كعادته في كل عام، وبتألق جديد، يعود المهرجان الوطني للتراث والثقافة ليملأ مشهدنا ووجداننا بكل ما هو أصيل في روحه، متجدد في معناه.. تعود الجنادرية مجدداً بكامل زينتها لتأخذ مكانها المتميز في قلوبنا وذاكرتنا..
تأتي لتختزل مساحات التاريخ والجغرافيا، وتعيد قراءة الماضي بمرآة الحاضر والمستقبل، كيف لا وهي التظاهرة المعروفة عالمياً، والتي تفتح خيمتها كل عام لاستضافة المبدعين والمفكرين والعلماء والأدباء تملؤهم من كرم الضيافة الثقافية، وتقدم لهم فناجين الحب بين يدي وطن عامر بحضارته العريقة، وآخر بتراثه الأصيل، وثقافته المتجددة.
وإذا كانت الجنادرية قد تميزت في إبقائها على روح البعد التاريخي ومحافظتها على تفاصيله كما كان منذ سالف العهد؛ فهي تتميز دائماً في مهرجانها الذي يتطور كل عام؛ ليأتي مفعماً بروح العصر، مواكباً لطبيعة المتغير الزمني والحضاري.. كل هذا يأتي ضمن كونها حدثاً يحمل رسالة ثقافية لها خصوصيتها التاريخية، ورؤيتها المعاصرة التي يمكنها أن تصل إلى العالم أجمع في مرحلة لها ظروفها ومتطلباتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
من هنا يبرز المهرجان الوطني للتراث والثقافة كعملٍ وطنيٍ خالص لا تتوقف أهدافه عند الوفاء لقيمةٍ تاريخيةٍ عريقة بل تتعدى ذلك إلى استيعاب الحاضر بمنجزه الملموس، واستشراف مستقبلٍ زاهرٍ بالخير والعطاء..
في مشهد جميل يؤكد ثقل هذه البلاد الطاهرة ويدعم أدواتها الثقافية التي ترتكن على تاريخ كبير وعظيم منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وحتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رسخ الجنادرية في أذهاننا منذ أكثر من ربع قرن.
****
مسؤول الإعلام والنشر بمهرجان الجنادرية المسرحي
majednash@hotmail.com