عرفنا من الرجال الكثير، وأحببنا القليل، وكان من أندرهم وأرقاهم الراحل العظيم في خلقه فريح العقيلي رحمه الله.. هذا الرجل الذي عرفته على مدار عقد من الزمان.
ولم أعرفه إلا مبتسماً رغم ما مر به من ظروف صعبة في حياته إلا أنه كان حامداً شاكراً قليل التذمر.. فريح حتى وهو يصارع الموت كان رجلاً متفانياً لأصدقائه، ولا أنسى حين هاتفته آخر مرة وقال لي: (تركي أنا أعاني من ضعف الذاكرة؛ فأتمنى ألا تكون قد أوصيتني على أمر وأنا لم أفعله بسبب نسياني)..
لله درّه نبيل بفطرته حتى في أصعب الأوقات؛ يفكر في قضاء حاجات أصدقائه، مهما قلت لن أفي هذا الرجل مواقفه الطيبة؛ فلقد كان لي عون منذ أن عرفت عالم الإعلام لم يبخل علي يوم من الأيام في رأي كان بجانبي رغم انشغالاتنا لم تمر أي مناسبة منذ عرفته، سواء كانت سعيدة أو حزينة إلا وكان فريح أول المتصلين والمهتمين.. رجل لا يتكرر..
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل ما أصابه طهوراً وحجاباً له عن النار.