأجواء جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهي مبادرة تضمنها نداء مكة المكرمة الصادر عن المؤتمر الإسلامي للحوار، وأخيراً وليس آخِرا في المهرجان الوطني الرابع والعشرين للتراث والثقافة الذي نظمته المملكة في الجنادرية بالرياض تحت محور الإسلام وحوار الثقافات؛ ما كان له الأثر الطيب في كل أرجاء العالم، كما قال: لقد انطلقت المملكة العربية السعودية في كل هذه المحافل الدولية من مبادئ الإسلام العظيم الذي أعلنها صريحة وواضحة في: وحدة الأصل الإنساني والمساواة بين البشر وفي وجوب الدعوة إلى الله تعالى بالحسنى، مع التأكيد على أدب الحوار مع أهل الكتاب. وأوضح أن هناك مبادئ إنسانية لا يخفى أثرها الإيجابي الطيب في إشاعة القيم الإنسانية وتخليص البشرية من آفات الظلم والتمييز العنصري والاستعلاء العرقي.. والمملكة العربية السعودية تتبني هذه المبادئ وتنطلق منها في دعوتها إلى الحوار مع الآخر، لا يغيب عنها وجود معوقات كثيرة سواء كان مصدرها الإرث التاريخي أم نغمات النشاز التي تتردد أحيانا في عالم اليوم كمقولة صدام الحضارات، ولكنها تمضي بخطى ثابتة في إزاحة هذه العقبات، يضيء سبيلها إلى ذلك حقيقة أن الإسلام لغة ومضمونا هو دين السلام المتفق دوما مع الفطرة الإنسانية السوية، كما تدعمها ذاكرة واعية بما حفل به التاريخ العربي الإسلامي من منجزات حضارية باهرة تجعلها على قدم المساواة مع الآخر في العطاء الخاص للإنسان عبر الأزمان في كل مكان، وكذلك يحفزها في مسعاها النبيل الثقة بالذات والأمل في أبنائها المبدعين الطامحين إلى مستقبل أكثر إشراقا.. ومما لا شك فيه أن من دعائم النجاح لهذه الانطلاقة تجميع الطاقات المؤازرة لصوت المملكة، ومنها الجهود العلمية عبر المؤتمرات الجادة كمؤتمركم هذا، والإسهامات الثقافية المتنوعة هنا وهناك، وكذلك الإعلام بمختلف وسائله توضيحا وبيانا لدعوة الحوار مع الآخر وتوسيعا لدائرة الوعي العام المصاحب لذلك.
تلا ذلك كلمة الأستاذ الدكتور ماهر جابر محمد رئيس جامعة المنيا الذي قال في هذا الإطار: تأتي أهمية هذا المؤتمر الدولي الذي ينعقد تحت عنوان الحوار العربي الغربي اختلاف أم خلاف إلى وفاق بمشاركة أكثر من ثلاثمائة عالم وباحث يمثلون 120 جامعة عربية وأجنبية ومصرية، علاوة على رؤساء 59 منظمة عالمية ومحلية وسفارات ومكاتب 75 دولة عربية وأجنبية.. ولعلنا نحن العرب والغرب لا نهدر فرصا جديدة للحوار والتفاهم والتقارب كما أهدرها أسلافنا وأسلافهم قديما، وأن الغرب استوعب دروس التاريخ لما وقع أوروبا قبل ذلك في ظلام العصور الوسطى ومحاكم التفتيش؛ الأمر الذي فوت عليهم فرصة انتقال الحضارة سلميا من العرب إلى أوروبا، كما استفادة العرب من قبلهم بحضارة الإغريق دون العقد التي أخرت هذه الاستفادة قرونا ودونتها الحضارة العالمية كلها، وأن العقد التاريخية والقراءة المغلوطة للتاريخ أهدرت فرصا عديدة للحوار والتفاعل بين الحضارتين العربية والغربية، وها هم يفحصوننا تاريخيا واجتماعيا ونفسيا وفلسفيا محاولين النفاذ إلى أعماق تكويننا النفسي، فلا يكفي أن نتركهم يفحصوننا ويفهموننا وفق ما يريد البعض لا وفق ما يرجوه البعض من هواجس ومخاوف أساطير لا يكفي أن نكلم أنفسنا هنا عليها.. علينا أن نكون هناك، نتحاور، نتفاهم، نتقارب، نحلل ونفحص مثلهم للمعرفة والتصحيح والمشاركة والاستفادة وتعويض ما فاتنا من فرص مهدرة.
وأوضح المستشار الإعلامي بسفارة ألمانيا في كلمته قائلا: طلب مني التحدث عن الحوار بين الدول فطرحت على نفسي السؤال الآتي: ماذا يقصد بالحوار؟ إن الحوار الدولي يُجرى على أسس متعددة، أهمها تنازل العلماء وتقبل السياسيين الحوار، عندما يتسامر السياح ويتعاون رجال الأعمال ويتحاور الناس عبر شبكة الإنترنت. كما تحدث عن العلاقات المصرية الألمانية وقال: إن الناس من هنا وهناك قد صنعوا الكثير حتى تستمر هذه العلاقات بسلام، وإن أهم محاور الحوار الناجح هو اللغة المشتركة.
وقال آمل وكلي فكر أن نحقق نجاحا في هذا المؤتمر حيث يكون فيه إثراء للمشاركين كافة من مختلف دول العالم.
كما تحدث المستشار الثقافي لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بمصر والسفير الهندي واللواء أحمد ضياء محافظ المنيا.. وقد تم تقديم العديد من العروض الفيلمية التي دعمت الحوار بين الدول بغض النظر عن الأديان وعن جامعة المنيا. وقد اختتم اليوم الأول للمؤتمر بتقديم الدروع التذكارية للسفراء والدبلوماسيين المشاركين بالمؤتمر.