كلمات رثاء في أخي خالد بن سعود بن زيد آل رشود الذي توفي في 6-11-1430هـ.
|
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)
|
فهذا قلمي يعبر عن حزني، فليس هيناً أن أسمع خبر رحيل ابن عمي وصديقي ورفيق دربي خالد بن سعود آل رشود بعد مسيرة عامرة بالحياة، عامرة بالوقائع والأحداث النابضة، كلمات تذكرتها بعد وفاة أخي وابن عمي أبا سعود، فهذا الرحيل صدمني بل صعقني، كم هي ليلة قاسية عندما هزني ذلك الخبر المشؤوم وأنا بعيد عن مدينة الرياض، أحسست بتلك اللحظات المؤلمة التي تلقيت فيها النبأ حيث جمعتني به الدنيا ابن عم ورفيق طفولة ودراسة. يا لها من ليلة طويلة وثقيلة كم دمعت العين في تلك الليلة التي لم يمر عليّ مثلها. هل لن أراك بعد اليوم؟ يا لها من كلمة صعب استيعابها! بل أنا بين مصدق ومكذب لأني لم أستوعب الخبر إلا في اليوم التالي، وتسارعت نبضات القلب في الخفقان إلى درجة أني أحسست أن القلب كاد يخرج من موضعه. هل انقطع الأمل في رؤيتك يا أبا سعود وأصبح الفؤاد يتيماً لكل الذكريات بيننا. تذكرتك في لحظة سماع صاعقة خبر وفاتك كشريط مرّ عليّ في دقائق بل ثوانٍ حيث تساقطت الأوراق وجفت العروق، فموتك يا ابن عمي يأسرني بالحزن والألم، فقد غبت وغابت ابتسامتك، ولو كنت شاعراً لرثيتك بألف بيت، ولكن هذه كلمات جاشت بها نفسي، آآآآه من فراقك وفقدك والنار التي اشتعلت في القلب وسببها موتك، وألف آآآه أن أتناسى ذلك الوجه ذاك الحبيب الذي عرفته منذ أن كان عمرنا أقل من عشر سنوات، تذكرت ذلك الوجه المبتسم الذي يحب الاجتماع بالآخرين ويجمع بين المزاح والضحك، كنا معاً قبل سنوات لا نكاد نفترق إن لم أراك في الصباح رأيتك في المساء، كانت الحياة رائعة معك يا أبا سعود، وأندم على الأيام التي لم أراك فيها والتي أبعدتنا فيها الحياة. تذكرت نقاء قلبك، تذكرت وفاءك، تذكرت تفوقك على جميع زملائك في الجامعة وأنا منهم، تذكرت رحلاتنا، تذكرت تلك الأيام يا لها من أيام عرفت، بل تأكدت أنها لن تعود، بل لم يكن يخطر ببالي أن ترحل عنا رحيلاً مفاجئاً ومبكراً، وتذكرت قول الشاعر:
|
وإذا المنية أنشبت أظفارها |
ألفيت كل تميمة لا تنفع |
ولقد أرى أن البكاء سفاهة |
ولسوف يولع بالبكاء من يفجع |
وليأتين عليك يوم مرةً |
فيبكي عليك مقنعاً، لا تسمع |
كنت أظن أني أستطيع النسيان ولكن طيفك في عيوني مثل البدر لا يفارق سمائي، وبعدها أعلنت الاستسلام في هذا الزمن الشقي، ورضيت بما قضى به الرحمن في لحظة تمر أمامنا كل ذكرى جميلة.
|
هذه كلمات جاشت بها أشواقي لرحيل أخي خالد بعد أن قضينا سنوات سوياً، رحل إلى ربه وتركنا بين هموم وأحزان وشوق، وذهب إلى حيث أراد له ربه، وأقول له وداعاً وداعاً لن أنساك أبداً ما حييت وأدعو الله أن يجمعنا بك في جناته، وتذكرت قول القائل:
|
إن غاب شخصك تحت أطباق الثرى |
فالشمس تبدو للورى وتغيب |
لكن شمسك قد بدأ من بعدها |
قمر منير للقلوب حبيب |
د. سعد بن محمد سعد آل رشود |
|