Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/03/2010 G Issue 13698
الاربعاء 15 ربيع الثاني 1431   العدد  13698
 
من قصائدي في الملتقى الشعري
د. فوزية أبو خالد

 

تجاوبا مع طلب عدد من صديقات وأصدقاء الإبداع أنشر بعضاً من القصائد التي ألقيتها في ملتقى الشعر العربي الأول لقصيدة النثر بالقاهرة بين 9-12 مارس 29-3-2010

أولا مجموعة قصائد من ديوان (تمرد عذري) الصادر عام 2008م

قصيدة بُراق

في «مقراة الفاتحة»

بين «الصفا والمروة»

بقاع مقبرة «المعلاة»

عند باب السلام

ببطاح مكة المكرمة وفي أعلى جبالها

على «حافة آبار علي»

بالقرب من « قُبا «

عند الروضة الشريفة

من مشارف جبل نحبه ويحبنا

بالمدينة المنورة

اتلفتُ منهوبة

ما أن تهفوا أرواح أهلي إلى البقاع المقدسة

ويحملنا الشوق إلى رائحة ترابها

إلا

أقف تحت السقيفة

أشرئب ب عدة أعناق

عند الركن اليماني أو الملتزم

يكاد قلبي يفز من صدري

أدير رأسي في شتى الاتجاهات

ملهوفة

انتظر

أتحرق

متى تفتح الطاقة

ومن أين تهل الأجنحة؟؟

في كل مرة

انفلت من يدي أمي

في زحام الأكتاف العارية

والأكف الضارعة

وأراكض حمام الحرم

أبتل بماء زمزم

أغط منقاري في طاسات مثل نصف نارنج

اقلب وجهي في سموات خلف السموات

ارقب بتحفز براق يسري

لعلي أتعلق بريشه

أُحلق

وأسبح الواحد الأحد

فيما أمي تصرخ باسمي

ويضيع صوتها في عشرات اللغات

كأنني أجوب القارات في لمح بصر

كأن المجرة لاتسع جسدي الصغير

فآخرج على طريق التبانة المعهود

أما الجاذبية فتفقد الأمل في كبح

خيالة براق جموح

رائحة الموسيقى

بنت في ربيع الرابعة عشر

تعطيني ظهرها

لا أرى من فتنة جمالها

المتفتح للتو سوى تأرجح

ضفيرة السنبلة الممتدة إلى

ما تحت سلسلة ظهرها

إلا أنني أغط يدي في أعشاب

البحر والمس المرجان واللآلئ

والأسماك الذهبية الراكضة على

قماش بلوزتها المتماوج بين الزمري

والفيروزي

تداعب البنت

بحرير أصابعها أصابع البيانو

تطلق عبير الموسيقى

على جدران الحجرة

« سنه عن سنه عم يغلى على ألبي عهد الولدنه

يا حلو يا حبيبي مبيعك بالدنه وكل سنه بحبك أكثر من سنه»

تجتاح رائحة الموسيقى فضاءات روحي

وتبحر بي

صوت الأمواج

صفير القواقع

مواويل البحارة

حفيف الرياح في الأشرعة

هسيس الرذاذ على أجنحة النوارس

خرير صخب الأطفال

همس القبلات في الهواء

شهيق قلاع الرمل على الشاطئ

سمفونية أصوات

تنبعث من تحت أصابعها الصغيرة

من تحت أصابعها الصغيرة تفوح

أرغفة حارة وعطور مقطرة

بأي كاميرة وفي أي ذاكرة

أخبئ قطرات من أريج موسيقى

تعزفها فتاة تتفتح

ليس لسوى أن

أشمها إذا ماشقت

طريقها في الحياة

واشتقت تلك الفتاة

حياة موازية

إلى الصديقة فاطمة الناهض

لعلها توأمي أو غريم لدود

في الشارع المقابل تتعقبني

أحكم الغطاء على وجهي

تكشف وجهها

أمشي بمحاذاة الجدار أتعثر في خطوي

تمشي في عرض الشارع وتشق البحر

أقضي نهاري بالمطبخ أتفنن في صنوف الأكل

تطلب بيتزا أو تكتفي بلذة الجوع وتتنزه في البراري

أمسح الأثاث قطعة قطعة وأكنس الحجرات

تمضي سحابة نهارها في صحبة القلم

تكتب أسماءنا

أسم تكتبه بالغبار وأسم تكتبه بالزبد

أقبع أمام التلفزيون اقلب القنوات بانتظار عودة زوجي آخر الليل

يلهث العشاق والمريدون خلف غيمة حبرها أو شعلة عطرها

فيما تطارد عطارد والثريا وسهيل خارج المجرة

أحبل ويهترئ مريئي من غثيان الوحم

تمرجح جسدها الرشيق على كرسي هزاز وتهزأ من سمنتي

أمارس الحزم لأقوم بأعباء الأمومة

فاسمع صخبها مع أطفالي يصفر لحنا مرحا عبر الملاعب

أقف منكسة بدفتر الدوام

ترفع رأسها وتنفض شعرها بإباء جياد جامحة

أجلس متصنعة الطاعة تعلج فقرات ظهري رتابة الوظيفة

تتحرك بحرية حبرية في حالة تحليق

البس أثوابا مغلقة إلى أعلى العنق تكتسي ريش فتاة تتزلج على جليد

أنام مطفأة من التعب تفززني الكوابيس

تذهب إلى النوم متأججة بالرغبات وتحلم

أبكي في سري خلف القناع

تسكب جرس ضحكاتها في الأنحاء

أشرب قهوة مرة

تشرب كوبتشينو مرشوش بالشوكلاة

تشقق شفاهي من النميمة والتشكي

تبرق شفاهها من القبلات والتبسم

ليس من يحدس تقطري في شعرها

ليس من يلمس حزامها على خصري

ليس من يشم جروحي في أنفاسها

لا من يرى أثر سهرها المبرح على ذبول عيوني

ولا من يحس سعيري في توهجها

تدخل تشات الانترنيت باسمي

فأتخفى بأسماء مستعارة أخرى

خشية أن تكتشف كثافة الاختلاف

وشدة الشبه

اُلفة

اليفة هذي الحروب

طيبة هذي الحروب ومستأنسة

إلا أن سلامي

سلامي نافر ومستفز ومتمرد

فمن الملام

سوايا

إذا لم استطع تعلم مهارات الاستسلام.

عمتي طرفة

تخبئ لي ما تسميه بيض الصعو

تدس لي «القريض» ولبان المستكى*

في طرف «شيلتها»*

أشم من ثوبها الشالكي

عطور الهند و»المشاط والديرما»*

تحكي لي بضحكاتها شكواها الصامتة

أرى في ملامحها جدتي التي لم أرها

طفولة أبي وشقاواته

بما يجرؤني على سحنته الجادة

و عمتي طرفة سرا تسبح مع الحباري

في غدير من سراب وماء

تخرج من «القليب»*

شتلات «الحووة والقرقاص»*

وتنصبهن أميرات على الصحراء

فيشع بعيونها عسل السدر

تتدلى تموجات شعرها العنابي

في آبار سحيقة

تشف بشرتها عن حروق النفوذ

وبروق شتاء الدهناء

ما أمطرت إلا ويهل محياها

فأرى غيدا على مد البصر

يخرجن من المرآة.

مقطع من ديوان مرثية الماء 2004م

الليلة ما بعد الألف

توسدُ رأسَه

قطنَ الغيوم

تمدُّ أخمص قدميه على

عشبِ البحرِ

بين عظمةِ ترقوِتها

واستدارةِ روحها

تفرشُ له

عرشا من ديباجِ العشقِ

وترشفُ رحيق الحزن

للعريسِ

بانتظارِ صحوه

من نومته الأبديةِ

و... محمد

بين الأفقِ وبين المضيقِ

بين المرجِ وبين الجدارِ

بين حضُنٍ ولحدٍ

فرح بحرية الخلد

من قصائد بعنوان: SMS

صباح أجنحة أحلامك وحبرك

تدق شاشة جوالي متى شاءت

وتعرش في شراييني مباشرة

وكأنها من مشتقات فصيلة دمي النادرة (a-)

تكتبين لي صباح الخير عبر عدة قارات

فأصافح حرير يدك وهي بشهقة شوق

ترسم مشهد حور في حالة حب بواح على شاشتي

شكرا لرسالة طائشة شقت عصا الطاعة

على سلطان مشاغلي وورطتني معها

في نشوة الإضراب وعذوبة الاعتصام.

قصيدة حب جديد

عبدالرحمن يهل على حياتي

برعم يسيل عسلا ولبن

عيون عبدالرحمن تبتسم

أقمار تبرق ماسا ومطر

ضحكة عبدالرحمن

شمس تطرح شعرا وأرواحا شفيفة

عبدالرحمن

نهر يجري في عروقي

فأشرب حبا جديدا

لم يتذوقه بشر




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد